العدد 4366 - الأربعاء 20 أغسطس 2014م الموافق 24 شوال 1435هـ

العودة إلى زمن الإقطاع!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل ثماني سنوات، تم الاستيلاء على ساحل المالكية، وإقامة جدار أسمته «الوسط» في إطار متابعتها اليومية «جدار العزل».

الجدار كان عنواناً لحركةٍ أهلية عفوية لمناهضة عملية قضم السواحل والاستيلاء على الأراضي العامة، حتى أصبحت البحرين «جزيرة بلا سواحل».

اليوم تتجدّد حركة الأهالي العفوية في قرية الزلاق، لاستنقاذ جزء من السواحل التي تم تملكها أفراد، حيث يطالب أهالي هذه القرية الوادعة، بترك منفذ بسيط يطلون من خلاله على الساحل. ففي بلد مكوّن من 33 جزيرة، يتوزع سكانه المليون على خمس جزر منها فقط، يفترض أن بإمكان المواطن أن يرى البحر أينما استدار. إلا أن الواقع، هو مصادرة أغلب السواحل لصالح أفراد، فلم يعد بإمكان المواطنين الوصول إلى البحر إلا عبر بؤر صغيرة لا تزيد عن 5 في المئة. إنها أشبه بمنافذ ضيقة إلى بقع صغيرة من الأرض، ظلت تذكّر الناس بأنهم مازالوا يعيشون نظرياً في أرخبيل.

المؤلم أكثر في الأمر، ما كشف عنه عضو المجلس البلدي عن المنطقة، أن رجل أعمال إماراتياً، بعد اطلاعه على هذه الملهاة المقزّزة، أعلن رغبته في شراء أرض ساحل الزلاق المهدّدة بالإغلاق بعد شروع مالكها بتسويرها، للإبقاء عليها مفتوحةً ووهبها للأهالي، كمنفذ بحري عام للقرية.

رجل الأعمال لم يبلغ رغبته سراً، وإنّما كتب على حسابه في «تويتر»: «أتمنى من عضو المجلس البلدي ممثل الزلاق، التواصل معي لشراء الأرض التي أقيم عليها الجدار العازل». لقد أصبحنا بلداً مخترقاً بفعل سوء معالجة الملفات وسوء إدارة السياسات، فقضايانا حتى الصغيرة منها، أصبحنا عاجزين عن علاجها، فأخذت تُتداول بين الأشقاء الخليجيين في فضاء الانترنت بحثاً عن أدوية مسكنة وعلاجات.

في حالة جدار العزل بالمالكية، تم إزالته تغليباً للمصلحة العامة وفرضاً لهيبة الدولة، بعدما أصبحت قضية رأي عام تبنت الصحافة المستقلة الطَرْقَ عليها يومياً، لأكثر من شهرين، كما أصبح حديث المجالس والملتقيات والمنتديات الالكترونية. ولا يظن القارئ خارج البحرين أننا نتحدّث عن ساحلٍ يمتد لعشرات الكيلومترات، وإنّما البقعة التي تم استنقاذها من المخالب الإقطاعية، لا تزيد عن نصف كيلومتر واحد، محصورة بين مزارع وأملاك خاصة، تصل إليها عبر شارع ضيق حيث تطل على البحر. ومع ذلك يعتبرها الأهالي أغلى وأجمل من ساحل كان، لأنها جزءٌ من الوطن، يتجمّعون فيها أيام الإجازات الأسبوعية والعطلات، وينظمون بعض الفعاليات العامة.

في استطلاع سابق أجراه الزميل سعيد محمد (13 مارس 2008)، بعنوان: «أخيراً جاء الفرج إلى... الزلاق»، أشار إلى أن اسم القرية مأخوذٌ من عملية إنزال (انزلاق) السفن للبحر من المرفأ. ونقل عن تشارلز بلغريف وصفاً لمنازلها البيضاء الواسعة المبنية من الحجر، التي تظهر بوضوح على مسافة طويلة عبر السهل الرملي المنبسط... (مع وجود) مكان للاستحمام الممتاز الذي يستعمله موظفو شركة النفط كثيراً، خصوصاً في أمسيات فصل الصيف». أما الصورة الجديدة فقد تغيّرت «فلا ساحل القرية، ولا شيء آخر يمكن اعتباره سمة من سمات الترفيه والاستجمام عدا حديقة صغيرة، حالها لا يختلف عن حال بلاج الجزائر من ناحية الإهمال»، كما يقول الزميل.

الزلاق قرية تقليدية وادعة مثل أغلب قرى البحرين، وهي محافِظَةٌ سياسياً، لا تطالب اليوم بأكثر من منفذٍ صغير للبحر، فحين تحجز الناس في بيوتهم وتمنعهم من البحر فإنها تتحوّل إلى أقفاص خانقة. و»من المخجل أن كل هذه الضجة التي يقوم بها الأهالي هي للمطالبة بساحلٍ لا يتعدى طوله 50 متراً»، والمخجل أكثر أن فاعل خير إماراتي يعرض استملاك هذه القطعة الصغيرة من الكعكة للتنفيس عن الناس، فيما تلتزم وزارة البلديات الصمت.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4366 - الأربعاء 20 أغسطس 2014م الموافق 24 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 6:27 ص

      هاده

      هاده سبب خروج الشعب الى الشارع لمحاربت الفساد وترجيع حقوق الناس المسلوبه وسنرجعها انشاء الله ولن نتراجع عن حراكنا حتى تحقيق المراد والله سياخد حقنا من الظلمة

    • زائر 18 | 4:54 ص

      خوش

      عجبى من اراضى عامه تباع من الدوله الا افراد من الممكن من الحكومه وهب هذى الاارضى الى المجلس البلدى لى اقامت مشاريع حيويه تعود بنفع العام على اهب المنطقه الله يعينهم بلد العجايب

    • زائر 16 | 4:28 ص

      الطمع يا سيد مو بس في علية القوم واللي عندهم فلوس لا

      حتى الحتاحيت من اللي طلعوا كلفطر في ايام الأزمة من الكتاب والكويتبة والحتاحيت اللي يقفون طوابير عشان ياخذون الفاتاة بعد هذول طلع لهم صوت ولا يرضون ... ان تجيب طاري ساحل الزلاق ولا تتكلم عن الدواعش ولا عن اي قضية تهم كل الوطن فهم ( الحتاحيت ) قسموا الوطن بطائفيتهم فالزلاق وسواحلها لهم فقط هم الحديث عنها ف...والدواعش لا يجب ان تتحدثوا عنهم فأنتم اجنداتكم غير اجنداتهم هم يركطضون وراء الفاتاة ليقاتوا على سب الناس وما عرفوا ان الوسط وكتابها فخر البحرين وعزها ومتابعيها اكثرهم من الطبقة الراقية

    • زائر 14 | 3:32 ص

      البحرين ام املاك خاصة او عدم الاقتراب وممنوع

      البحرين سرقت ... الى اراضي خاصة وملك خاص

    • زائر 13 | 2:51 ص

      شكرًا لك يا أستاذ قاسم

      نتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأخ الاستاذ قاسم حسين لتفضلة بالتطرق لموضوع اغتصاب ساحلنا بالقوة من قبل متنفذ ، كذلك نقدر لك حسن مشاعرك النبيلة تجاه قرية الزلاق وأهلها فانت نعم المواطن الأصيل المخلص الحريص علي إظهار الحق . نكرر مرة اخرى شكرنا لك ولقلمك الشريف وكثر الله من أمثالك ابناء هذا الوطن الأصليين المخلصين وجزاك الله عنا خير الجزاء . .... أهالي الزلاق.

    • زائر 12 | 2:51 ص

      الحياء

      الحياء حين يسقط طامة ياسيد

    • زائر 11 | 2:30 ص

      والنعم بأهل الزلاق

      عرفة أهل الزلاق في المدرسة الثانوية وفي العمل عرفة طيبتهم وتواضعهم وأحترامهم للغير ولا زلت الي اليوم متواصل معهم ولم تأثر سياسة التفرقة علينا

    • زائر 17 زائر 11 | 4:33 ص

      زائر 11 والنعم بأهل الزلاق

      اهل الزلاق بالرغم من بعد قريتهم نسبيا عن باقي القرى الا ان من يتعامل معهم يستأنس لهم ويألفهم وبسرعة وكما قلت لنا اصدقاء من ايام الدراسة كما انهم كانوا يأتون للقرى لصناعة مصائد البحر ( القراقير ) عند جدنا العود وعلاقاتهم طيبة بنا ، ولأن ارتباطهم بالبحر قديم لم يتحملوا اغلاف منافذ البحر عنهم ، تحية لهم .

    • زائر 10 | 2:20 ص

      وين عايشين

      شعب البحرين؟

    • زائر 9 | 2:12 ص

      الأرض لنا والماء لنا والهواء لنا ومن قال من اين هذا لنا اطرنا ما به اعيننا

      هو منطق الحجاج ومنطق الفراعنة ومنطق الجبابرة كل شيء لهم وحتى الانسان خلق من اجلهم ومن يقل لهم من اين لهم يطيروا راسه من على جسده

    • زائر 7 | 1:26 ص

      زائر

      يعني خلك واقعي سيد اهل الزلاق ليش يبغون الساحل حق ............ والله من حلاوته جو في البحرين يشجع على القعده على الساحل وثاني شي اهالي الزلاق الى مهنة البحر لان شغلهم مضمون في الحكومه مو مثل ............

    • زائر 6 | 1:11 ص

      مهزله يا سيد

      الجشع و الطمع أعمى عيونهم و لو كان الهواء بيدهم لؤمات الناس اختناقا كل بقعة في البحرين لمتنفذ هنا و هناك الله ياخذ روحهم و يفكنا منهم
      بريد الشوق

    • زائر 5 | 12:54 ص

      صمت أهل القبور

      لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي فوزارة البلديات كانت في الإنعاش أثناء هدم المساجد أم اليوم فهي تحت التراب.
      عظم الله لك الأجر يا وطني

    • زائر 4 | 12:21 ص

      لايوجد قانون في بلد العجائب

      القانون إن وجد فهو مغيب!!
      في كل بلدان الدنيا بما فيها جارتنا السعودية، لا تباع السواحل ولا تستملك، بل هي ملك لجميع سكان البلد وزوارها لككن هنا في البحرين الوضع مختلف تماما، فقد تحولنا إلى جزيرة بلا سواحل لأن علية القوم لا يتحملون رؤية أي فرد من أبناء الشعب يستمتع برؤية البحر لأن البحر مثل بقية الأشياء جعل حصرا لهم ووهم من يتكرم بالسماح لمن يريدون رؤية البحر.
      الموقع الوحيد الذي يستمتع به أطفالنا برؤية البحر هو حال ذهابنا إلى الدمام!!

    • زائر 15 زائر 4 | 4:06 ص

      خبرك عتيق يالاخو

      لقد وصلتهم العدوى وكما يروى والعهدة على الراوي ان احد المتنفذين زار الجارة ا.... ولما راى الساحل الممتد على مراى البصر من كلا الجانبين للجسر تسائل ياترى لماذا كل هذه السواحل المفتوحة على مد البصر لو كانت لدينا في البحرين لحولناها الى استثمار يدر المليارات ومن حينها توقفت مشاريع التشجير على السواحل ويؤكد هذا الكلام عندما يصل الزائر الى نهاية ا...من الجهة اليمنى يلاحظ ذلك الساحل الجميل والذي تتخلله قنوات المياه قد تحول الى مباني شاهقة. انه الطمع

    • زائر 3 | 11:50 م

      انه الفساد الذي شرعنه رجال مجلس النواب

      رجال مجلس النواب بااكثرهم التي وصفتهم معالي الشيخة مي بوصف قوي بدل أن يستردوا الأموال والأراضي والسواحل المنهوبة والمسروقة توجهوا لشرعنة القوانين والتضييق على الناس وتركوا السراق انه عهد الرق الجديد

    • زائر 2 | 10:56 م

      مثل ماصار عدنا ياسيد حينها لم تكن الوسط خرجت الى النور.

      هل تتذكر ياسيد ساحل بلاد القديم الممتد من ام الحصم الى كوبري مدينة عيسى ويسمى ب(ردم الكوري)
      بل يمتد الى اكثر من ذلك في ليالي المد وهي الليالي البض من الشهور العربية حيث يصل الطمي الى كوبري مدينة حمد وكنا في ذلك الوقت نتتبع الحفر التي يعلق فيها السمك في حال كما نعبر عنه الاول(القراح) الى مدخل السرايا حاليا فالطامعين لم يبقو ساحلا واحد لهذا الشعب واصبحت السواحل كلها املاكا خاصة
      وجميع مناطق البحرين استفاد الاهالي نوع ما من دفن سواحلهم الا منطقة النعيم وبلاد القديم والاخيرة حصلت على قسيمة لبناء نادي

    • زائر 1 | 10:56 م

      إلى من اقرأ زبورك ياداود

      تنفخ في قربه مبطوطه
      هذا من ضمن الفساد المستشري في الحكومة

اقرأ ايضاً