العدد 4372 - الثلثاء 26 أغسطس 2014م الموافق 30 شوال 1435هـ

العربي المسلم... صفة «إرهابي» تلاحقه من كل جهة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الأخبار التي تخرج كل يوم تأتي في غالبيتها هذه الأيام من منطقة واحدة وهي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحديداً من البلدان العربية التي تترنح كل يوم بجهة مرة بخبر انفجار قام به انتحاري ومرة تقوم الأنظمة القمعية بزج من يختلف معها بالسجن لسنوات تحت مسمى الإرهاب.

هكذا هي أخبار العرب والمسلمين اليوم في المنطقة، كل شيء أصبح «إرهاباً»، والإرهاب صفة تلاحق العرب والمسلمين أينما كانوا في أي عاصمة ومدينة وبلدة. هكذا أصبحت نظرة شعوب العالم إلى العربي المسلم، فهي نظرة لا تخلو من الشك والريبة، خاصة وأن هذا الشخص هو من يحمل الشر ضد الشعوب، حاملاً السلاح لقتل الأبرياء كوسيلة لتهديد الغرب عبر قبضة «الإرهاب».

هذا الإرهاب الذي جاء وليد المصالح الغربية والممول بأموال نفط الخليج أولاً في الثمانينات بأفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي السابق وحالياً هو جاء ليقاوم أي تغيير باسم الحرب الطائفية والدينية وجعل المجتمعات تنهك في تناحرات لأجل القضاء على مبادئ الحرية والتغيير والعدالة التي صاحبت الربيع العربي.

إن الغرب الذي دعم الربيع العربي في بلدان بينما خرج بتصريحات لا تدعم أي تغيير في بلدان أخرى، أصبح وضعه محرجاً لأنه بداية دعم هذه الجماعات الإرهابية لضرب الأنظمة التي لا تروق له، كما كان يفعل ضد الاتحاد السوفياتي السابق. غير أن الوضع اختلف وأصبح موضوع محاربة وملاحقة الجماعات الإرهابية بعد قرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وهو أمر أصبح لا مفر منه بعد أن تحول الموضوع برمته إلى مسلسل يومي من حمّامات الدم وحكايات يدمى لها القلب وشتات للأسر والعوائل في مخيمات على الحدود والنوم في الطرقات والاتجار بالبشر إلى غيره من الممارسات التي أفرزتها هذه الأزمة بداية في سورية والآن في العراق.

كما أصبحت المجتمعات العربية تنقسم فيما بينها - بمعنى آخر - أن هناك من اعتاد على الانفجارات كأهل بغداد وهناك من اعتاد على القصف المباشر مثل أهالي غزة وهناك من تعوّد على الملاحقات الأمنية في المناطق المضطربة. والأمثلة كثيرة وليست مقتصرة على هذا البلد أو ذاك، ولا يمكن أن نفرق بين هذا البلد عن ذاك؛ لأن بلدان المنطقة تعيش أزمات كثيرة وهي قابلة للانفجار في أية لحظة.

لم يقتصر الأمر - بحسب المراقبين - عند هذا الحد فقط؛ بل بدأت تتلاعب بمصير شعوبها، حتى وصل الأمر إلى سحب جنسيات أهل البلد وهو أمر مخالف ويتعارض كلياً مع العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، هذه الحقوق التي أصبحت هي غائبة كلياً عن واقع المجتمعات العربية.

إن شعوب المنطقة العربية التي تعيش الأزمة تلو الأخرى خاصة بعد ثورات واحتجاجات الربيع العربي في مطلع 2011 مازالت تعيش الاضطراب السياسي في كثير من بلدان المنطقة التي تحاول أنظمتها مقاومة أي تغير يهدد بقاءها.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4372 - الثلثاء 26 أغسطس 2014م الموافق 30 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً