العدد 4347 - الجمعة 01 أغسطس 2014م الموافق 05 شوال 1435هـ

غزة... مئات المليارات للتسلح!

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تنفق دول العالم كافة مئات المليارات من الدولارات على التسلح إذ بلغ الإنفاق في العام 2013 لوحده نحو 1750 مليار دولار، وهذا رقم ضخم للغاية وللدول الإسلامية والعربية نصيبها الكبير جداً من هذا الإنفاق.

والدول العربية والإسلامية في الغالب تشتري الأسلحة ولا تصنعها بل إنها لا تمتلك حتى قطع الغيار أو تصنعها؛ فهي تنفق مئات المليارات على الشراء وبعد فترة من الزمن تصرف مليارات من أجل شراء قطع الغيار أو إصلاح وتطوير تلك الأسلحة، وهذا يزيد من التكلفة وكل ذلك يعود لاعتبارها دولاً مستهلكة بشكل تام.

وهناك استثناء في عدد قليل من الدول التي تمتلك الأسلحة عن طريق الشراء وأسلحة أخرى تقوم بتصنيعها وهي دول يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة دون أن تزيد دولة واحدة للأسف عن هذا العدد.

هذا الأمر جعل دولنا العربية والإسلامية مرهونة بيد العالم المتطور إما لناحية الحماية أو الحاجة إلى الأسلحة وكل وسائل الحياة.

والسؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة تحتاج فيها الأمة ويحدق الخطر الكبير بالدول العربية والإسلامية، أين الأسلحة التي يتم شراؤها بمئات المليارات؟، لماذا لا تستخدم؟

آخر تلك المعارك هي الهجوم البربري الصهيوني على قطاع غزة وقتله الأبرياء وإمعانه بكل وقاحة وقذارة على قتل الأطفال نتيجة للشعور النفسي بالهزيمة التي لحقت به جراء رد فصائل المقاومة الفلسطينية الذي لم يكن يتوقعه هذا الكيان أو حتى السلطة الفلسطينية أو حتى دول العالم بما فيها الدول العربية والإسلامية.

إن ما يجري يثبت أن المئات من المليارات من الدولارات التي تصرف وصرفت وستصرف على التسلح تذهب هباء منثورا لأنه لا توجد إرادة لاستخدام هذا السلاح وكأن الإرادة باستخدامه مرهونة بيد القوى الكبرى التي تبيعه لدولنا الإسلامية والعربية.

هذه المئات من المليارات لو وُجِّهت للصرف على التنمية في الدول العربية والإسلامية كافة بشكل مخطط له لأصبحت تلك الدول في تكامل واكتفاء ذاتي في جميع المجالات، ولاستطاعت أن تصنع الإرادة الغائبة لأنها ستكون قادرة على أن تصنع قرارها بنفسها.

هذه المليارات لو صُرفت على الشعوب لما رأينا دولاً إسلامية وعربية «تشحت» من أجل أن يعيش مواطنوها، ولا رأينا مسلمين وعرباً يموتون جوعاً أو يعانون معاناة كبيرة في حياتهم.

لكن حرب غزة كشفت أمراً آخر، وهو أن الإرادة ولو كانت لفئة قليلة قادرة على أن تغير سير الأمور، وأن ما ينقص الأمتين العربية والإسلامية هو الإرادة الحقيقية التي يمكنها أن تغير العالم بأكمله.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4347 - الجمعة 01 أغسطس 2014م الموافق 05 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:28 ص

      العزيز

      بصراحة لو أن الدول العربية تريد تحرير فلسطين كل هذه السنين حتى ولو بشرائها من العدوا الإسرائيلي لفعلت ولكنها لاتريد . بل تتعاون مع العدو الصهيوني لضرب كل من يساعد الفلسطينين مثل حزب الله وإيران. وتحاربهم حربا شرسة بإستخدام الدواعش والقاعدة والنصرة والإخوان وكل المجرمين في العالم وبالألقاب التي تثير الفتنه الطائفية لحربهم والنيل منهم .

    • زائر 2 | 2:53 ص

      قاتلهم الله

      الجميع يعلم بأن الأسلحة التي تشتريها الدول "العبريه" عفواً العربيه موجهه لشعوبها فقط وفقط و لم و لن نسمع أن الحكومات العبريه عذرا العربيه تنوي او تفكر أن توجهها لإسرائيل مثلا او حتى أن تدافع عن أراضيها من الغزاة أو أي عدو خارجي!!

    • زائر 1 | 10:27 م

      الاسلحه للشعوب وليس للحروب

      كل الجيوش العربيه هي للشعب وتاديبه متى ماتحتاجه الحاجه لتأديبه. والبحرين مثالا على ذالك من قتل عبدالرضا ؟!

اقرأ ايضاً