قالت والدة الشاب الكفيف المحكوم بالسجن 10 أعوام، جعفر معتوق، إنه من الصعب عليها رؤية ابنها الذي لم يتجاوز 24 عاماً، محكوماً ومسجوناً، ويُمنع من الحصول على العلاج، وخصوصاً مع حالته الصحية السيئة.

وذكرت والدة الكفيف معتوق أنها لم ترَ ابنها منذ 10 أيام تقريباً، وذلك بعد أن نُقل من سجن جو المركزي إلى سجن الحوض الجاف، مشيرة إلى أنها كانت تراه مرة كل أسبوع.

وبصوت يغلب عليه الحزن، تحدثت والدة معتوق عن ابنها، قائلة: «منذ أكثر من عامٍ وهو في السجن، لا يُبصر من عينيه، إذ إنه فقد البصر فجأة، ودون أن نعرف الأسباب، واعتقل بعد أن صدر حكم بسجنه 10 أعوام»، متسائلة: «هل مكان شخص مثل جعفر أن يبقى في السجن، أم يبقى في حضن أمه وأبيه ويحصل على العلاج المناسب؟».

معتوق الذي يتوسط إخوانه، لم يتزوج، وهو عاطل عن العمل بعد أن وجد من الصعوبة عليه العمل في إحدى الشركات الخاصة، فهو خريج من المرحلة الثانوية، وأفادت والدته: «اعتقل ابني وهو كفيف عندما كان مع أصدقائه، فبعد صدور حكم سجنه لم يعد يبيت في المنزل، خوفاً من أن تتم مداهمته ليلاً».

وأضافت «لا أستطيع رؤية ابني فاقد البصر، ويحتاج إلى علاج، إلا أنه يُمنع من ذلك، وحتى قطرات العين التي تساعد على إبقائها رطبة ترفض إدارة السجن إيصالها له، فضلاً عن أنه يعاني من انتفاخ في رجليه ولا يستطيع الحركة كثيراً»، مؤكدة أن هناك علاجاً يعيد البصر لابنها، سواءً داخل أو خارج البحرين.

ووصفت حالته بأنه «أصبح كالطفل الذي يحتاج إلى عناية مستمرة، فهو لا يبصر ما حوله، ولابد من شخص يساعده ويرشده في كل أمور حياته، فهل يسجن إنسان بهذا الحال؟ أليس من الأولى أن يكون في منزله وفي أحضان والديه؟».

وأسندت النيابة العامة للمعتقل معتوق مع 5 آخرين، تهمتين، أولهما أنهم صنعوا واستعملوا وحازوا قنبلة محلية الصنع بقصد استخدامها في تعريض حياة الناس والأموال العامة والخاصة للخطر، وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، كما قاموا بإحداث تفجير في قنبلة محلية الصنع بقصد ترويع الآمنين تنفيذاً لغرض إرهابي.

وكان المحامي محمد الجشي قد ذكر سابقاً أن معتوق نقل إلى مجمع السلمانية الطبي على رغم فقدانه بصره، وعدم قدرته على الحركة دون مساعدة.

وقال حينها إنه سبق وتقدم إلى النيابة العامة لإخلاء سبيله نظراً إلى وضعه الإنساني، إلا أن الطلب رفض، كما رفض طلب آخر لإبقائه في مجمع السلمانية الطبي.

وبحسب الجشي فإن معتوق نقله أهله إلى السلمانية فاقداً للوعي، ولا يستطيع الحركة، وبعد أيام فَقَدَ بصره، كما أن به إصابات في كل أنحاء جسمه، ولم تُعرف الأسباب التي أدت بحالته الصحية إلى ذلك، بسبب عدم قدرته على الكلام حينها.

وفي سياق متصل، نظم عدد من النشطاء والحقوقيين وقفة تضامنية مع المعتقل معتوق، وذلك مساء أمس الأول (الثلثاء)، استضافتها الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، ودعوا إلى ضرورة الإفراج عنه، ومراعاة وضعه الإنساني.