العدد 4366 - الأربعاء 20 أغسطس 2014م الموافق 24 شوال 1435هـ

مرافقا هانسن: حملت ثقافة غير معهودة عن البحرين... وأهالي سار سعدوا بها

جاءت إلى القرية وعمرهـــا نحــو 70 عاماً وتوفيت في العام 2000

صورة للسيد طالب والسيد عدنان في كتاب هانسن العام 1960
صورة للسيد طالب والسيد عدنان في كتاب هانسن العام 1960

الشابان اللذان رافقا العالمة الدنماركية هني هارالد هانسن أثناء زيارتها إلى البحرين في العام 1960، هما: السيدعدنان المحفوظ، والسيدطالب محمد، والأخير عاشت في إحدى غرف منزله طوال فترة بقائها في سار، كانا في بداية العشرينات من عمرهما، واليوم تجاوزا عقدهما السابع.

«الوسط» التقت بالمحفوظ ومحمد اللذين كانا يتوليان مهمة الترجمة ومرافقة هانسن طوال فترة تواجدها في البحرين، إذ يقولان إن هانسن حملت ثقافة غير معهودة عن البحرين، وإن أهالي سار سعدوا بتواجدها بينهم لمدة نحو سبعة أسابيع.

وفي هذا الصدد، أكد المحفوظ ومحمد أن هانسن جاءت إلى البحرين في مطلع الستينات من القرن الماضي، في مهمة رسمية للتنقيب عن الآثار، وتنقلت بين العديد من المناطق، ومكثت في بيوت بحرينية، وشاهدت العادات والتقاليد البحرينية الأصيلة، التي وثقتها في كتابها الصادر في أواخر الستينات، وذكرت في الكتاب تفاصيل دقيقة من عمق البيوت البحرينية، منها طريقة اللباس وأنواعها، وما يفعله النساء وأجواء حفلات الأعراس.

كما أكدا أن هانسن حين جاءت إلى البحرين كان عمرها ربما يصل الى 70 عاماً (كما كنا نعتقد آنذاك)، وتوفيت في العام 2000، والكتاب الذي حمل عنوان «البحث في قرية شيعية بحرينية»، باعته مكتبة العائلة آنذاك بمبلغ 7 دنانير و500 فلس، لا تتوفر منه إلا نسخ قليلة، وهو يضم صوراً لبحرينيين وبحرينيات عندما كانوا صغاراً، بعضهم رحل عن الدنيا، وآخرون تقدموا في العمر وأصبحوا أجداداً.

وأسهب المحفوظ ومحمد في حديثهما لـ «الوسط»، عن تفاصيل اختيار هانسن لقرية سار بالتحديد دون غيرها من القرى، وكيف عاشت فيها، وكيف تعامل معها أهالي سار رجالاً ونساءً.

يبدأ السيدان حديثهما عن اختيار هانسن لقرية سار، ويشيران إلى أنها جاءت إلى البحرين في مطلع العام 1960، واختارت سار بواسطة جعفر منديل الذي كان يعمل في دائرة العلاقات العامة والإذاعة آنذاك، إذ تربطهما به صلة قرابة. ويصفانه بأنه رجل «يحمل ثقافة عامة واسعة».

ويوضحان أنها عاشت في منزل السيدطالب، إذ استأجرت إحدى غرف المنزل، وعيّن لها أحد الأشخاص من قرية سار ليخدمها، وهو مجيد صالح.

وكانت تتحرك وتتنقل بين مختلف المناطق، من بينها عوالي وبني جمرة، وتشاهد العادات والتقاليد، والمهن التي كان يعمل فيها البحرينيون سابقاً، من بينها الزراعة والنسيج، كما انها صورت الأشخاص الذين يعملون في النخيل وحضرت حفلات أعراس، وصور رجالٍ يركبون الحمير، وتحنّت (صبغت يدها بالحناء)، بحسبهما.

ويوضحان أنها كانت تسأل وتستفسر عن كثير من الأمور، وجلست مع نساء من قرية سار، وعلى رغم أنهن لا يعرفن التحدث باللغة الإنجليزية، إلا أنهن عرفن التعامل معها، وعلموها كيفية الطبخ على الأفران القديمة، والتي تُعرف بـ «أبوفتيلة».

ويؤكدان أنهما كانا مرتاحَين من وجود هانسن في قرية سار، وكانت تبعث السعادة والسرور في نفوس أهالي القرية، كما انهما يسعدان كثيراً عندما يأخذانها إلى مناطق أخرى، ويشيران في هذا السياق إلى أنهما كانا يستقلان سيارة من نوع «آستين كمبردج».

أما في حديثهما عن الكتاب، فإنهما يعتبران أنه غني بالمعلومات والتفاصيل الدقيقة عن العادات والتقاليد البحرينية، وخصوصاً أن هانسن جلست مع النساء وعرفت منهن الكثير من تلك العادات.

المفاجأة أن المحفوظ ومحمد لم يعلما بالكتاب الذي ألفته هانس إلا عن طريق أحد الأشخاص، مؤكدان في الوقت نفسه أن العلاقة مع هانسن استمرت إلى ما بعد مغادرتها البحرين، وذات مرة أرسلت إلى السيدطالب شريطاً مسجلاً فيه صوتها، تسأل عن أخبارهم وأخبار العائلة.

وعن الأمور التي مازالت باقية في ذهنهما عن هانسن، أكدا أنهما مازالا يتذكران الكثير من المواقف، وكأنها حصلت للتو، أبرزها أنه وعلى رغم ان عمرها يتجاوز 70 عاماً، إلا أنها كانت نشيطة، وصاحبة خلق رفيع، وقد صادف فترة وجودها البحرين شهر رمضان، ولم تكن تأكل أمام أهالي قرية سار احتراماً لهذا الشهر.

ويضيفان أنها كانت تحمل ثقافة غير معهودة في البحرين، ولديها عزم وإرادة قويتان، والدليل على ذلك الكتب التي أصدرتها منها عن القرى البحرينية.

وتطرق المحفوظ ومحمد إلى المرأة التي ارتبطت بها هانسن أثناء تواجدها في سار، وهي هاشمية السيدجمعة، وكانت مهنتها آنذاك توليد النساء، وتُسمى قديما (الدّاية)، فيما ذكرت هانسن في كتابها أن أهالي القرية كانوا يطلقون عليها لقب (الجدة)، وتحني العرسان، وقد كتبت هانسن في الكتاب تفاصيل دقيقة جداً عن عمل هذه المرأة.

وتحدثت في الكتاب عن مهر النساء، وأن العائلات الغنية كانت تدفع مهراً ما بين 3 و4 آلاف روبية. أما المتعارف عليه فلا يتجاوز ألف روبية. وهذه العملة كان المعمول بها، أما الدينار فبدأ العمل به في العام 1965.

السيدعدنان والسيدطالب خلال حديثهما إلى «الوسط» عن الدنماركية هانسن العام 2014  - تصوير : عقيل الفردان
السيدعدنان والسيدطالب خلال حديثهما إلى «الوسط» عن الدنماركية هانسن العام 2014 - تصوير : عقيل الفردان

العدد 4366 - الأربعاء 20 أغسطس 2014م الموافق 24 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:28 ص

      يا حلاة سار وأهلها

      موضوع شيق وحقبه زمنيه رائعه
      شكرا لكم اماني المسقطي وعلي الموسوي

    • زائر 8 | 3:35 ص

      ينت عليوي

      الله يعطيكم الصحة والعافية، تقرير جميل وزمن جميل أتمنى لو خلقت فيه

    • زائر 7 | 3:35 ص

      عاشق البحرين

      س: لماذا سمية سار

    • زائر 6 | 1:57 ص

      الله يطول اعماركم

      الله يطول اعماركم

    • زائر 5 | 1:48 ص

      عباس عكيف

      الله يعطيكم الصحه والعافيه وطول العمر

    • زائر 4 | 1:03 ص

      موضوع جميل

      keep it up!

    • زائر 3 | 1:02 ص

      عليكم بالاطلاع ع الكتاب

      عليكم بالاطلاع ع الكتاب ونسخه وان يباع ع اهل القريه لكي يتعرف هذا الجيل عن ماضي قريته وان يتشرف بما فيه من عادات وخصال حميده حملها واتصفت بها اهل قريته الحبيبه

    • زائر 2 | 10:49 م

      يوسف

      الله يحفظهم
      شكرا أماني المسقطي وعلي الموسوي على الموضوع

    • زائر 1 | 9:53 م

      أصلا شعب البحرين طيب

      مثل الإسفنجة يمتص كل الأجناس ويفلترهم اي ينقحهم حتي تكون طينتهم مثل طينة أهل البحرين

اقرأ ايضاً