العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ

احذروا التليفون النقال أثناء السفر

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كتبت مقالاتٍ سابقة عن تلاعب شركات التليفونات واستغلالها للمشتركين. وفرحنا حينما ازداد عددها مما يخلق نوعاً من المنافسة بتخفيض الأسعار، ولكن يبدو أن الشركات قررت ما يخدم مصالحها وتآمرت واتفقت علينا مع بعضها البعض، وبقي المستهلك مغلوباً على أمره!

وذكرتُ كيف أن الأوراق والعقود التي نوقع عليها حين الاشتراك مكتوبة بحروفٍ تصعب قراءتها وأن الشركات التي تُقدم الخدمات تتجاهل شرح الخدمات للشبكة بالدقة المهنية المطلوبة! والتي قد يتضرر منها المشترك كارتفاع الفاتورة الجنوني أثناء السفر وأن عليه أن يتعلم من تجاربه حينما تصفعه وتُحمِّله ما يفوق طاقته من النفقات وبقطع الخطوط!

وقد ألوم المسئولين والمحامين المُمثلين للدولة أثناء إعطاء التراخيص لهذه الشركات تحت البنود المموهة الحالية! والعقود غير العادلة!

وعدم حرصها على وضع القوانين لصالح المواطن وحمايته! مع خمول جمعيات حماية المستهلك، مما يجعلنا في مهب الريح جميعاً وعُرضة للظلم من ارتفاع الفواتير!

ودعوني أحكي لكم ما حدث لإحدى قريباتي ومعاناتها عندما لم تقفل خدمة الـ (roaming للنقال) أثناء سفرها إلى قطر (وهي خدمة استلام الإيميلات) ولمدة ساعتين فقط وقد كلفتها مئة وستين ديناراً وقطع هاتفها ونكدت عليها سفرتها!

في الوقت الذي كان اتفاقها مع الشركة في أن يكون الحد الأقصى لخدماتها خمسين ديناراً فقط في الشهر! فلماذا سمحوا بتجاوز المبلغ المتفق عليه، وعدم تنبيهها على الأقل برسالة إلكترونية لذلك!؟ أم هي مصيدة لمن يسهو!

وحينما راجَعَتْ الشركة عن السبب ذكروا لها بأنها حينما تُسافر يُصبح اشتراكها خارجاً عن نطاق خدماتهم كما يبدو، مما لم يذكروه لها سابقاً! وأنها تُصبح أسيرةًً تحت رحمة الشركات الأخرى (يعني عُذر أقبح من ذنب) اعتماداً على الشبكة اللاقطة للخدمة وأسعارها وبمزاجها!

هذا وذكر لي البعض بأنهم قد تعرضوا للابتزاز بسبب نسيانهم للرومينج ودفعهم لسبعمئة دينار وأكثر وقد تصل عدة آلاف حين ذهابهم للسعودية ليومٍ واحد! وهي من الدول التي تبعد خطواتٍ عن البحرين! ولا نعرف كمية التكلُفة أو الجهد الذي بذلته الشركة كي تستحق عليه كل تلك الأرباح من الآلاف من الدنانير من مُشتركٍ واحد! والتي قامت بتقسيطها على الغلبانين من محدودي الدخل ظُلماً!

هذا في الوقت الذي انخفضت الاشتراكات في الغرب وفي الولايات الأميركية بحيث تتهافت عليك حال وصولك الرسائل النصية التنافسية المُخفضة! لخدمة الرومينج وأسعار المكالمات الدولية شبه المجانية على شبكاتهم والمشتركين وقد تصل (إلى الخمسين ميجابايت للانترنت بجنيه استرليني واحد فقط!) تصوروا الفرق مقابل السبعة دنانير في دول الخليج العربي للرومينج للميجابايت الواحدة! كما توجد مزايا كُبرى أخرى مثل إعطاء خط الإنترنت مجاناً للُمشتركين في الخطوط الأرضية وبعض الخطوط النقالة للتليفون، إضافةً إلى المكالمات المجانية للنقال مابعد السادسة مساءً وإلى التليفون الأرضي أيضاً تُصبح مجانية بعد سنواتٍ قليله من الاشتراك مع نفس الشركة! فأين نحن من المزايا المُقَدمة عندنا ونحن من المشتركين لأكثر من ثلاثين عاماً لم تُضاف لنا أية مميزات إطلاقاً! ينطبق ذلك على المواطنين هناك فأين نحن من مميزات مجلس التعاون الخليجي والذي لا توجد له أية مميزات إطلاقاً ولا حتى في الرومينج، مُقارنةً بالاتحاد الأوروبي والتسهيلات الجَمة لمواطنيهم!

وتروادني الأسئلة للشركة الأم ولماذا تقبل بأن يُعامَل مُشتركوها بمثل هذا الغلاء الفاحش واللاإنساني أثناء سفرهم ولماذا لا تحاول عمل اتفاقيات مُخفضة للجانبين؟! والسؤال الثاني كيف تُبرر فِعلتها بتجاوز المبلغ المُتفق عليه معهم؟ والثالث لماذا لا تُنذره بالرسائل في الخارج عن الأسعار في حال قرب تجاوزه الحد الأقصى وقبل قطعها الخطوط، ليحتاطوا؟!

إن هذه التجاوزات تجعل منها شركاتٌ مُذنبة، وعدم التزامها بالدقة والأمانة! ولذا قرر البعض قطع خدمة الإنترنت من النقال والرومينج أثناء السفر، كما قرر البعض الآخر عدم دفع الفاتورة الخيالية، ورفعها للقضاء عَّله يُنصفهم!

ونحن في انتظار جواب المسئولين لهذه المشكلة الإلكترونية الغريبة! وأن تُطالب الشركات بعمل تفاصيل واضحة للخدمات المُقدمة للرومينج للمشتركين وقت شراء الخطوط، وأن تُبعث كرسائل توعية آنية للمشتركين أثناء سفرهم والتوقف عن المُفاجآت والتنكيد عليهم في سفرهم.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 4:53 م

      اين حقوق المستهلك

      مشكلتي مع احدى شركات الاتصال المرموقة عندما تم انتهاء العقد لم يقوموا بالاتصال بي وابلاغي بانتهاء المدة بل وفي غفلة مني نسيت الموضوع تمادت الشركة وقامت باستقطاع المبلغ المعتاد مدة 3 اشهر اضافية وعندما اتصلت بهم اخبروني اني مخطئ وكان علي الانتباه وراحت فلوسك ياصابر بحجة ان الشرط مكتوب في العقد اللذي لا يستطيع قرائته سوى زرقاء اليمامة اين حقوقنا والمصيبة ان الموضوع تكرر مع اثنين من نفس العائلة لمن نشتكي؟؟؟

    • زائر 18 | 3:15 م

      اخيراً تكلمت الصحافه

      يوم جميل لعرض وفضح نصب هذه الشركات وان يوعى المواطنين شكراً دكتوره

    • زائر 17 | 2:21 م

      اباح شركات الإتصال

      كلما زادت أرباحهم زاد جشعهم، فبين الحين واآخر نقرأ في الصحف أن شركة الإتصالات الفلانية ربحت كذا مليون دينار كأرباح صافية للنصف الأول من السنة !!! ملايين في ستة شهور فقط؟ ماذا يعني هذا غير إصطياد واستغلال الزبون من خلال هذه الحركات التي ذكرتها الكاتبة الفاضلة، و غيرها من حيل هذه الشركات على عملائها

    • زائر 16 | 8:59 ص

      رائع وحقيقي.

      موضوع ساخن ولطيف ولكتلبة شامله ورئعه انشالله تسمعج الحكومه واللي يعطون الرخص علشان يرجعون حقوق الناس تسلم يدج دكتوره

    • زائر 15 | 7:25 ص

      تجارة من دون أخلاق،

      تجارة من دون أخلاق: حين يفقد الموضف الآخلاق المهنية كلشى متوقع

    • زائر 14 | 7:23 ص

      استخدم بطاقة مدفوعة مسبقاً

      على جميع المسافرين استخدام بطاقة مدفوعة مسبقاً
      مثل بتلكو سمسم + زين ايزي + فيفا مدفوعة مسبقاً
      افظل من خط فاتورة
      كي تعرف تكلفتك مبكراً وعدم حصولك على فاتورة خيالية نهاية الشهر
      او حتى يمكنك ان تستخدم خط من البلد المتوجه له للفترات الطويلة مدتها

    • زائر 12 | 4:55 ص

      اللصوص في كل مكان ليس في شركات الاتصال فقط

      بسبب غياب الرقابة أو فساد البعض في الدولة، .........
      الموضوع لا يتوقف مع شركات الاتصال، خذ مثلا وكالات قطع غيار السيارات، ما تجده قي البحرين بـ 100 دينار حين تعبر جسر الملك فعد ستجده بـ 10 دينار أو أقل ...

    • زائر 13 زائر 12 | 7:01 ص

      صحيح

      عن تجربة رحت اشتري قطعة غيار من أحد الوكالات فطلع سعرها 75 دينار تقريا
      ومرة كنت رايح السعودية فشفت نفس القطعة وأصلية من أحد الوكلاء هناك وطلع سعرها 15 دينار
      لكن للاسف كنت مشتري القطعة أوردي ومركبنها
      الأسعار مضاعفة في البحرين بسبب الجشع والطمع

    • زائر 11 | 4:05 ص

      الفرق الشاسع في الاسعار

      شكراً لك دكتوره على هذا المقال القيم وحقاً ان تكلفة الاتصالات عندنا مرتفعة قياساً بالدول الاخرى كما ذكرت وفارق السعر كبير جداً بيننا وبينهم وحال الفرق هذا يشبه الفرق الكبير في تكلفة علاج الاسنان عندنا ولدى بعض البلدان الاخرى.

    • زائر 10 | 3:23 ص

      شكرا لهذه الصراحه

      شكرا زيلا
      ترا الناس انشلخت وتدمرت ميزانيتها من ورا الاتصالات الدوليه ... واخير وصل الخبر في الصحف
      واحيانا اكثر 300 دينار لان الشركات استغلت اول نص ساعه من السفر لهذا الغرض الف شكر للدكتورة سهيله

    • زائر 9 | 3:17 ص

      مخاطر كامنة

      من هنا ندعوا الكاتبة الكريمة للتركيز على المخاطر الكامنة التي تواجه الناس من جراء الاستخدام الهواتف الذكية وخصوصا الرضع والأطفال التي تعرضهم لموجات كهرومغناطيسية ضارة بكافة أنواعها, wimax wifi, 2G,3G, 4G, bluetooth
      بنطاق أعلى من 1000 ميجا هرتز و2.4 جيجا هرتز و1.7 جيجا هرتز.

    • زائر 8 | 3:06 ص

      هذا لا شي من ذاك الشئ

      مشكلة عالمية شركات الاتصالات الللاسلكية تثبت أبراجها المايكروييفية فوق بيوت الناس مستغلة عدم الدراية لمخاطر تعرض الانسان لاشعاعات الموجات الدقيقة وفرحة انسان هذا العصر بالتكنولوجيا الرقمية الذكية، ومع التحول من التقنيات التماثلية إلى الرقمية لوحظ بالدليل القاطع ارتفاع خطير لكثير من العوارض الصحية والأمراض المزمنة وهناك إجماع من العلماء والأطباء المستقلين عن الشركات العالمية أن السبب هو تعرض الانسان لاشعاعات وموجات كهرومغناطيسية تقنيات الاتصالات اللاسلكية الرقمية ضمن معايير الـFCC

    • زائر 7 | 2:32 ص

      إيقاف تشغيل تجوال البيانات

      شكرا أستاذة سهيلة على طرح هذا الموضوع المهم في هذا الوقت و خاصة نحن في موسم سفر ، إحدى قريباتي دفعت ما يزيد عن مئة دينار لعد إستخدامها للواتسب آب خارج البحرين . مع أن في إعدادات الآيفون مثلا وجود ملاحظة بضرورة إغلاق تجوال البيانات عند السفر .

    • زائر 6 | 2:03 ص

      فعلا كما ذكرت اخت الكريمة

      عندما جائت شركة زين وام تي سي سابقا وبعدها الفيفا سمحو للمشتركين بارسال وتلقي رسائل بالمجان عندما يكون المشترك في احد دول الجوار وبعدها تطور الامر الى تلقي المكالمات مجانا كذلك وبقي الناس يلعنون في بتلكو التي نهبتهم لعقود وما ان علقت مخالب تلك الشركات حتى اتفقو جميعهم بالغاء تلك الخدمة وفرض الرسوم
      ولكن يا اختي لاتلومين الشركات بل اللوم يقع على هيئة الاتصالات والمتمثلة في تلحكومة
      وانا شخصيا رفضت التوقيع على اتفاقية لعدم مقدرتي قراءة تلك الحروف الصغيرة والتي لاترىالا بالمجهر

    • زائر 5 | 1:34 ص

      كلام سليم

      شكرا أستاذة فمنذ زمن بعيد ونحن نتمنى من يسلط الضوءعلى هذه المشكلة

    • زائر 4 | 1:32 ص

      تساؤلات منطقيه

      شكرا دكتوره وبدون ان اقصد تهبيط معنوياتك الا انك تتساءلين في خرابه يعني لاتندهي مفي حدا ؟

    • زائر 3 | 1:03 ص

      عين الصواب

      شكرا لك أختى الفاضلة ..الدفاع عن حقوق الناس أولوية في صحيفتكم الغراء.
      السؤال الذي شدني لماذا تقبل بأن يعامل مشتركوها بمثل هذا الغلاء الفاحش واللاآنساني أثناء السفر و أضيف وفي غير السفر؟...جل شركات الاتصالات في البلد يستحوذ عليها الأجانب من قمة الهرم الى اقل رتبه ادراية .وأن كان من أهل البلد سيكون جوابه نحن عرضنا عليك خدمة وانت قبلتها غير مجبرا عليها.أما المستثمر الأجنبي في بلادن ضياع الحقوق سيكون له مرعى استثماري خصبا ما دام الرقيب صوري.استثمار جبان وبأس اموال كسبوها عن طريق النصب والأحتيال.

    • زائر 1 | 12:21 ص

      عادي جدا

      جميع الأصول ، القوانين و الأعراف لصالح القوي ضد الضعيف. لان كل الامور التي اسسها الانسان علي هذه الكرة مبنية علي استغلال البشر و جميع الاستثناءات لصالح القوي و الذي يكون غنيا في نفس الوقت.

اقرأ ايضاً