العدد 4394 - الأربعاء 17 سبتمبر 2014م الموافق 23 ذي القعدة 1435هـ

«داعش»... صناعة مَنْ حقاً؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نظمت الأسبوع الماضي ندوة مثيرة للجدل، بعنوان «داعش صنيعة من؟»، شارك فيها نائبٌ سابقٌ عن «المنبر الإسلامي» الذي يمثل تنظيم الأخوان المسلمين في البحرين، إلى جانب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عادل المعاودة، الذي يعتبره البعض زعيم التيار السلفي وأبرز متحدثيه في البحرين.

البعض قرأ الندوة في سياق التسخين للانتخابات المقبلة، فالتياران (الاخوان والسلف) مرشّحان لخسارة مزيدٍ من المقاعد (لأسباب محلية وإقليمية)، لصالح «المستقلين»، الذين تفضّلهم السلطة أكثر في هذه المرحلة.

في فترة اشتداد الضغط الدولي والإقليمي على سورية قبل عامين، تسلّل المعاودة مع وفد من ثلاثة من زملائه إلى بلدٍ مجاورٍ لسورية، قيل إنه تركيا (وكنت أرجّح أنه الأردن لأسباب تتعلق بضمان السلامة)، وقدّم مساعداتٍ للتنظيمات المسلحة تحت عنوان «حملة تجهيز غاز». وتم نشر صور الوفد باللباس الأفغاني في نوعٍ من المباهاة، حيث كان بعضهم يحمل أسلحةً إلى جوار المسلحين، ما أثار الكثير من الحرج للدبلوماسية البحرينية.

هكذا كانت الصورة في العامين 2012 - 2013، حيث كان يتدفق على سورية آلاف المقاتلين من ثمانين دولة، وفق ترتيبات دولية وإقليمية كبرى، تحت شعار «نصرة الشعب السوري». واستمر الحال حتى قام تنظيم «داعش» بمغامرته الكبرى، بغزو غرب العراق، مع غطاء إعلامي مكثف للترويج لـ «ثورة العشائر العربية». وهي لعبةٌ لم تطل يومين حتى تكشّفت عن عمليات قتل فظيعة وتهجير جماعي للسكان من مختلف المكونات، سنةً وشيعةً وأكراداً ومسيحيين وأيزيديين. وفي الأسبوع التالي أرسل «داعش» بعض أفراده غرباً وجنوباً، مهدّداً بغزو الأراضي السعودية والأردنية، في عملية انقلاب مباغتة قلبت كل المعادلة. قريباً من تلك الفترة سجّل المعاودة أول انقلابٍ له على مواقفه السابقة، بإعلانه «داعش» جماعةً مارقةً من الدين، واستمر في إعلان مواقفه المتشدّدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»: «ونحن بدورنا حذّرنا وأعلنا وأسررنا ونصحنا وتكلمنا... وبدأنا بمحاربة الفكر بإلقاء المحاضرات منذ 25 عاماً»! وهي دعوى تصطدم بالواقع، وتحتاج إلى إثبات.

المنطقة اليوم مستنفَرَةٌ ضد «داعش»، فالكويت أحالت 11 متهماً من جنسيات مختلفة لانضمامهم إلى «داعش» والمشاركة في معاركه داخل سورية والعراق، مع إعلان الداخلية منع دخول 800 شخص من المنتمين للتنظيم من غير الكويتيين من دخول أراضيها، فضلاً عن منع إدخال أو إخراج أية مبالغ تزيد على 3000 دينار في أية رحلة إلى العراق أو سورية أو تركيا. وفي السعودية صدرت أحكام بالسجن مؤخراً على 13 متهماً أدينوا بالقتال خارج البلاد ودعم مقاتلين في الخارج. وقبلها بيوم أعلنت وكالة (و أ س) عن إدانة 14 متهماً بينهم بحريني، بانتهاج الفكر التكفيري والانضمام لتنظيم القاعدة وجمع الأموال لصالحه والسفر لمواقع الفتن والتخطيط لعمليات انتحارية. وهناك أخبارٌ أخرى مشابهة عن دولة الإمارات في الأيام القليلة الماضية، في الوقت الذي حاول المعاودة في ندوته التقليل من خطورة هذه الجماعة، التي استنفرت من أجلها الدول لصيانة أمنها، نافياً أن تشكّل تلك المجموعة خطراً على المجتمع البحريني، بينما بدأ الرأي العام البحريني يقرأ في صحف عربية يمينية ما ينفي تماماً أنهم مجرد «ستة أشخاص».

في الغرب، بدأت الصحافة تكشف جذور «داعش» التي موّلتها ودرّبتها وأشرفت أجهزة مخابرات دولية وإقليمية على استقطاب عناصرها من 80 بلداً حول العالم، للقتال في سورية والعراق. وتُنشر إحصاءات عن أعداد من سافروا من مواطني الدول الأجنبية وهم بالآلاف، فضلاً عن آلاف أخرى من مواطني الدول العربية الذين جرى استدراجهم إلى تلك المحارق البشرية (هناك 3000 مقاتل من تونس وحدها إلى جانب 8000 تم منعهم من السفر).

ويجب أن نذكّر بأنه حين غزا الأميركيون العراق، كان من ضمن أهدافهم إخراج «المجاهدين» من كهوفهم في أفغانستان وغيرها من الدول، إلى العراق للقضاء عليهم، كما كان يعلن المحافظون الجدد في تلك الفترة المبكّرة من احتلال العراق، وكانوا يشبهون تلك العملية بـ «الثقب الأسود».

ليس غريباً أن يحاول «الاستعمار» استغلالك وركوب ظهرك، ولكن العيب أن تبقى قابلاً لـ «الاستحمار»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4394 - الأربعاء 17 سبتمبر 2014م الموافق 23 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 4:32 م

      داعش صناعة ناتجة من الاسلام المشوه المصنوع

      هكذا تكون نتيجته بأن يكون يزيد ودولة بني امية تمثل الاسلام ودولة بني العباس تمثل اهل البيت كذبا وزورا والان في زمننا يمثل الاسلام المنحرف داعش والقاعدة وفكرها وعقيدتها مصدرها الاسلام المنحرف زرعتها ونمتها عقيدة وفكر منحرف اسمه كذا ورجاله فلان وفلان دعمته اموال ودول كبرى والصهيونية

    • زائر 33 | 1:59 م

      لم تكن داعش صناهة

      امريكا او سوريا او الغرب كما يكذب العرب لان العرب امة ليس فيها شئ متطور الا الكذب و تزوير الحقائق . داعش صناعة اموية وجدت زمن علي بن ابي طالب ع ان لم تكن اقدم و وضحت في بداية الدولة الاموية وكانت افعالها انذاك كافعال احفادها الان منها واقعة كربلاء والحرة وقتل زيد بن علي و الجلوس على ظهر الكعبة واحتساء الخمور و رمي القران والاستهزاء به ووووووووووووووو الخ .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 32 | 1:24 م

      ايران و داعش

      ايران تتهم من يحارب داعش بانه أسس داعش بينما هي تعارض محاربة داعش !!

    • زائر 31 | 10:48 ص

      الإستحمار وسهولة الإختراق

      دئما هي هي نفس الجماعات ........ التي يسهل إختراقها ويسهل إمتطائها كالدواب بإعتراف اليهود دائما هم الخاصرة الضعيفة التي تدعي الإسلام الأصيل وما أكثر المصائب والويلات التي جرتها على ديننا الحنيف من بدع وتشويه للإسلام ونبيه الكريم , أفعالهم وكتبهم التاريخية لا تحتاج إلى باحث هي وحدها تنضح بالكفريات .

    • زائر 30 | 7:57 ص

      ايران

      ايران والعراق وحزب الله الله يحفضهم جايبه قلق للمجرميين الداعشيه لانها على حق اللهم اهلك الدواعش واهلك كل موالي ليهم

    • زائر 29 | 7:20 ص

      ههههههه

      ما يبي لها سؤال. اكيد صناعة ايران وحزب الله هو اللي دربهم في جنوب لبنان ليقاتل بهم العراق وسوريا.

    • زائر 28 | 6:49 ص

      لك يا قاسم حسين

      حزب الله صناعة من ظهور الحوثيين صناعة من االعفسة في العراق صناعة من اظن السلفيين مو ايران الدواعش صناعة مخابراتية سورية في سورية صناعة عراقية في العراق بعم وتخطيط إيراني لضر ب اهل السنة والعشائر الثائرة ضد نور المالكي الذي اجرم في حق العراق سنة وشيعة وحصلت أمريكا والدوا الغربية عذرا كبيرا لضرب اهل السنة في العراق بالذات والله هم الواعش كم عددهم قليل

    • زائر 24 | 3:45 ص

      مصطلحات لطيفة مضحكة مبكية

      الاستحمار -الانبطاح - الطبالة -ويمكن يستحدث مصطلحات اخرى في المستقبل الاستغنام والاستخراف وان كان الاستبقار عرف قديما ونسمع من يقول بقر الشام الذين مدوا السنتهم لتصل الى انوفهم وسمعنا عن تحويل الملك أتان لفيلسوف فنبهته زوجته للحفاظ على ملكك حول الفيلسوف الى حمار

    • زائر 23 | 2:41 ص

      مشكلة الجماعه في البحرين

      يريدون يغشمرونا واولهم الم.... اول من ارسل التبرعات لجبهة النصره وهي منظمه ارهابيه بقول ماما امريكا بعدين هءؤلاء الدواعش يحملون نفس افكار النصره والقاعده يعني هم نفس الشي ونفس الفكر ونفس الكصه

      ....

      كل من يعارضهمم فهو ولاية فقيه وعميل لايران ما عندهم الا هذا الرد

    • زائر 22 | 2:41 ص

      وماربك بغافل عمايعمل الظالمون

      لابد من يوم ينتقم الله لدماء المظلومين والابرياء ايا كان لونهم.....

    • زائر 19 | 2:31 ص

      ايران هي الشيطان الاكبر

      ايران هي من تدعم القاعدة وحزب الله وداعش الارهابين .. وبا العقل نشاهد جميع هؤلاء الارهابين يهددون اليمن ودول الخليج العربي والعراق وسوريا
      ولاكن بعيدون كل البعد عن ايران علامة استفهام

    • زائر 17 | 2:09 ص

      لمزبلة التاريخ داعش ومموليها وصانعيها

      ماذا سيكتب عنكم التاريخ ماذا سيقول احفادكم كنتم تكتبون التاريخ بقوة السلاح والمال ولم تستطيعوا تغطية بلاويكم الآن وبهذه الثورة المعلوماتية والتوثيق المتوفر ماذا ستقولون ... كفاكم كذبا فلقد فضحت اجرامكم اجرام اباءكم السابقون تعسا لكم.

    • زائر 16 | 1:26 ص

      داعش صنيعه إيرانية

      داعش من صنع ايران و مخابرات بشار لذلك كل الدول تريد ضرب داعش الا هؤلاء الاوباش

    • زائر 25 زائر 16 | 4:40 ص

      هههه

      توه السيد يقول كفاية اسحمااار التفت لروحك

    • زائر 27 زائر 16 | 6:13 ص

      داعش بنت ايران

      داعش بنت لايران تماماً مثل ... فإيران و الارهاب وجهان لعملة واحدة

    • زائر 15 | 1:18 ص

      الله ينصر الجيش الحر

      ... ذهب لدعم الجيش الحر ثوار سوريا ولم يذهب لداعش كما يدعي صاحب المقال وجميع المسلمين يدعمونهم والله ينصرهم على الطاغيه بشار وشبيحته وملشيات حزب الله وداعش

    • زائر 14 | 1:14 ص

      اللهم انصر عبادك الصالحين الموحدين

      نرجو عدم خلط الاوراق بين داعش والثوار السورين ... يدعم وجميع شعب دول الخليج العربي وحكومته والدول العربية وامريكا والدول الاربية تدعم ثوار سوريا با المال والسلاح ثوار سوريا هم من يقاتلون داعش وحزب الله الرهابين وشبيحة الطاغيه بشار الكماوي

    • زائر 18 زائر 14 | 2:10 ص

      ثوار مسلحين؟

      لو كانوا ثوار كما تدعي، لكنهم إرهابيين وقتلة والدليل أن أسلوبهم القتل وهدم المساجد والتمثيل بالجثث وأكل الأكباد، وهذا كله قبل تصدر داعش للأحداث، بكلام آخر، من تسميهم الثوار هم داعش قبل تسميتهم بداعش!
      في سوريا من يقتل ويحرق ويدمر تسميهم ثوار، وهنا من يرفع علم البحرين ويطالب بحقوقه بكل سلمية تسميه إرهابي، لكن الموازين مقلوبة

    • زائر 20 زائر 14 | 2:32 ص

      لن تتعلّموا ولن تفهموا وهذا حالكم لو مضى عليكم مليون سنة

      كل الأمم تفهم الدروس وتقرأها جيدا الا انتم .. قصوا عليكم وذهبت اموالك واولادكم في حروب لا ناقة لكم فيها ولا جمل ولا زلتم مصدقين انفسكم فماذا يقال عن من يرى الشمس ويصر على انه لا يراها

    • زائر 12 | 12:56 ص

      مثير للسخرية

      الغريب والمثير للسخرية ان هناك جيش تويتري مدفوع الاجر يغرد بتغريدة واحدة فقد،وهي ان (داعش عملاء ايران والغرب يريدون يشوهون صورة الاسلام)والغريب كذلك ان لا احد يتابع هذه الحسابات المئوية في تغريداتها واشخاصها.
      بعدما شوهوا صورة الاسلام ونبيه الكريم،هاهم بكذبهم يريدون ان يضعوا اثقالهم الخبيثة على الشماعة التاريخية ايران؟حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له.

    • زائر 10 | 12:32 ص

      سراق المال الخليجي كلهم شركاء

      البترول الخليجي كل القائمين عليه من حكومات خليجية وغربية هم من مول داعش ومول الارهاب الرسمي. وحتى يشاغلوا الشعوب ويلهوها عن. حقوقها

    • زائر 8 | 12:12 ص

      زائر 1

      بس صناعة امريكي صهيونية وياهم بني عرب صهيون المنفذ الوهابية السلفية الجهادية .

    • زائر 7 | 11:54 م

      واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون

      دول الخليج بالتعاون مع امريكا وبريطانيا وتركيا هم من انشأ داعش ودعمها وساندها بأموال البترول الخليجي وكانوا يتبجحون بذلك وبعض من سرق اموال الفقراء تحن عنوان الجهاد هم نواب بحرينيون ومثلهم سعوديون .كل هؤلاء شركاء في الارهاب الداعشي وان اصبحوا يتنصلون مما اقترفت ايديهم لبشاعة الاجرام

    • زائر 6 | 11:35 م

      أعجبتني اخر كلمة في مقالك الرائع

      والى متي سيتم استحماركم الم يحن الوقت لتسخير هذا المال في التنمية البشرية بدل تدمير بلاد اشقاءكم وبلادكم كفى استحمار

    • زائر 5 | 11:12 م

      ندوة مضحكة

      ندوة مضحكة

    • زائر 2 | 10:44 م

      صراحة الفكر الوهابي

      والتمويل من دولة غنية نفطية .

    • زائر 1 | 10:38 م

      اكيد سيقولون

      صناعة امريكية صهيوينة سورية ايرانية عراقية وعاهم ايضا حزب الله شارك في صناعتها !!!!!!! وفيه ناس عباقرة سيصدقونهم

اقرأ ايضاً