العدد 4377 - الأحد 31 أغسطس 2014م الموافق 06 ذي القعدة 1435هـ

أزمة اللاجئين السوريين تتفاقم في ظل استمرار القتال بلا هوادة

نيويورك – إذاعة الأمم المتحدة 

تحديث: 12 مايو 2017

تفيد أرقام الأمم المتحدة بزيادة عدد اللاجئين السوريين بمليون شخص عن العام الماضي بما يعكس صعوبة الأوضاع وتدهورها بعد ثلاث سنوات من اندلاع الصراع.

 ثلاثة ملايين لاجئ سوري ليسوا مجرد أرقام، ولكن لكل منهم تجربة صعبة أجبرتهم على مغادرة وطنهم إلى المجهول، في التقرير التالي نحاول التعرف على ظروف أحد اللاجئين.

اشتدت أزمة اللاجئين السوريين مع وصول عددهم إلى ثلاثة ملايين وفق أرقام الأمم المتحدة في ظل أوضاع مروعة على الأرض أدت إلى نزوح ستة ملايين وخمسمائة ألف شخص داخل سوريا.

إيمان لاجئة سورية اضطرت إلى مغادرة وطنها مع ابنتها البالغة من العمر خمسة عشر عاما وشقيقتها المصابة بمتلازمة داون.

مع بداية الصراع كانت إيمان تفر من مكان لآخر بحثا عن الأمان، لكن القتال اشتد واستمر بلا هوادة.

"معي فتاتان إحداهما مريضة، كنا نبحث عن مكان آمن نهرب إليه وننتقل من مكان لآخر، ونعود عندما تهدأ الأمور. فكنت أفر دوما بين البلدات، نجد مكانا نقيم به ثم يندلع القتال والقصف ويموت الكثيرون. كنت أنتظر حتى تهدأ الأمور ثم أهرب مرة أخرى."

تشردت إيمان مع أسرتها داخل سوريا أربع مرات، ونفدت مدخراتها ووهنت قواها ولم يصبح أمامها سوى الاختيار بين البقاء لتواجه الموت، كما قالت، أو مغادرة الوطن.

"لم نعد نتحمل الجوع والشعور بالبرد والبقاء تحت الحصار والقصف طوال الوقت. رأينا الناس تموت أمام أعيينا بسبب القصف من الجانبين. لم نعد قادرين على البقاء في سوريا، فغادرت مع ابنتي وشقيقي وشقيقتي."

ملايين السوريين عاشوا تجارب مشابهة ليمثلوا أكبر عدد للاجئين في العالم تحت رعاية المفوضية السامية لشئون اللاجئين، ولا يتفوق عليهم عددا سوى لاجئي فلسطين الذين تتولى وكالة الأونروا الأمور المتعلقة بمساعدتهم ودعمهم.

ومع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين تزيد الأعباء على الدول المجاورة والوكالات الإنسانية.

وتقول دانا سليمان المتحدثة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين في لبنان إن المفوضية تستهدف الأكثر استضعافا لعدم امتلاكها الموارد الكافية للوصول إلى جميع المحتاجين.

"سجلنا المليون الثالث للاجئين السوريين بالمنطقة، وهذا الموضوع يعكس كارثة إنسانية على الأرض للمفوضية وكل المنظمات الإنسانية التي تشهد على المأساة التي يعيشها النازحون إن كان ذلك في لبنان، حيث أوجد، أو في الدول المجاورة. خلال العام الماضي زاد عدد النازحين بالمنطقة بمليون شخص في عام واحد فقط مقارنة بمليونين تم تسجيلهم في ثلاث سنوات تقريبا."

أجبر نحو نصف عدد السوريين على مغادرة ديارهم لينجوا بحياتهم. واحد من بين كل ثماني سوريين عبروا الحدود الدولية بحثا عن الأمان. ويمثل الأطفال أكثر من نصف عدد النازحين.

وتقول المفوضية السامية لشئون اللاجئين إن أعدادا متزايدة من الأشخاص يصلون إلى مقاصدهم في حالة صدمة وإعياء.

الكثيرون منهم في حالة فرار منذ عام أو أكثر، يهربون من قرية إلى أخرى قبل اتخاذ قرارهم النهائي بمغادرة سوريا.

إيمان دفعت مائتي دولار ثمنا لتغادر بلدها هربا من الصراع.

والآن تعتمد مع أسرتها على المساعدات النقدية والقسائم الغذائية من المفوضية السامية وبرنامج الأغذية العالمي.

ولكنها تفتقد بلادها، وتتطلع إلى اليوم الذي ستصبح فيه قادرة على العودة إلى دارها.

"مهما حدث فهذه بلدنا، ومن لا يفتقد بلده وداره والأرض التي مشى عليها لا يمكن لأحد أن ينسى وطنه. لقد تربينا في سوريا وعشنا بها، فكيف يمكن ألا نحبها؟"

الرحيل كان آخر ملجأ لكثيرين من اللاجئين الذين يواجهون الآن مستقبلا غامضا وشوقا للعودة إلى وطنهم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً