العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ

أهم مؤتمر قمة لحلف «الناتو»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يعقد حلف شمال الأَطلسي (الناتو) المكوَّن من 28 دولة، بقيادة الولايات المتحدة الأَميركيَّة، مؤتمر القمَّة المقبل في بريطانيا ما بين 4 و5 سبتمبر/ أيلول الجاري (2014)، وهذه ربما أَهمُّ قمَّة في تاريخ الحلف، إِذ لم يحدث من قبل أَن انفجرت أزمات وحروب خطيرة جدّاً في آن واحد، بالشكل الذي تحدث فيه حاليّاً.

فمن جانب، تتحدَّى روسيا الحلف في أوكرانيا، وتدعو إِلى تأسيس دولة جديدة مقتطعة من شرق هذه البلاد التي تودُّ الانضمام إِلى الحلف، وذلك بعد أَن ضمَّت جزيرة القرم إِليها، وهي بذلك تضع أصبعها في عيون الحلف بصورة مباشرة. في الوقت ذاته، فإِنَّ الجماعات المتشدِّدة، بزعامة «داعش» تشنُّ حرباً بشعة في كل من سورية والعراق، والطائرات الأَميركيَّة تقصف في سماء العراق للمرة الأُولى منذ سنوات، كما أَّنها من المتوقع أَن تبدأ القصف في الأَجواء السورية لتعقُّب الجماعات التي أنشأت لها كيانات تتحدَّى كلَّ ما يمتُّ إِلى النِّظام العالمي بصلة، وتبيع النساء بعد سبيهن، وتذبح من يقع تحت أَيديها، وتبثُّ ما تفعله في «اليوتيوب».

الحرب الإسرائيلية على غزة بالكاد توقفت، وهناك حرب خفيَّة، قوامها طائرات من دون طيار يتمُّ إسقاطها في إيران والعراق وسورية، وغيرها من الأجواء، وهناك انهيار في الوضع الليبي الذي انحدر نحو فوضى وعنف متعدِّد الأَطراف، فيما تتآكل الدَّولة الليبيَّة الهشَّة. وهناك تمدُّدٌ للجماعات المتشدِّدة على الساحل الإِفريقي، ومخاطر لتجدُّد أَعمال الإِرهاب الانتقاميَّة في عواصم الغرب. وهناك تنافس بين القطع البحريَّة الأَميركيَّة والصِّينيَّة في شرق آسيا، وهناك انتشار لفيروس «ايبولا»، وهناك أَحداث تغلي في بلدان عديدة جدّاً.

في ظلِّ كلِّ ذلك، فإِنَّ النِّظام العالميَّ الذي نشأ بعد الحرب العالميَّة الثَّانية على مفترق طرق، والأَنظار تتجه إِلى التَّعرُّف على ما إِذا كان هناك من يستطيع وضع حدٍّ لهذه الانهيارات من كل جانب.

وفي هذا السياق، ذكرت تقارير صحافيَّة أَنَّ الأُردن سلم حلف «النَّاتو» تقارير أمنيَّة سرِّيَّة تحمل تصوراته لمواجهة تمدُّد «داعش» إلى أراضيه، وذلك قبيل انعقاد قمة الحلف الخميس المقبل، وهو ما يعني احتمال دخول الحلف في اتفاقات أو تنسيق مع دول جديدة، مثل الأردن لدعم الاستقرار.

ربما يواجه حلف «الناتو» سيناريو «البجعة السوداء»، والاختبار الكبير للحلف وللرئيس الأميركي الذي يتزعم هذا الحلف، فيما إِذا كان سيستطيع تحديد المخاطر واحتواء بعضها، ومواجهة بعضها الآخر بقوة، أم سيكون شاهداً - في أَهمِّ قمة يعقدها منذ زمن طويل جدّاً - غير مؤثِّر في مرحلة خطيرة تهدِّد استقرار العالم أجمع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:29 ص

      الملچاوي

      اكثر ما يفكر فيه هذا الحلف هو عدم وصول الاضطرابات و الجماعات التكفيريه لبلادها في المقام الاول و في المقام الثاني هي السيطرة على الوضع وتحريكه حسب مصالحها و الاستفادة قدر المستطاع من الوضع الحالي .. الخاسر الأكبر هو الفقير المطحون بين هذه التجاذبات مثل ما يقول المثل الهندي (عندما تتصارع الفيله يموت العشب).

    • زائر 3 | 1:26 ص

      لاتكرهو الفتن فان فيها هلاك الظالمين

      ونتمنى على الله ان يحقق امالنا وينجينا مما يحيط بنا فامريكا ومن لف لفها تسعى للقضاء على طائفة من المسلمين ولا تريد ان تقوم لهم قائمة باعطاء الضوء الاخضر لحلفائها بان يوغلو في عذابات المسلمين المتطلعين للحرية اما من يريد من المسلمين العيش تحت عباءة العبودية فهذا سيعيش امنا مطمئنا لن تجرؤ الدواعش ولا غيرها بالتسلل الى حدود تلك الانظمة حتى وان حصل تهديد من قبل الدواعش فما هو الا لذر الرماد في العيون وتبقى سنة الله في الكون هي النافذة ولا احد غيره

    • زائر 2 | 1:26 ص

      يجتمعون على نشر الدمار والهلاك للشعوب المستضعفة

      لا نترقب من اجتماعاتهم أي خير بل نترقب كل الشرور فمصالح هذه الدول هي المحرك لها ولو كان ذلك في خراب العالم

    • زائر 1 | 12:15 ص

      ربنا يحمينا من الدواعش

      الله ينصر المسلمين على الدواعش

اقرأ ايضاً