العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ

جمهور الفورمولا1 إلى تراجع العام 2014

من المفارقات الكثيرة التي يشهدها راهنا عالم الفورمولا1، أن الرياضة الأرفع في عالم المحركات التي تعيش في ذروة ثورتها التكنولوجية، وتنتج في العام 2014 سباقات مثيرة، لم تعد تجد في المقابل الجمهور الكافي لتمويل نشاطها المتنامي.

وكانت جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة العاشرة (من أصل 19) من بطولة العالم على حلبة هوكنهايم أمس الأول (الأحد) خير دليل إلى المشكلة المتنامية: مدرجات خالية من الجمهور يومي التجارب الجمعة والسبت الماضيين، ثم نصف ممتلئة أمس الأحد لسباق يشارك فيه أربعة سائقين ألمان (نيكو روزبرغ وسيباستيان فيتل ونيكو هولكنبرغ وأدريان سوتيل)، بينهم سائق يتصدر بطولة العالم وآخر يحمل اللقب أربع مرات، وثماني سيارات بمحرك مرسيديس الألماني.

فمدرجات حلبة هوكنهايم لم تحتضن سوى 52 ألف مشاهد الأحد، في حين أن البطولة الألمانية للسيارات السياحية التي تنظمها شركات مرسيدس وأودي وبي أم دبليو تستقطب ضعف هذا العدد.

ومن المؤكد أن الأثر الإيجابي لمايكل شوماخر غائب عن السباقات التي كانت جماهيرها تملأ المدرجات وتحرص على عدم تفويت أي مرور للسائق الأسطورة بسيارته الفيراري. غير أن ذلك غير كاف لتفسير ابتعاد الجمهور في ألمانيا وفي بلدان أخرى تحتضن مراحل البطولة التي باتت تذاكر سباقاتها باهظة الثمن مقارنة مع رياضات أخرى أقل كلفة وأكثر رواجا.

ويبدو أن النموذج الاقتصادي الذي وضع تصوره البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم في سباقات فورمولا1، قد بلغ نهاية دورته. فالفورمولا1، الرياضة الراقية التي دخلت قلوب الملايين، لم تعد اليوم سوى تسلية لبعض المحظيين ممن يتلقون دعوات من الشركات الكبرى للتمتع برفاهية حضور السباقات.

كما أن الفورمولا واحد لم تعد تحظى بشعبية واسعة على الشاشة الصغيرة مثلما كانت في أيام ألان بروست وأيرتون سينا وشوماخر، حين كان عشاق الرياضة الأولى في عالم المحركات يجتمعون حول التلفاز أيام الآحاد لمشاهدة السباقات. ويعود ذلك أيضا إلى حد بعيد إلى سياسة حصرية النقل المخصصة لقنوات معينة بحسب البلدان.

ولا شك أن هناك استثناءات مثل جائزة النمسا الكبرى التي حضرها في 22 يونيو/ حزيران الماضي 100 الف متفرج على حلبة سبيلبرغ المجددة، إذ كانوا محرومين من الفورمولا1 على أرضهم لعشرين عاما، أو في بريطانيا حين احتشد 120 ألف مشاهد على مدرجات حلبة سيلفرستون مطلع الشهر الماضي أيضا لمواكبة فوز مواطنهم لويس هاميلتون.

غير أن هذه تبقى استثناءات لواقع يؤشر إلى تراجع الفورمولا1 ليس على المدرجات وأمام الشاشة الصغيرة فحسب، بل على صفحات الصحف والانترنت أيضا. تراجع لحساب رياضات قوية مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة المضرب وألعاب القوى، وغيرها من الألعاب التي يتابعها الملايين.

العدد 4336 - الإثنين 21 يوليو 2014م الموافق 23 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً