العدد 4346 - الخميس 31 يوليو 2014م الموافق 04 شوال 1435هـ

التلوث... سفاح خفي يقتل أكثر من الأمراض!

يحصد أرواح 8.4 ملايين نسمة في الدول النامية سنوياً

أوكسبريدج (كندا) - آي بي إس

التلوث، وليس الأمراض، هو السفاح الأكبر في الدول النامية، فهو يقتل أكثر من 8.4 ملايين شخص كل عام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف الوفيات الناجمة عن الملاريا، وأربع عشرة مرة تلك التي يسببها فيروس نقص المناعة البشرية (الايدز). ومع ذلك، يتلقى التلوث جزءاً بسيطاً من اهتمامات العالم.

رئيس معهد الأرض النقية بمعهد «بلاكسميث» ريتشارد فولر الذي أعد دراسة جديدة كجزء من أنشطة «التحالف العالمي للصحة والتلوث، وهو هيئة تعاونية مكونة من الوكالات ثنائية، ومتعددة الأطراف والدولية، وكذلك الحكومات الوطنية، والأوساط الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني أفاد بأن «المواقع السامة وتلوث الهواء والمياه لها عواقب وخيمة وتفرض عبئاً هائلاً على النظم الصحية في البلدان النامية».

وحذر فولر في تصريحاته، من أن تلوث الهواء والمواد الكيميائية ينمو بسرعة في المناطق النامية، وأن تأثيره الكلي على صحة الأهالي له «عواقب وخيمة».

وأوضح أنه يمكن الوقاية منه تماماً، فقد استطاعت معظم البلدان المتقدمة، إلى حد كبير، حل مشاكل التلوث الخاصة بها. وشدد الخبير على أن بقية العالم بحاجة إلى المساعدة، لكن مخاطر التلوث أصبحت الآن بعيدة عن شاشات الرادار في مسودة صياغة «أهداف التنمية المستدامة».

كما شرح فولر أن «أهداف التنمية المستدامة» هذه هي خطة الأمم المتحدة الجديدة للمساعدة الإنمائية للسنوات الـ 15 المقبلة. ويتوقع من البلدان، ووكالات المعونة، والمانحين الدوليين، محاذاة تمويلها ومساعداتها مع هذه الأهداف عندما يعلن عنها في سبتمبر/ أيلول العام 2015.

وأضاف الخبير الدولي «أحياناً ما يطلق على التلوث اسم «القاتل غير المرئي»... فمن الصعب تعقب أثره لأن الإحصاءات الصحية تقيس الأمراض، لا التلوث»، ونتيجة لذلك يجري اعتبار التلوث مسألة ثانوية، لكن الواقع هو أنه يحتاج فعلاً للعمل الجاد الآن.

وتدمج الدراسة بيانات جديدة من منظمة الصحة العالمية وغيرها، لتحديد أن 7.4 ملايين حالة وفاة كانت بسبب مصادر التلوث من الهواء والماء والصرف الصحي والنظافة الصحية، علاوة على مليون حالة وفاة إضافية بسبب النفايات الكيميائية والصناعية السامة التي تبث في الهواء وتصب الماء والتربة والغذاء من صغار المنتجين والمنتجين متوسطي الحجم في البلدان الفقيرة.

بدوره، قال أستاذ الصحة البيئية في جامعة سيتي في نيويورك والمستشار التقني لمعهد بلاكسميث جاك كارافانوس إن «العبء الصحي الناتج عن التلوث البيئي في هذه البلدان، يأتي على رأس الآثار الصحية للأمراض المعدية والتدخين».

وأوضح أن «من الصعب للغاية تقدير الآثار الصحية لعدة آلاف من المواقع الملوثة السامة بالرصاص والزئبق والكروم سداسي التكافؤ والمبيدات المهجورة. كذلك أن التقديرات القائلة إنها تسبب وفاة مليون شخص من الأرجح أن تكون أقل من الواقع الإجمالي».

هذه المواد الكيميائية لا تبقي في مكانها، وفقاً للخبير، فالمطر يغسلها إلى التربة والمجاري المائية، كما تنقل الرياح الجسيمات السامة لمسافات طويلة، لتصل إلى المحاصيل والمواد الغذائية.

وقدرت دراسة لمعهد «بلاكسميث» في العام 2012، إن نفايات التعدين، ومصاهر الرصاص، والمقالب الصناعية، ومواقع أخرى سامة، تؤثر على صحة 125 مليون شخص في 49 دولة نامية.

وعلى سبيل المثال، قال جون بوامانج؛ من وكالة حماية البيئة في غانا: «لقد تعرفنا على أكثر من 200 موقع يضر فيها التلوث بالهواء والتربة والمياه، ما يعرض للخطر نحو ستة ملايين نسمة».

هذه المواقع تشمل التسمم بالرصاص من عمليات إعادة تدوير الرصاص، وبطاريات السيارات، وتفكيك النفايات الإلكترونية في أماكن حيث يتم حرق الكابلات في الهواء الطلق ويسمم الدخان السام أحياء مأهولة بأكملها.

العدد 4346 - الخميس 31 يوليو 2014م الموافق 04 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً