العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ

وحدة التحقيق الخاصة... شكراً لإعادة كلمة التعذيب

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نتقدم بالشكر والتقدير إلى وحدة التحقيق الخاصة على خطوتها الشجاعة، وإعادة كلمة «التعذيب» في بياناتها الشهرية، وذلك بعد توقف طويل والاكتفاء فقط بعبارة «سوء المعاملة».

يأتي ذلك الشكر بعد أن صرح عضو وحدة التحقيق الخاصة محمد الهزاع يوم السبت (5 يوليو/ تموز 2014) أن «الوحدة تلقت خلال شهر يونيو/ حزيران 2014، سبع شكاوى واردة إلى الأمانة العامة للتظلمات خاصة بإدعاءات بالتعذيب وشكوى أخرى بإساءة المعاملة أبان القبض، كما تلقت الوحدة كذلك إخطاراً من نيابة المحافظة الشمالية ادعي فيه باستخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة خلال المواجهات الأمنية لحالات الشغب، وقد باشرت الوحدة التحقيق في هذه الشكاوى بسؤال الشاكين وسماع أقوال الشهود».

بعد لجنة تقصي الحقائق التي قادها السيد محمود شريف بسيوني وحديثه عن وجود التعذيب في البحرين، جاءت وحدة التحقيق الخاصة كجهة رسمية تذكر كل شهر بآخر الإحصاءات والأرقام عن شكاوى التعذيب، لتؤكد استمرار التعذيب في البحرين سواءً كان ممنهجاً أو فردياً كما تدعي السلطات، فالأمر بالنسبة لنا سيان، وعلى حد قول الشاعر ابن القيم:

فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة

وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم!

لجأت الوحدة إلى إسقاط كلمة «التعذيب» التي كانت تذكرها في بياناتها حتى السادس من يناير/ كانون الثاني 2014، وهي المرة الأخيرة التي قالت الوحدة فيها إنها باشرت التحقيق في «ادعاءات التعذيب وإساءة المعاملة»، ومنذ ذلك الوقت اكتفت بالحديث فقط عن التحقيق في «ادعاءات سوء معاملة».

جاء ذلك التوقف عن ذكر كلمة التعذيب في بيانات وحدة التحقيق، بعد أن تخطت أرقام شكاوى التعذيب أو سوء المعاملة المئات منذ أن باشرت مهامها، ويمكن ملاحظة ذلك شهرياً وفي الأسبوع الأول من كل شهر عندما تصدر الوحدة إحصاءاتها.

ذلك التغير، جاء متزامناً أيضاً مع تصريحات وزير الداخلية يوم الاثنين (14 أبريل/ نيسان 2014)، وذلك عندما دعا إلى «عدم الخلط بين التعذيب وسوء المعاملة».

عندما ربطنا بين الأمرين، وتساءلنا عن ذلك، رد رئيس وحدة التحقيق الخاصة نواف حمزة ليؤكد عدم وجود أية علاقة بين تلك التصريحات وسقوط كلمة «التعذيب» من بيانات الوحدة الخاصة، وقال: «ما تصدره الوحدة من تقارير عن أعمالها لا يعبر إلا عن ذاتية إجراءات الوحدة من دون أن تكون هذه التقارير مرتبطةً في موضوعاتها أو مصطلحاتها بأية بيانات أو تصريحات تصدر من أية جهة أخرى حكومية أو غير حكومية».

في القانون البحريني وكذلك الدولي، لا يوجد أي تعريف لسوء المعاملة، بل أوردت فقط تعريف التعذيب، وبحسب ما نشرته وزارة شئون حقوق الإنسان في بيان أصدرته في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2013، من أنه «صدر في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2012 القانون رقم 52 لسنة 2012 والذي تضمن تعديل تعريف التعذيب الوارد في نصي المادتين 208 و232 من قانون العقوبات بأن تضمن النص الجديد للمادة 208 تجريم إلحاق ألم شديد أو معاناة شديدة سواءً بدنياً أو عقلياً بشخص مُحتجز بمعرفة موظف عام أو مُكلف بخدمة أو تحت سيطرته بغرض الحصول على معلومات أو اعتراف منه أو مُعاقبته أو تخويفه أو إكراهه هو أو شخص آخر».

التعريف واضح، ومعنى التعذيب فيه أكثر وضوحاً، فأي أذى من شرطي في مركز احتجاز سواء كان بدنياً أو حتى نفسياً، لانتزاع اعتراف أو معاقبته أو حتى تخويفه وإكراهه هو أو شخص أخر، فهو تعذيب.

نجدّد شكرنا لوحدة التحقيق الخاصة، التي أعادت في بيانها الماضي كلمة «التعذيب» بعد توقف طويل، ولا نعلم إن كان ذلك التغير وإعادة الكلمة مرتبطاً أيضاً بتغييرات معينة، أم أن عملية الشكاوى بشأن التعذيب عادت من جديد، أو أنها تيقنت أن بعض الشكاوى هي مزاعم تعذيب، وليس سوء معاملة لانطباق الشروط عليها.

شكاوى التعذيب في البحرين لازالت مستمرة منذ سنوات، ولم تتوقف، وهو ما يؤكد أن التعذيب من قبل قوات الأمن لازال مستمراً، سواء صُنّف كـ «ممنهج» أو «تصرف فردي»، وسواء كان تحت وصف سوء معاملة أو ضرب من ضروب المعاملة القاسية أو تعذيب.

بالإضافة إلى بيانات وحدة التحقيق الخاصة، فإن رفض زيارة مقرر التعذيب البحرين خوان منديز هو تأكيد واضح على وجود ما يُخشى أن يكشف عنه من «منهجية التعذيب في البحرين» بشكل موثق ودقيق ورسمي ومن قبل الأمم المتحدة.

وجود التعذيب في البحرين أمرٌ محسوم أصلاً ببيانات «وحدة التحقيق الخاصة»، أما بشأن كون ذلك ممنهجاً كما نعتقد أم فردياً كما تؤكد السلطة دائماً، فإن الفيصل فيه سيكون بالسماح لمقرّر التعذيب التابع للأمم المتحدة بزيارة البحرين للوقوف على حقيقة الأمر، وإصدار تقريره الأممي الخاص بذلك، والذي سيكون هو الحاسم في ذلك.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:17 ص

      كيف تحكمون

      وما علاقة التعذيب النفسي والجسدي الذي يصل بالإنسان حد الموت في سجون البحرين وما يحدث في إيران ؟!! أهذا مبرر في رأيك لتعذيب الشعب لأنه يقوم بحراك سلمي شهد له القاصي والداني إلا من إرتشي ليقول غير الحق ؟!!

    • زائر 14 | 9:56 ص

      البحرين من الدول التي تنتزع الاعترافات وتعذب معارضيها بكل انواع الطرق الممنوع دوليا

      البحرين من اكبر الدول التي تتملك فنون التعذيب الغير انساني والغير اخلاقي وهي تجلب..من الخارج لتقوم بهذه المهمات

    • زائر 11 | 8:41 ص

      عمري قرابة 5 عقود ومنذ وعيت والشهداء يسقطون الواحد تلو الآخر بالسجون

      لم تعد البحرين دولة اسلامية ولا انسانية ولا غير ذلك . من وعيت للدنيا والشهداء يخرجون من وزارة الداخلية اجساد مقطعة لا استطيع التركيز في جراحهم .. هذه حالة بصراحة يرثى لمرتكبي هذه الجرائم ماذا سيقولون لله؟ انا اعرف انهم اشخاص يسخرون من كل كلام عن الرحمة وعن الحساب والعقاب

    • زائر 6 | 5:47 ص

      التعذيب ممنهج في البحرين

      نعم التعذيب موجود ولو بيد الحكومة لنفت كل شيء

    • زائر 5 | 5:45 ص

      شكراص لك على متابعة الملف

      شكراً على متابعة الملف

    • زائر 4 | 5:24 ص

      التعذيب لم ولن يفارق سجون البحرين التي ديدنها تمزيق الاجساد

      منذ وعينا على هذه الأرض والتعذيب ديدن هذه الوزارة ولا يوجد بيت في البحرين لم يدخله هذا التعذيب الا ما نذر يعني اما ان يكن لك اب او ولد خال او ولد عم او غيرهم من صلة القرابة الا وذاق التعذيب بل بعضهم فقد حياته بسبب التعذيب والحمد لله هذا حالنا والبعض يدعو الله لا يغير علينا

    • زائر 3 | 4:25 ص

      تاديب.

      تاديب الاولاد مطلوب في كل المجتمعات اذا ماادبهم اهلهم فاعلى الدوله تاديبهم.

    • زائر 8 زائر 3 | 7:30 ص

      زائر 3

      ان شاء الله اتروح تاخذ حصة تأديب عندهم بعدين تعرف قدر العافية

    • زائر 13 زائر 3 | 9:53 ص

      ومن يؤدب الكبار ؟!!!

      الكبار حين يسرقون ويرتشون ويلعبون بأموال الشعب ماذا نفعل لهم ستقول اشتكوا!!!

    • زائر 2 | 12:01 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، يا استاذ هاني جزاك الله خير ،،اللحين ذكرتهم شوف اسبوع الجاي رايحين اغيرون اللهجه من { تعذيب }الي { ترفيه } يا مسهل .

    • زائر 1 | 10:41 م

      ماندري

      خوان مانديز سوف يضع النقاط علي الحروف أذا سمح له دخول البحرين ولاندري ماهو سبب تأخر دخوله !؟ يمكن عاملين عمايل سوووووده

    • زائر 7 زائر 1 | 6:58 ص

      خوان منديز

      اذا كان خوان منديز من منظمة حقوقية ليش ما اروح ايران هناك كل يوم فى اعدامات بتهم مفبركة ليش اليه يعدمون فى ايران مب بشر فى عيونه هل اليه اصير فى ايران من التعذيب \\القتل \\ سحن من غير محاكمات الحمدالله البحرين ما فيها اعدامات ولا سحن من غير محاكمات مفروض على منديز يرتب لزيارة ايران قبل البحرين على شان يقدر يميز الحقوق بين مواطن ايرانى و البحرينى اظن ان مواطن فى البحرين حقوقه افضل من مواطن ايرانى . ايران لا سيتالايت\\لا فيس بوك\\لا انترنت\\ لا واتساب ولا حرية بس دكتاتورية الاملالى فقط

اقرأ ايضاً