العدد 4369 - السبت 23 أغسطس 2014م الموافق 27 شوال 1435هـ

قتل الصحافي جيمس فولي تقشعر له الأبدان

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

انتشر يوم الثلثاء الماضي (19 أغسطس / آب 2014) على اليوتيوب تصوير مقزّز مدته أقل من 5 دقائق لذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، بثه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». فولي كان قد اختطف في سورية العام 2012، وظل رهينة بانتظار دفع ملايين الدولارات، أو ملاقاة حتفه بطريقة بشعة. ولكن ردة الفعل على القتل لن تأتي بالثمار التي تمناها قاتلوه، فوالدة فولي مثلاً، كتبت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنها فخورةٌ بابنها، وقالت «لقد ضحى بحياته حتى يكشف للعالم معاناة الشعب السوري».

من جانب آخر، فقد اعتبرت أميركا ذبح الصحافي إعلاناً للحرب عليها، وأنها ستلاحق من قتله، وهذا يعني أنها ستدخل إلى ساحة الحرب السورية، ودخولها هذه المرة ليس كما يرغب الذين قتلوه وقتلوا الآلاف غيره بطرق وحشية لا تنتمي إلى قاموس الإنسانية بصلة.

القتل المثير للفزع تطلب أيضاً أن يقطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عطلته ويعود إلى لندن، لأن الذي قتل الصحافي الأميركي تحدّث بلكنة بريطانية خاصة بأهل شرق لندن، وهم أهل لندن الأصليون الذين يتحدثون بلكنة الكوكني، وهذا مؤشر آخر إلى أن الإرهاب أخذ أبعاداً خطيرة، وأصبحت مواجهته جهداً دولياً مدعوماً بقرارٍ من مجلس الأمن.

في نهاية الفيديو، يظهر صحافي أميركي آخر، هو ستيف سوتلوف، وهو في حال يرثى لها، مع تهديد بأن مصيره يتوقف على الخطوة التالية التي سيتخذها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وسوتلوف كان قد خُطف قبل عام في شمال سورية، بالقرب من الحدود مع تركيا، وهذا يعني أن الخطوة القادمة هي دخول الطائرات الأميركية إلى الأراضي السورية وتعقب الخاطفين.

فولي كان قد تعرّض لاعتقال في ليبيا في 2011 أثناء تغطية الأحداث هناك، وقد شرح دوافعه في عمله في مقابلة مع «بي بي سي» في العام 2012 قائلاً: «تجتذبني مآسي الصراع، وأحاول كشف الموضوعات التي لا يتناولها الآخرون»، مضيفاً «هناك عنف شديد، لكن هناك إرادة لمعرفة من هم هؤلاء الناس حقيقة، وأعتقد أن هذا ما يدفعني إلى العمل».

خمس دقائق من الوحشية المقزّزة بثّت على الفيديو، هزّت العالم، رغم أن هناك العدد الكبير جداً من هذه المشاهد المفزعة من قبل، ولكن الألم وصل حالياً إلى كل مكان، والطبيعة الجميلة للشرق الأوسط من تلال وغيرها أصبحت مرتبطةً بمشاهد الدماء والرقاب المقطعة، وكأننا نعيش في قرون مظلمة تسبح في بركٍ من الدم.

جيمس فولي تحدّث بصورة فاجأت من شاهد تصويره قبل قتله، وحديثه قد يكون مستغرباً من قبل من سمعوه، ولكن احتجاز الأفراد لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث أمور كثيرة، والبعض يرجعها إلى إصابة المحتجزين في ظروف صعبة بما يسمى بـ «متلازمة ستوكهولم»، وهي حالة نفسية تؤدي إلى تعاطف المحتجز والرهينة مع خاطفيهم. إضافةً إلى أن المختطف يتعرض لعدة إعدامات وهمية، وهو بالتالي قد يتحدث بأمورٍ يرضى عنها خاطفوه في حال كانت هذه المرة أيضاً من الإعدامات الوهمية.

ويشير الكثيرون إلى إصابتهم بصدماتٍ نفسيةٍ عندما يتعرضون مرةً أو أكثر لإعدامات وهمية، إذ أن أول مرة قد يتحدث الضحية بجرأة وشجاعة ضد من يحتجزه، ولكن النتيجة تكون تعذيباً قاسياً. ولذا فإن المرات القادمة تتغير خطاباته، إلى أن يصل إلى حال يصعب فهمها.

مهما يكن تفسير ما قاله فولي قبل قتله، فإن المشهد الذي تقشعر له الأبدان، قد حرّك العالم أجمع نحو منطقتنا، نحو مرحلة حسمٍ لإنهاء العنف الدموي المرعب الذي يجتاح سورية والعراق، بعد أن تحوّل الهلال الخصيب إلى مرتع آمن للإرهاب.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4369 - السبت 23 أغسطس 2014م الموافق 27 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 5:35 م

      الشيعة المضطهدين

      ماذا عن ذبح مئات الالاف من المسلمين الشيعة العزل من النساء والاطفال والشيوخ والشباب الابرياء بدون اي ذنب اغتصبت بنات الشيعة واستحلت دمائهم واموال واعراضهم ولم يحرك ساكنا وحينما يقتل امريكي واحد تقوم الدنيا ولا تقعد

    • زائر 23 | 5:30 م

      وماذا عن ذبح اكثر من

      الف وسبعمائة طالب شيعي قتلتهم عصابات الارهاب الوهابي في قاعدة سبايكر الجوية اليس هذا هو الارهاب بعينه . الغريب في الامر ان ... ينكرون هذه الجريمة ويقيمون الدنيا ولا يقعدوها لمقتل 48 مصليا في احد مساجدهم في ديالى على ايدي الارهابيين من الدواعش وقد اعترفت عصابات داعش بالعملية ولكن ... يصرون على اتهام الشيعة بها لانهم يتحججون بكل وسائل الكذب الذي يتفوقون به على كل الامم الاخرى .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 19 | 7:49 ص

      اتقوا الله

      قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد مقتل صحفي امريكي بينما الالاف والآلاف من المدنيين الأبرياء يقتلون بدم بارد في سوريا والآن في العراق ، بأي منطق تتحدثون !!!

    • زائر 18 | 6:09 ص

      الى زائر 15

      انه اتحداك اجيب اليه الى قطعو لسانه وتعرضه على الجريدة وثا نيا الى كان مدهوس بعد الهجوم على الدوار كانت دميه منتفخة من مسرحيات الداخليه وبعدها اتو بالجثة وثانيا الى ترى الشهداء القتلى البحرانيون الم ترى الشهيد احمد فرحان راسه من الرصاص كيف انفلق والله على قلبك غمامه لا ترى الى الشر والله يهلك داعش وموالين ليهم

    • زائر 20 زائر 18 | 9:06 ص

      تقصد بسيوني كاذب

      وهل تقصد أنه بسيوني كاذب? ما قلته كله موجود في تقرير لجنة تقصي الحقائق اللي كل ساعة وجعتوا راسنه بها لو تقرون صفحه وتتركون صفحات. الحين يا تعترفون بصحة التقرير يا لا تهذرون علينا بسيوني قال وبسيوني فعل. المؤذن عرفان موجود وروح زوره في المستشفى والدميه على قولتك دمها في رقبة من قتله ومن برر لهم و حسابك عند ربك.

    • زائر 12 | 3:36 ص

      عيب

      حتى الردود بالاسفل تقشعر لها الابدان فانظر كيف يبرر القتل الهمجي من اناس تجردو من الانسانيه

    • زائر 9 | 3:20 ص

      الم تجدي أنها مسرحية

      اولا القاتل يفترض أن يكون مسلماً من داعش والمسلم لا يذبح دجاجة بيده اليسرى فكيف بقتل نفس بشرية ثم نوع وحجم السكينة كان صغيرا وليس مخصصاً لحز الرؤوس كذلك نجد الضحية لم تبدي ارتباك ويتكلم بصوت لانبرات خوف او ارتباك فيه ثم كمية الدم التي أظهرت في الفيديو كانت قليلة جدا ولم يظهر الفيديو بوضوح عملية حز الرأس لماذا لا تكون مسرحية من صناعة صهونية غربية وادواتها داعش واخواتها

    • زائر 8 | 2:33 ص

      زوال المفيكين

      زوال المفيكين-إذا الله أراد زوال نملة، خلق ليها جناحان

    • زائر 7 | 2:33 ص

      تنبؤ

      انتظروا لتشاهدي كم من الكتب ستنشر في العالم يتهمون المسلمون بالنحر طوال تاريخهم. لم اسمع و لم اقرأ عن امة تسئ الي نفسها بقدر من يدعون تدينهم من المسلمين

    • زائر 6 | 1:02 ص

      سؤال

      ويش اللي حول الهلال الخصيب الى مرتع آمن للارهاب؟ غير التمويل والدعم المعنوي من حكومات بعض الدول حاطه في حسابها انها ستكون بمنأى عنهم. وهالارهابيين ما عندهم حدود جغرافية.

    • زائر 4 | 12:16 ص

      الغور علي العميتان باشا

      ماذا عن عصايب إلي قتلوا المصلين وبلشو داعش

    • زائر 3 | 11:29 م

      هنا يتبادر سؤال ، صنيعة من (بفتح الميم ) هؤلاء ؟؟؟؟

      الم تكن صناعة الجهاد كما يسمونه ضد الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت ، الم تكون الولايات المتحدة لملمت هؤلاء من بقاع العالم للحرب
      الم تجلبهم من كل حدب وصوب بطائراتها الى افغانستان ،واليوم هذه النسخة الثانية ،الثالثة ،الرابعة ،لتخويف اي من تسول له نفسة مخالفة سياستها . هذا البعبع = الارهاب = امريكا .

    • زائر 2 | 11:22 م

      هذا الي همج ؟

      بس يعني الي همج جيمس فولي ؟ و الالاف المؤلفه في فلسطين و سوريا و العراق مالهم رب ؟ امريكا هذي ما يرجعها الا لغه الغابه هي و الصهاينه و بريطانيا مع اعترافي ان هذا الشخص بريء لكن امريكا ما يردها الا هالامور الهمجيه

    • زائر 1 | 10:35 م

      وماذا

      وماذا عن قتل 70 مصلي سني في صلاه الجمعه بواسطه مليشيات شيعيه اثناء الصلاه يااستاذه حتي اليهود لم يفعلوا ذلك

    • زائر 10 زائر 1 | 3:31 ص

      ياداعشي

      وماذل عن ذبح الاف الشيعة على ايدي المليشيات الارهابية السنية الم يحرك ضنيرك ياطائفي وهل ثبت لديك ان المقتولين الستة على ايدي كما تدعي .

    • زائر 14 زائر 1 | 4:13 ص

      داعش اعترفت بمجزرت السبعين مصلي

      ...

    • زائر 15 زائر 1 | 5:40 ص

      ما بتقدر ترد عليك

      وشلون عن عرفان المؤذن الذي قطع لسانه، وشلون عن رجال الأمن الذين قتلوا دهسا وبتصوير الإرهابيين أنفسهم. صحيح المثل اللي يقول يعيبون على الناس والعيب فيهم.

    • زائر 21 زائر 1 | 12:59 م

      طائفيون

      للاسف طائفيون حتى النخاع بس هذا همكم شيعي وسني وكافر. الموضوع الذي طرحته الاستاذة واضح وجلي هذا اجرام في حق الانسانية ومن قام به ليس انسان ابدا. المؤذن والشرطة، وهل نسيت من فجرت رؤوسهم ومن قتل بالتعذيب الخ

    • زائر 22 زائر 1 | 1:06 م

      ويش دراك

      ويش دراك ان الشيعة هم اللي سووهه...خاف ربك.

اقرأ ايضاً