العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ

الحرب بين أمراء المؤمنين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشرت إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن، تقريراً لها عن حرب كلامية بين أنصار الملا عمر وأبو بكر البغدادي، أشعلتها تهنئة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان بمناسبة عيد الفطر المبارك.

التهنئة التي أثارت هذه الحرب بدأها الملا عمر بقوله: «إلى إخوتنا المسلمين... وشعبنا المجاهد»، وهي عبارة تقليدية لا تثير حساسية ولا مشكلة. إلا أن ما أثار الزوبعة هو تذييل تهنئته بعبارة «خادم الإسلام أمير المؤمنين»، خصوصاً في هذه الفترة التي برز منافسٌ آخر لإمارة طالبان الأفغانية، وذلك في أرض العراق والشام، واتخذ لنفسه اسم «دولة الخلافة الإسلامية».

لم تكن تهنئات الملا عمر إلى إخوته المجاهدين وشعبه الصابر، تثير حرباً كلامية من قبل، سواءً يوم كان أميراً للمؤمنين في أفغانستان منذ العام 1996، أو بعد الإطاحة بإمارته بعد الغزو الأميركي في 2001. إلا أن العالم تغيّر الآن، بعد غزوة الموصل، وإعلان قيام دولة الخلافة المنافسة لأفغانستان، وتنصيب أبو بكر البغدادي نفسه أميراً للمؤمنين، وخليفةً على المسلمين.

لقد أخطأ الملا عمر حفظه الله في تقدير الأمور، فهو لم يعُد أمير المؤمنين الأوحد في العالم، وإنّما برز له منافسٌ عنيدٌ وغنيٌّ جداً، يتمتع بقدرات مالية وعسكرية كبيرة، ويحظى بدعم عسكري ولوجيستي كبير من مجموعة دول عربية وإقليمية كبرى. وبالتالي عليه أن يراجع نفسه مرتين قبل أن يصدر تصريحاً صحافياً، أو بياناً عسكرياً، أو حتى بطاقة تهنئة بالعيد.

العرب الأوائل كانوا يقولون في أمثالهم: «لا يجتمع سيفان في غمد»، وهو ما لم يتنبه له الملا عمر حفظه الله، خصوصاً أن الأمور أصبحت تصب في صالح منافسه البغدادي، فلم تعد أفغانستان الفقيرة الجدباء، منطقة جهادية جاذبة، فقد تجاوزت عمليات «دولة الخلافة» البطولية خلال شهرين، كل بطولات «طالبان» خلال عشرين عاماً. وفي حين ظلت «طالبان» مترددةً لأسابيع في تدمير تمثال بوذا، في بطن أحد جبال أفغانستان، لم تتردد «دولة الخلافة» في هدم عشرات الكنائس وتهجير أهلها وطردهم من أرضهم التي عاشوا فيها ألوف السنين، وتجريدهم من ممتلكاتهم وسلب أموالهم.

لقد أثبت إمارة البغدادي أنها أكثر جرأة واندفاعاً من إمارة طالبان، فهي لم تتردد في هدم مجموعة كبيرة من مساجد المسلمين الآخرين، ليس عن طريق قصفها بالمدفعية كما فعلت طالبان بتمثال بوذا، وإنما بتفجيرها بالعبوات الناسفة وتسويتها بالأرض وتحويل قبابها ومنائرها إلى ركام. وهي أعمالٌ بطوليةٌ تزيد حماسة أنصارها للهجرة إليها للقيام بمزيد من هذه الأعمال الجهادية، خصوصاً بعد تفجير قبر نبي الله يونس (ع) الذي ذُكرت قصته في القرآن.

إن المعادلة حتماً ليست في صالح الملا عمر حفظه الله، حتى من الناحية الإعلامية، فهو شخص لا يحب الأضواء أو الظهور في وسائل الإعلام، بينما منافسه تستهويه حركات الاستعراض التلفزيونية، كما حدث في موكبه الضخم عند صلاة الجمعة، وخروجه على المنبر في هذا الزيّ التاريخي المهيب الذي يذكّر بالخلفاء العباسيين الكبار، مثل أبي العباس السفاح وأخيه أبي جعفر المنصور.

يعتبر بعض المراقبين تهنئة الملا عمر بدايةً للحرب الباردة بين إمارة أفغانستان الإسلامية ودولة الخلافة الشامية، مع احتمال أنها قد تتحوّل مستقبلاً إلى حربٍ ساخنةٍ حين يمتلك الطرفان صواريخ بالستية عابرة للقارات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4343 - الإثنين 28 يوليو 2014م الموافق 01 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 7:56 ص

      أمراء المجرمين

      ما هم إلا عصابات غبية تتحرك بأيدي صهيونية

    • زائر 18 | 6:52 ص

      لقد

      لقد ابتليت الامة الاسلاميه بهؤلاء الجهله والسدج الي يوالونهم ولايرضون عنهم لو حتى يعتدون على اموالهم ونسائهم قاتل الله الجهل والله يهلك كل ضالم مولهم بالفلوس الله يرحم شهداء المظلومين

    • زائر 16 | 5:10 ص

      اشعار تحكي الحاضر

      1- تالله ما فعلت أمية فيهم =معشار ما فعلت بني العباس 2- يا ليت جور بني مروان دام لنا = وليت عدل بني العباس في النار 3- قتلا وأسرا وتحريقا ومنهبة= فعل الغزاة بأهل الروم والخزر @ارى أمية معذورين ان فعلوا = ولا ارى لبني العباس من عذري

    • زائر 15 | 4:01 ص

      الله يدمر جميع طواغيت الأرض مهما يكن جنسهم او لونهم

      فرعون وغيره من طغات الارض، الأحياء منهم والأموات، خلدهم التاريخ ببشاعة مصيرهم وليس بإنجازاتهم.
      والمصير لباقي الطغات واحد لا حياد عنه. اللهم انك تمهل ولا تهمل، أرنا فيهم يوما قريبا ولا تبقي لهم باقية.

    • زائر 14 | 3:50 ص

      ليش خاللين عالدواعش

      ليش خاللين بالكم ويه الدواعش ، ترى هم مساكين فيهم جنون البقر ، لاتجنون روحكم وياهم

    • زائر 13 | 3:36 ص

      رايي الشخصي

      كلهم اساطير وقصص باطله وخرافيه ماعدا امام علي واتباعه المخلصين هم الحق ونتمنى من العلي القدير ان هذه النعمه لا يغيرها علينا ويزيدنا قوه وثبات لاخر الزمان

    • زائر 10 | 2:46 ص

      هؤلاء إرهابيين و كذلك معهم

      ملا عمر و معه البغدادي و كذلك معهم نصر اللات زعيم حزب ايران في لبنان كلهم إرهابيين عليهم من الله ما يستحقون

    • زائر 11 زائر 10 | 3:05 ص

      واويلاه

      نحن لن نناقشك في شئ ولكن نصر اللات؟ وفي مثل هذه الأيام المباركة. اهذه أخلاق الإسلام؟

    • زائر 12 زائر 10 | 3:19 ص

      وهل من مثل سيد المقاومة

      هو البدر إذا أطل على محبيه من الملايين هو من أرعب الأعداء الصهاينة فمن أنت حتى تتكلم عنه بأسلوبك السوقي يكفيك ملا عمر وآلبغدادي أحبابك فأنت منهم ومؤيد لهم فلا تتظاهر بغير ذلك

    • زائر 17 زائر 10 | 5:42 ص

      شتان

      واين الثرى من الثريا واين التراب من التبر

    • زائر 9 | 2:24 ص

      سيناريو جميل

      أعجبني جداً أسلوبك في التعبير عن مجانين العصر ولكن بلغة الدم التي يتكلمون بها ويتعاملون مع الناس هم كفار قريش العصر الحديث فأفعالهم لا تختلف عن كفار قريش ونرجوا أن تشتعل بينهم كل أنواع الحروب الثقيلة ويبيدوا بعضهم البعض بقدرة من الله تعالى وعبدك مبارك

    • زائر 8 | 2:01 ص

      سيدنا معاويه قتل سيدنا حجر صاحب سيدنا علي رضي الله عنه

      هكذا يبدوا هذا التاريخ المزيف واخيرا الملطخ بالدماء ورؤس الابرياء كم نحن بحاجة الى مراجعة هذه القيم والمبادئ ولاسيما امرة المؤمنين التي ماتسمى بها احد غير امير المؤمنين علي بن ابي طالب الا افتضح والتاريخ بين ايدينا

    • زائر 7 | 1:53 ص

      هذا الاسلام يصبغ بالدم لا يجب

      كيف الخلاص ياربي أهذا إسلامنا يصبغ بالدم والقتل والعنف كيف جعلوا هذا الشباب دموي وسطحي هل هي حكمة منك لإنهاء هم من عروشهم لا ادري كيف أخاطبك سيدي ومولاي لكننا نعيش زمان الهون والضعف وهاهي غزة تدبح من الوريد للوريد والفضل للاعراب

    • زائر 6 | 1:20 ص

      لاهم امراء ولا هم مؤمنين بل ولا مسلمين

      بعض الأعمال التي يقوموا بها هؤلاء يندى لها جبين الانسانية عدى دين الاسلام السمح دين الرحمة والمحبة. هؤلاء عار على أي ملّة ينتمون لها لذلك الاسلام براء كل البراءة من هؤلاء ولو خرج النبي ص لأقام عليهم الحدود بما سفكوا من دماء وما قاموا به من اجرام الى درجة ان حتى الموتى لم يسلموا من شرّهم لا بارك الله فيهم

    • زائر 4 | 12:48 ص

      لماذا ؟

      لمذا كررت عبارة حفظه الله

    • زائر 3 | 12:42 ص

      لا

      لابارك الله فيهم ولاحفظهم اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين يارب العالمين

    • زائر 2 | 10:50 م

      من دمر العرب والمسلمين هما الخلافة العباسية في الشرق والخلافة الأموية في الأندلس.. هذا قبل إختراع الصواريخ البلاستية..

      يعتبر بعض المراقبين تهنئة الملا عمر بدايةً للحرب الباردة بين إمارة أفغانستان الإسلامية ودولة الخلافة الشامية، مع احتمال أنها قد تتحوّل مستقبلاً إلى حربٍ ساخنةٍ حين يمتلك الطرفان صواريخ بالستية عابرة للقارات.

    • زائر 1 | 9:52 م

      أمير المؤمنين

      نحن فى زمن من يضحك على المسلمين ما جاء فى مقالك عن أمير المؤمنين و و كذلك .....اسماء لنهب المسلمين

اقرأ ايضاً