العدد 4365 - الثلثاء 19 أغسطس 2014م الموافق 23 شوال 1435هـ

الفرق بين الموقفين العربي واللاتيني في قضية غزة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعيش بلدان المنطقة العربية حالياً مرحلة وهن سياسي طويل امتد إلى موقف الأنظمة في المنطقة، ومن ثم إلى حجم المظاهرات التي خرجت في بلدان مازالت تعيش تحت نار الفرقة السياسية والقمع الممارس ضد أي شكل من أشكال التغيير أو الاختلاف في الرأي.

وما حدث ويحدث في سورية والعراق وصولاً إلى غزة، دليل واضح على تردي الموقف العربي الذي يقف تارةً في صف الديكتاتورية الحاكمة، وتارةً يقف في وجه الديمقراطية التي مازالت تعيش على كف عفريت دون ملامح واضحة.

ولو قارنا مثل هذا الوضع في مواقف دول أميركا اللاتينية في قضية غزة مثلاً، فإن تلك الدول ورغم كل شيء، أبدت موقفاً أفضل من الموقف العربي الذي يذهب بالعادة في تقديم المعونات بصورة تستخدم للاستهلاك الإعلامي الذي لا يصف «إسرائيل» بدولة إرهابية ولا «عدو»، ولكنه يتجاهل ذلك بصورة واضحة حتى في نوعية السرد أو الإعلان الإعلامي المتعلق بغزة.

هذه المصطلحات وتحديداً «العدو»، لا تسمعها بعد اليوم في الفضائيات المدعومة بأموال نفط الخليج، وهي المصطلحات التي كانت في يوم من الأيام، تدرس وتعلم في المدارس لتعليم النشء العربي بأن «إسرائيل» عدو ولم ولن تكون قط صديقاً. هكذا كانت حكاية «إسرائيل» في المدارس العربية وعلى مقاعد الدراسة قبل أربعين عاماً... فما الذي تغيّر؟

لقد صدم العالم إزاء الانحياز الحاصل ضد الفلسطينيين، والتأييد العلني أو الضمني لـ «إسرائيل» في مواجهة المقاومة في غزة، وهذا الأمر لا يقتصر على أنظمة عربية فقط بل يمتد الأمر ليصل إلى بعض قوى اليسار في العالم العربي، التي صارت للأسف جزءًا من التحالفات المضادة للفلسطينيين وللربيع العربي.

الملاحظ بأن الموقف العربي أصبح أكثر سوءًا مما كان عليه في الماضي، ولا تقوى الأنظمة إلا على مواجهة شعوبها بالقمع المستمر عبر آلة السلاح، وأخرى بتحالفات تحفظ مصالحها حتى لو كان الأمر متعلقا بـ «إسرئيل».

إن دولة لاتينية من أميركا الجنوبية مثل بوليفيا، لم تتردد إطلاقاً في وصف «إسرائيل» بـ «دولة إرهابية» تدعم وتنفذ حملات إبادة وجرائم ضد الإنسانية ضد أهالي غزة. وهو الموقف الذي أعلنت عنه بوليفيا على لسان حكومتها بجرأة كبيرة، وتبعتها لاحقاً أكثر من دولة من دول أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي مثل كوبا وفنزويلا والأكوادور والبرازيل وتشيلي وبيرو والسلفادور. فحجم المواقف اللاتينية من موضوع غزة لا يمكن أن يقارن بما جاء في موقف دول المنطقة العربية، فلا الموقف الرسمي واضح ولا مظاهرات الشارع جاءت بذات الزخم كما في دول أميركا اللاتينية أو حتى في العواصم الغربية مثل العاصمة البريطانية لندن.

لقد جاء موقف دول أميركا اللاتينية واضحاً، فهو لم يصل عند حد الوصف بل ذهبت إلى قطع العلاقات مع «إسرائيل» احتجاجاً على حملة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في غزة منذ أكثر من خمسة أسابيع كما سحبت سفراءها. وبالنظر إلى الدول العربية التي يحظى بعضها بعلاقات علنية مع «إسرائيل»، فهي لم تسحب سفراءها أو تفعل أي شيء من هذا القبيل، بينما هناك دول تحظى بعلاقات غير معلنة، اقتصر موقفها على تصريحات مكرّرة وجمع تبرعات لأجل الاستهلاك الإعلامي.

لا وجه مقارنة بين قامت به دول وشعوب أميركا اللاتينية إزاء غزة وبين ما قامت به الدول العربية التي تقوم لأول مرةٍ باصطفاف عربي لواقع مخجل. هذا الفرق امتد ليصل بين موقف المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية... نعم هناك فرق شاسع والضحية هو الإنسان. لا يهم إن كان عربياً أو لاتينياً، المهم أن حقوقه سلبت، هكذا هتف المتظاهرون في بوليفيا وفنزويلا، والبقية تأتي من مختلف شوارع وعواصم دول أميركا اللاتينية وباقي العالم.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4365 - الثلثاء 19 أغسطس 2014م الموافق 23 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:43 ص

      شكرا

      شكرا للكاتبه على هاده المقال

    • زائر 2 | 12:58 ص

      عبد علي البصري

      القتلى اكثر وانتهاك حقوق الانسان اكثر من قبل أن تأسس المم المتحده ؟؟؟!!!!!

    • زائر 1 | 10:26 م

      شكرا لدول العربية وهي

      كوبا و فنزولا والإكوادور وشيلي وبيرو والسلفادور والبرازيل .

اقرأ ايضاً