العدد 4393 - الثلثاء 16 سبتمبر 2014م الموافق 22 ذي القعدة 1435هـ

التحالف الدولي ضد «داعش»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يرى مراقبون أن تعهد ممثلي ثلاثين دولة في مؤتمر باريس الذي عقد امس الاول (الاثنين) وذلك بمساعدة العراق لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بكل «الوسائل اللازمة» لن ينهي ملف التطرف والتكفير في منطقة تشهد منذ زمن موجة طويلة من الاضطرابات في اوضاعها السياسية وهو ما كان عاملا كفيلا بتغذية فكر يقاوم أي تغيير واستغلال صورة الدين من اجل قمع حركات التحرر المجتمعية وايضا من اجل الابقاء على انظمة سياسية يرضى عنها الغرب لصالح مصالحه في المنطقة.

ورغم دراية الادارة الاميركية لتصرفات حلفائها واصدقائها بالمنطقة إلا أنها تغض البصر عن اساس تنامي مشكلة فكر على شاكلة «داعش»، وهو ما يعني استمرار تجاهلها للدول الداعمة لتنمية مثل هذا الفكر.

وكان انتقاد «الفشل الأميركي» في التحقيق بشأن الدعم الخليجي الموجه لجماعات جهادية مثل تنظيم القاعدة القضية الأبرز في مقابلة أجراها صحافي «الاندبندنت» باتريك كوكبيرن مع السيناتور الأميركي السابق بوب غراهام، الرئيس المشارك للجنة التحقيق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

واعتبر غراهام - بحسب صحيفة «الاندبندنت» (المقابلة المنشورة في 14 سبتمبر/ أيلول 2014) - أن عدم تحقيق واشنطن في دور بعض دول الخليج في الهجمات ساعد على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مضيفا أن الإدارات المتعاقبة في واشنطن «دأبت على غض الطرف عن الدعم الخليجي للمتطرفين».

كما أن عدم إلقاء الضوء على ذلك، وخاصة دورها في هجمات 11 سبتمبر، مكّن من الاستمرار في تصرفات تضر الولايات المتحدة وخاصة في دعم لتنظيم داعش. ونقل عن غراهام قوله إن تجاهل ما تقوم به هذه الدول ومعاملتها كحليف أميركي يعتمد عليه كان له الدور الاكبر في فشل الاستخبارات الأميركية في رصد داعش كقوة متصاعدة حتى استولى التنظيم على مدينة الموصل العراقية في 10 يونيو/ حزيران، غير أن السيناتور الاميركي السابق أعرب – في حواره مع كوكبيرن - عن اعتقاده بأنه من الحكمة التواصل مع هذه الدول لأنها «عنصر محوري في تمويل داعش والمجموعات المتطرفة»، رغم نفيها ذلك باستمرار.

غراهام تكلم عن الفشل الاميركي لكن الصحافة البريطانية حذرت من احتمال فشل التحالف الدولي ضد داعش، وعن اعتقادها بصواب موقف الغرب في قيادة القتال ضد التنظيم. غير أنها قالت إنه في حالة عدم مشاركة قوى إقليمية بفعالية، فإن التحالف المرتقب سيكون محكوما عليه بالفشل معلقة «سيكون من الصعب على تركيا أن تلقي بثقلها وراء حملة يمكن أن تفيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الأقل في المدى القصير».

والحال نفسه بالنسبة للسعودية، تقول «التايمز» التي ترى أنه «يصعب على الرياض مهاجمة المتطرفين، ما يؤدي إلى استفادة نظامي العراق وإيران، استراتيجيا»، وقد لخصت الصحيفة أنه من دون دعم هاتين القوتين الإقليميتين، سيكون مآل التحالف الذي تقوده أميركا الفشل.

هذا ما جاء في «التايمز» البريطانية ورغم ان هناك أكثر من 40 دولة انضمت للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة «الدولة الإسلامية» من بينها 10 دول عربية هي: مصر، العراق، الأردن، لبنان، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر، السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بينما تركيا ستقدم دعما انسانيا ولوجستيا من قاعدة حلف الناتو الا أنه لا يمنع من القول ان هناك حالة من التخوف والحذر من الوقوع في مصيدة الفشل وخاصة ان المعادلات تغيرت هذا العام في مقارنة قبل عامين... والسؤال المنتظر على كل لسان هل سينجح هذا التحالف في اقصاء داعش؟ ام سيفشل؟ أم سيدخل المنطقة الى مرحلة اخرى من الصراع وخاصة ان التطرف والتكفير لا يمكن اجتثاثه فقط عبر القصف الجوي فهناك اكثر من صورة وشكل لهذا النوع من الفكر التكفيري المتفشي في اوساط المجتمعات بالمنطقة العربية على مدى مراحل زمنية مختلفة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4393 - الثلثاء 16 سبتمبر 2014م الموافق 22 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:50 ص

      عدم دعوة ايران

      يبدو ان عدم دعوة ايران للتحالف مسبب لكم أزمة نفسية لا يمكن ابداً ان تكون ايران و هي ام الإرهاب و اصله جزء من اي تحالف ضد الإرهاب

    • زائر 2 | 1:29 ص

      التحالف الدوليّ لسرقة اموال شعوب الخليج

      في كل عقد وعندما يشعرون بأن حكومات الخليج قد تجمّع لديها بعض الاموال اشعلوا لهم نار الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية لكي يبتزّوا هذه الدول ولكي لا تذهب اموال البترول في تنمية شعوب المنطقة وطالما لدينا هكذا مسؤولين لا يرون في السياسة الا كراسيهم فسيظل الحال على ما هو عليه

اقرأ ايضاً