العدد 4346 - الخميس 31 يوليو 2014م الموافق 04 شوال 1435هـ

اكتشاف جينوم قد يساعد في مكافحة مرض النوم

رحب العلماء بتطوير خريطة بيانات لتسلسل الجينوم الخاص بذبابة التسي تسي، المسئولة عن انتقال داء المثقبيات الذي يصيب البشر في إفريقيا، والمعروف بمرض النوم. ويرى العلماء أن هذا التطور قد يكون مفيداً في وضع استراتيجيات للقضاء على الذبابة والحد من الوفيات وانتشار الأمراض الأخرى المرتبطة بها.

وتعليقاً على هذا التطور العلمي، قال قائد فريق العمل المعني بعلم الجينوم الطفيلي في معهد ويلكوم ترست سانجر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) ماثيو بريمن: «يمكن أن تقود بيانات الجينوم في نهاية المطاف إلى النهوض بالمعرفة الخاصة ببيولوجيا ذبابة التسي تسي والطفيليات التي تحمل داء المثقبيات. وقد تكشف جوانب من المنظومة البيولوجية الخاصة بالذبابة عن بعض نقاط الضعف، مثل تربية اليرقات التي تعيش داخل الإناث الحوامل، واعتماد الذبابة على البكتيريا التي تعيش داخل خلاياها، وسلوكها غير المعتاد الذي يركز على العثور على الفريسة». وأضاف «توصلنا إلى أن البروتين المشارك في استشعار الضوء والرائحة والطعم يفتح الباب لتعزيز المصائد. كما وجدنا في الجينوم أيضاً أدلة على وجود فيروسات على صلة بالدبابير الطفيلية - وهذا يسلط الضوء على إمكانية وجود مفترس طبيعي لذبابة التسي تسي في البرية، وإذا أمكن العثور عليه، يمكن أن يستخدم في المكافحة البيولوجية».

وقالت سيراب اكسوي من جامعة ييل، التي شاركت في إعداد الدراسة «يصيب داء المثقبيات الإفريقي آلاف الناس في إفريقيا جنوب الصحراء. وعدم وجود خريطة بيانات للجينوم على نطاق المنظومة البيولوجية لذبابة التسي تسي كان عقبة رئيسية أمام تحديد نقاط الضعف».

وأضافت «لقد استطاع هذا الفريق من الباحثين عبر إفريقيا، وأوروبا وأميركا الشمالية وآسيا التوصل إلى أداة بحثية قيمة للتصدي للانتشار المدمر لمرض النوم».

وتوصل الباحثون أيضاً إلى مجموعة من البروتينات الخاصة بالبصر والشم والتي يبدو أنها تحرك الاستجابات السلوكية الرئيسية للذبابة، مثل البحث عن بيئات حاضنة أو التزاوج.

ويمتلك ذباب التسي تسي نظاماً بيولوجيّاً استثنائيّاً للغاية. فخلافاً لغيره من أنواع الذباب الذي يضع بيضه، فإن الأنثى تلد يرقة حيّة واحدة، وتقوم بعد ذلك برعايتها لتصبح ذبابة كاملة النمو عبر التغذية على الغدد التي تفرز حليب الأم.

وقال معهد «ويلكوم ترست سانجر» في بيان له: «لقد طورت هذه الذبابة الناقلة للمرض طرقاً بيولوجية فريدة من نوعها واستثنائية لإيجاد فريستها وإصابتها. كما أن جهاز الاستشعار المتقدم الذي تتمتع به ذبابة التسي تسي يتيح للأنواع المختلفة منها تتبع العوائل المحتملة؛ إما عن طريق الشم أو عن طريق البصر».

وأضاف أن «هذه الدراسة توضح قائمة بالأجزاء المسئولة عن العمليات الرئيسية، وتفتح أبواباً جديدة لتصميم استراتيجيات الوقاية لتقليل عدد الوفيات والأمراض المرتبطة بداء المثقبيات الإفريقي البشري وغيرها من الأمراض التي تنتشر عن طريق ذبابة التسي تسي».

ويقول الباحثون إن تسلسل الجينوم قد ساعد في اكتشاف «مجموعة البروتينات المسئولة عن الحصول على الدم وفلترته وتعبئته والانجاب الاحتفاظ بالبويضة المخصبة داخل جسم الأم ونموها حتى يصبح الحيوان الصغير، يرقة أو وليداً، قادراً على العيش بشكل مستقل] وإفراز نظير لبروتينات حليب الثدييات».

تحديد البروتينات الحاسمة

وقال ماثيو بريمن، من معهد ويلكوم ترست سانجر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): «لقد تم تحديد البروتينات التي تمثل أهمية بالغة لتغذية اليرقات التي لم تولد بعد- ومن شأن التدخل في هذه العملية أن يكسر دورة حياة الذبابة».

يشار إلى أن فريقاً يضم 146 عالماً من 78 معهداً بحثيّاً في 18 دولة شاركوا في هذه الدراسة. وقد نجحوا في تحليل الجينوم الخاص بذبابة التسي تسي، والجينات التي يتكون منها وعددها 12,000 جين، وإضافة إلى أنها تنقل مرض النوم، فإن ذبابة التسي تسي مسئولة أيضاً عن مرض ناغانا (الذي يعرف أيضاً باسم داء المثقبيات الإفريقي الحيواني) الذي يصيب المواشي.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن «مرض النوم يهدد ملايين البشر في 36 دولة في إفريقيا جنوب الصحراء».

ويعيش العديد من السكان المتضررين «في المناطق النائية في ظل محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية الكافية، ما يزيد من تعقيد عملية المراقبة، ومن ثم تشخيص الحالات المصابة وعلاجها. إضافة إلى ذلك، فإن نزوح السكان والحرب والفقر هي من بين العوامل المهمة الأخرى التي تسهل انتقال المرض».

يذكر أن المرض يهاجم الجهاز العصبي المركزي للشخص المصاب، ومن ثم يسبب اضطرابات عصبية شديدة وحتى الموت إذا ما ترك من دون علاج.

ويأمل الباحثون أن تسهم الاكتشافات الجديدة الخاصة بجينوم الذبابة في تطوير مواد طاردة أو مبيدات حشرية لهذا النوع من الذباب. وفي العام 2009، أنشأت منظمة الصحة العالمية بنك عينات لمساعدة الباحثين وتسهيل تطوير أدوات تشخيصية جديدة وبأسعار معقولة. ويحتوي هذا البنك على عينات من الدم والأمصال والسائل النخاعي، واللعاب والبول المأخوذ من المرضى المصابين بكل أشكال المرض، فضلاً عن عينات من الأشخاص الأصحاء من المناطق التي يستشري فيها هذا المرض.

العدد 4346 - الخميس 31 يوليو 2014م الموافق 04 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً