العدد 4393 - الثلثاء 16 سبتمبر 2014م الموافق 22 ذي القعدة 1435هـ

«الحياة» في دهاليز «داعش».. بحثاً عن سيرة «أبي حذيفة البحريني»

الوسط- محرر الشئون المحلية 

تحديث: 12 مايو 2017

تضخ وسائل الإعلام العربية والأجنبية يومياً سيلاً من الأخبار عن تنظيم «دولة الخلافة»، الشهير بـ«داعش»، والتي تدور في فلك «القتل والتهجير»، ومحاولة فرض واقع جديد على جزء من الوطن العربي، يقوم على هدم الحدود، وإنشاء كيان سياسي مبني على رابطة «أممية إسلامية» بين أفراده، وفق فهم معين له منهجه في تفسير النصوص وتأويلها.

وبسبب ربط الإعلام مناظر القتل وتقطيع الرؤوس في العراق وسورية حالياً بمقاتلي «داعش»، أصبح التصور العام عنهم قائماً على «الوحشية»، وصعوبة تقبل فكرة التواصل معهم بأي أمر بخلاف القتال.

وعلى رغم هذه الهالة المحاطة بهم، كان لا بد من البحث عن انفراجة تسمح بالتواصل المباشر معهم، أو مع المتعاطفين معهم، لمعرفة طريقة تفكيرهم، وحقيقة ما يروج عنهم، من خلال المشتغلين في التنظيم في جانبه العسكري أو الشرعي.

«الحياة» حاولت دخول «عش دبابير داعش»، من نافذة أهم منظري «داعش»: البحريني تركي البنعلي، المعروف بـ«أبي سفيان السلمي»، من خلال الولوج إلى عقر داره، ومجالسه مريديه والمتأثرين بفكره، والاستماع إليهم لمعرفة من الرجل، وما أفكاره؟

خير من ألف ميعاد

وذكرت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (17 سبتمبر/ أيلول 2014) أنه وفي منتصف العام 2011، وبعد عاصفة «دوار اللؤلؤة» التي سجلت احتجاجات وصفت من مراقبين بأنها الأشد في تاريخ البحرين، أخذت الأحداث في المنامة تشهد ترتيب صفوف القوى السياسية كافة، سواء المنضوية تحت جمعيات مصرح بها، أو تجمعات أهلية. وفي الطرف المقابل نشطت حركة دينية نأت بنفسها عن تلك التجمعات كافة، وفضلت أن تمارس نشاطاً دعوياً يقوم على بث مفاهيم عقدية خالصة.

ولأن «الصدفة خير من ألف ميعاد» كما يقال، جمع ذلك المسجد الصغير في مدينة البسيتين «الحياة» برجل سيكون له «شأن» في مخاض التغيرات السياسية التي ستشهدها المنطقة العربية لاحقاً. ولفت نظر «الحياة» في حينه، تجمع بعض الشبان من حوله، وهو يقدم لهم نصائح عارضة، بالقرب من مواقف السيارات، موصياً إياهم بضرورة «الالتزام بالأخلاق الحميدة والابتعاد عن المحرمات». وعند سؤال الموجودين عنه قيل: «الشيخ تركي البنعلي، وهو أحد أبرز الوجوه السلفية في البحرين». وتمت مصافحة سريعة، أثناء إلقاء التحية. ومنذ تلك اللحظة كان هناك شغف لمعرفة من يكون، وخصوصاً أن الحركة السلفية البحرينية لا تتمتع بالوهج، مقارنة مع شقيقاتها في دول الخليج.

يُكنى البنعلي، بـ«أبي سفيان السلمي»، أو «أبي حذيفة البحريني»، أو «أبي همام الأثري»، وهو إمام مسجد العمال في محافظة المحرق (شرق المنامة)، وله عدد من المؤلفات. ولد في 1984، وهو من قبيلة آل علي المعروفة في البحرين بدورها التاريخي في دعم قيام حكم آل خليفة.

درس وتلقى تعليمه في مدارس نظامية، إضافة إلى تعلمه القرآن والتجويد في حلقات المساجد. وتخرج من معهد البحرين للعلوم الشرعية عام 2010 بمرتبة «ممتاز».

كما حصل على إجازة شرعية من كلية الإمام الأوزاعي في بيروت. وأبرز مشايخه هم: الأردني أبو محمد المقدسي الذي يعد أبرز منظري الفكر السلفي الجهادي، والمحدث العراقي عامر التميمي، والداعية المغربي عمر الحدوشي.

وبرز اسم البنعلي في مجال الدعوة في البحرين، وسجل حضوراً نشطاً في المنابر والمناشط، على رغم التضييق الذي كان يجده من السلطات، ما تسبب في فصله من عمله. وبعد أعوام منع من الخطابة والإمامة، ليتم اعتقاله داخل البحرين وخارجها في الفترة بين 2005 و2007. ومنذ 2013 والبنعلي يتردد على سورية، ضمن حملات إغاثة يشرف عليها بنفسه في البحرين. وكان في غالبيتها يذهب إلى مدينة حلب، إضافة إلى مناطق أخرى.

واستغل البنعلي تلك الحملات والمجال المفتوح أمامه لممارسة موهبته التي لازمته منذ الصغر: الخطابة. وعلى رغم قلة تلك الخطب، إلا أنها كانت تأتي ضمن مخيمات دعوية، يظهر فيها تركي ملثماً.

وفي شهر مارس/ آذار من العام الحالي، أخذ اسمه يطفو على السطح الجهادي بشكل فعلي، وخصوصاً بعد أن أعلن «النفير» إلى بلاد الشام، وأخذ في ممارسة دوره في التأصيل للقتال هناك. وما أن تم إعلان «دولة الخلافة» حتى أصبح البنعلي «رأس حربة» في الدفاع عن مشروعيتها، وخاض من أجل ذلك معارك، ليس مع شرعيين يختلف معهم، ولكن مع مشايخه السابقين. بيد أنه في شهر يوليو/ تموز الماضي، توقف نشاط البنعلي في المنازلات الشرعية على شبكة «الإنترنت»، وتفرغ لمهماته الميدانية، والتنقل بين مدن «الدولة» في العراق وسورية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:37 م

      داعش هم الخوارج

      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : (
      قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم قتلتهم قتل عاد) رواه البخاري
      فيجب علينا كمسلمين من جميع الطوائف أن نضع أيدينا ببعض حتى ننواجه هذه الفئة الضالة كلاب أهل النار

    • زائر 11 | 10:56 ص

      أقوال الأئمة عليهم السلام في داعش و في عوف السلمي .... ام محمود

      قال الامام علي بن الحسين ع : يكون قبل خروجه ( أي ظهور القائم ع ) خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة و يكون مأواه بتكريت و قتله بمسجد دمشق.
      عن الامام علي ع في جيش داعش:
      ويحك يا بصرة من جيش لا رهج _ لا غبار _ له و لا حس ففتنة يكون فيها خراب منازل و خراب ديار و انتهاك أموال و سباء نساء .

    • زائر 9 | 6:45 ص

      لا بارك الله في هذه الاشكال

      الاشكال دي تبع نار جهنم انشاء الله وعقبال البغدادي تبعك ياهمجي

    • زائر 8 | 6:37 ص

      كومار

      سيره ابي حذيفه البحريني ! 1 يحب يشرب الدماء البشر 2 يحب يثير الفتنه الطائفيه 3 يحب الجهاد النكاح 4 يحب التهجير الناس من الوطنهم 5 يحب التفجير المساجد الانبياء 6 يحب قطع الرؤوس 7ومنبوذ من أهله ومن وابناء كل البحرين وهذه سيره ابي حذيفه البحريني

    • زائر 7 | 4:56 ص

      عوف السلمي

      لا يكون عوف السلمي اللي يقتل و هو خارج من مسجد في الشام؟؟؟

    • زائر 5 | 4:21 ص

      يا عالم

      وين درع الجزيرة عنهم؟؟؟؟

    • زائر 4 | 3:52 ص

      زين لهم الشيطان

      أتباع ورواد محاضر الشيطان

    • زائر 3 | 3:29 ص

      بنت عليوي

      الله ياخذهم ويفكنا منهم هالكفار المجرمين، أي والله دولة الخلافة إلا دولة الخرافه

    • زائر 2 | 3:28 ص

      هذا بحريني وإلا سيلاني ؟

      شكله ابد مو بحريني الاخ سيلاني

    • زائر 1 | 3:22 ص

      يسرح و يمرح

      واذا عمل الدواعش المنبوذين عمايلهم لا ينفع الندم

اقرأ ايضاً