العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ

جريمة الأحوال الشخصية للمرأة والظلم المؤبد

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

المرأة هي الشجن والخوف من الحياة! هل المرأة مسجونة بذاتها أم هي السجين والسجان معاً أو هي التي تُنفذ كل الرغبات المريضة للرجل بسكونها وسكوتها على الغلط وخوفها وضعفها وتواكلها أم المرأة هي الجبارة والتي تُربي الأجيال من الآباء والأبناء، وهي التي تجاهد دوماً لتعزيز المكانة الاجتماعية والاقتصادية للعائلة بكل ما بطاقتها وقوَّتها؟!

هل يحق لنا محاكمتها، بعد ارتكابها للجريمة في الأحوال الشخصية؛ كما نُحاكم فيه المجرمين الفاسدين والقتلة من أجل الشهوات والمال حينما تدفعها الحياة وتضطر للدفاع عن كرامتها وحقوقها المسلوبة بنفسها وبيديها؟! أم أن نُبرر سلوكها بسبب دوافعها الغريزية والظلم الذي قد يُحطم حياتها كُليّاً بسبب الخيانات الزوجية والغدر! أم أن نشفق عليها ونُخفف الأحكام! حتى ولو اضطررنا إلى تغييرها قانونياً ولفظياً؟! كيف لهذه المخلوقة الرقيقة أن تقتل أو ترتكب كل الفواحش بسبب الخيانات الزوجية والكذب في الفراش، وكيف يتمكن منها الظلم واليأس لدرجةِ العيش للانتقام؟!

دعوني أسرد أليكم قِصة هذه الفتاة الفقيرة من أحداث المسلسل (سجن النساء) والتي هي في عُمر الزهور حينما تُحب رجلاً مخادعاً وتتزوجه وتأتمنه على كل مالها وحياتها وتعطيه ما تملك من تَركَةِ والدتها المتوفاة لشراء «مايكرو باص» للعمل بالأجرة... إضافةً إلى تَخلّيه عن مسئولية البيت بسبب لعبه مع النساء! وترى نفسها فجأةً أمام مشادة بين الزوج ورجُلٍ آخر في بيتها حيث يَقتلُه... ويهرب الزوج ويتم اتهامها بقتله!

وتدخل نيللي كريم البطلة والتي أبدعت في تأدية دورها الرائع في السجن للزوجة المغدورة ظُلماً ولمدة سبع سنوات! وتتآمر الظروف لموت طفلها البريء الذي وُلد في السجن والذي بقي الحب الوحيد في حياتها وَحُرمت بذلك تلك المخلوقة البريئة من كل أملٍ تبقَى لها للعيش في الحياة ومن وحيدها!

وتغلي النار في عروقها، وتنتظر الخروج بفارغ الصبر للانتقام؛ لتذهب وبعد سبعة أعوام إلى من دمّر حياتها لتقتله مع عشيقته وتعود للسجن! علّها تُشفي جراحها وتتمكن ممن قلب حياتها رأساً على عقب وسلبها طفلها وأموالها!

وتحولت من سجانة حيث كانت تعمل! إلى مُجرمة ومسجونة بنفس مكان عملها بسبب ظروفها السيئة! كيف تتحول هذه المرأة وتنتقم لحياتها التي ضاعت لمجرم

وتتسلسل القصة إلى فتاة أخرى صغيرة، تُجبَر على الخروج من قريتها المتواضعة للعمل في البيوت في المدينة (القاهرة) من أجل استغلالها من الأب لتعليم إخوتها الصبيان والذي حُرمت هي منه لأنها أُنثى! وتتعرض هناك للإهانة اللفظية المُتكررة بسبب بعض التجاوزات في سلوكها، فتقوم بإشعال النار في مستخدمتها أثناء نومها وقتلها!

وترينا المُخرجة كاملة أبو ذكرى، كيف يتغير الإنسان مع تغير البيئة والظروف وتصبح الأمور المادية هي المُسيطرة! وكيف تأخذ منه إنسانيته حينما يوضع في بيئة تُهينه وتزدريه فيتحول إلى حيوانٍ شرس قاسٍ ويعجز عن التوازن في التفكير ولا يتوانى عن الجريمة المترصدة...

وتتابع في المسلسل القصص العديدة والمتمثلة بالانحرافات الاجتماعية، منها الدعارة، وكيف تضطر البنات للصرف على الإخوة مع غياب الأب أو ضيق ذات اليد، والعمل بالدعارة أو بيع المخدرات والسرقة! وتُرينا الكاتبة مريم ناعوم قسوة الأم والمجتمع؛ بطرد ابنتها والتبرئة من أمومتها لها بعد دخولها للسجن، وبالرغم من محاولة الابنة التوبة بعد خروجها! مما يُعيد الابنة لنفس السلوك السيئ ما يُرينا غباء الأهل وحقدهم وخوفهم من المجتمع الذي لا يرحم، ولايَغفِر لمن يُخطئ! لتصحيح المسار ويوصم الأفراد على غلطة ارتكبوها في شبابهم لتوصمهم مدى الحياة ويبقون أعضاء غائبين! المسلسل عن المؤلفة فتحية العسال... كل المُشتركات في العمل من النساء المُبدعات ولذلك كان نجاحه الأكثر في شهر رمضان؛ لأنهن عرفن المرأة بكل تفاصيلها بدقة وتناغم وتجسيد معاناتها وآلامها بسبب غدر الرجل وخيانته وتقصيره في حماية نسائه الابنة والزوجة والأم. علّنا نتعظ ونتعلم.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 8:15 ص

      مسكينه المرأه

      هي الحقيققه يادكتوره فهي تخرج من البيت المستبد للاب لتلتقي بالزوج المستغل لشبابها وقوتهاوياخذها لحم ويرميها عظم وهي تعجز بعد كل استهلاكها للزوج والاطفال وبعدين هو ينزوج مع واحده اصغر يعيش حياتين وهى اللى تدفع الثمن دايماً شبابها وامومتها ذل في ذل

    • زائر 6 | 7:37 ص

      احوال الشخصيه في المغرب العربي

      المراءه والرجل سواسبه في كل شيئ ارجو نشرها لكي نعرف مزاياها

    • زائر 5 | 7:28 ص

      قانون أحوال الأسرة

      رجاء اكتبي عن قانون احوال الاسرة الذي يجب ان يطبق في البحرين كي يخفف الظلم الواقع على المراءة البحرينية

    • زائر 4 | 3:39 ص

      البحرينية نسرة

      المرأة مظلومة في بعض البلاد العربية، أما في البحرين فالرجل هو المظلوم، يظلمه القانون والأعراف وبعض مدعي الثقافة الذين يبررون للمرأة ولا يعذرون الرجل أبدًا، والقصص إذا أردتِ كثيرة.

    • زائر 2 | 3:12 ص

      المراءه تصوم وتفطر على بصله

      تحلم الفتاة بفارس احلامها اذا كانت فقيره ليحقق كل احلامها واذا كانت غنيه ايضا ليسعدها هذه فطرة السليمه البنت للزواج ولكن ينهال علبها الصدمات من غدر والضرب والعنف وماتلبث الا الرجوع او الصبر ودفن نفسها وشبابها من اجل صغالرها وكلها ايمان بالله ان يعوضها خيرا

    • زائر 1 | 2:48 ص

      لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة

      هذا المبدا قائم على اكئر مسلسلات العريبه وخصوصا المصريه ، الغايه تبرر وسليه ، دائما يقولون الظروف هي التي اجبرتنا على انحراف او على حقد ، لكن هذا مبدا خطأ 100% فممكن للألم ان ينصع إنسان اقوى وافضل لا إنسان اسوء

اقرأ ايضاً