العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ

مسيحيو غزة يودعون أول ضحاياهم في الهجوم الإسرائيلي

مشى جورج عياد بعين متورمة وقميص ملطخ بالدماء أمام نعش زوجته جليلة الضحية المسيحية الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي استشهدت قبل ساعات في غارة دمرت منزلهما.

وجليلة البالغة من العمر 60 عاماً تركت ولدين أصيب أحدهما بجروح بليغة جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزل العائلة بعد ظهر أمس الأول الأحد (27 يوليو/ تموز 2014). وحمل النعش الأبيض البسيط وعليه صليب أسود ليسجى في كنيسة القديس برفيريوس، كنيسة قطاع غزة الأرثوذكسية.

ويروي فؤاد عياد إبن شقيق جليلة «لقد ماتت تحت الأنقاض... سحقت ساقاها حين دمر المنزل فوق رؤوسهم. زوجها وابنها كانا في الداخل». وفي الكنيسة وقف قس أرثوذكسي بلباس أسود يتلو مقاطع من الأنجيل ويحمل بيده القربان المقدس فيما سجي النعش تحت سقف تملأه صور القديسين المذهبة وأسماؤهم بالعربية واليونانية.

ووضعت أيقونة للسيدة العذراء على النعش، كما حضرت راهبتان من أخوات المحبة إلى الكنيسة للصلاة والتأمل. وعلا صوت نحو عشرين من أقرباء الضحية فيما ارتفع في الخلفية صوت الآذان من المئذنة القريبة.

وفي أجواء الحزن هذه حمل أحد أبناء الأبرشية الميكروفون لإدانة القصف الإسرائيلي. وصرخ غاضباً «هذه المرأة الفلسطينية، العربية والمسيحية ماتت تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي». وتساءل «تقع المجازر كل يوم هنا... أين هو المجتمع الدولي؟». وتابع «القنابل تضرب وتقتل ولا تفرق بين مدنيين ومقاتلين».

أما جورج عياد أحد أقرباء الضحية واسمه مثل اسم زوجها، فيرفض الفكرة القائلة بأن موت جليلة سيدفع مسيحيي غزة الذي لا يتخطى عددهم 1500 من أصل 1.8 مليون نسمة في غزة، إلى الرحيل. ويؤكد «هذا تحديداً ما يريده الإسرائيليون. وإلى أين نذهب؟ هذا هو وطني... نحن المسيحيين موجودون في غزة منذ أكثر من ألف عام وسنبقى». فؤاد بدوره، أبن شقيق جليلة، ليس لديه سوى أمنية واحدة «الذهاب من هنا».

وبعد انتهاء المراسم، حمل نعش جليلة ليوارى الثرى في مقبرة الكنيسة الصغيرة التي تعرضت منذ أيام عدة لقذيفة إسرائيلية.

وجليلة عياد، الضحية المسيحية الأولى في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في الثامن من يوليو/ تموز، ولدت في مدينة القدس المحتلة. وبحسب عائلتها فإنها كانت تحمل الجنسيتين الفلسطينية والفرنسية.

واختصر مطران هذا المجتمع المسيحي الصغير إليكسيوس ما حصل بالقول: «اليوم فقد إنسان آخر حياته، إنسان بريء».

العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً