استولى مقاتلو تنظيم داعش على قرى وحاصروا مدينة كردية في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا أمس الخميس (18 سبتمبر/ أيلول 2014) في هجوم كبير ما دفع قائد كردي إلى الاستغاثة للحصول على مساعدة عسكرية من الجماعات الكردية الأخرى في المنطقة.

واستولى مقاتلو «داعش» مدعومين بأسلحة ثقيلة بما في ذلك الدبابات على مجموعة من القرى الكردية غرب مدينة عين العرب المعروفة أيضاً باسم كوباني. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 21 قرية سقطت في أيدي مقاتلي «داعش» المتقدمين نحو المدينة.

وفي الوقت الذي تخطط الولايات المتحدة لتوسيع العمل العسكري ضد «داعش» من العراق إلى سورية، قال المرصد أمس إن طائرة واحدة على الأقل من دون طيار شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظة حلب للمرة الأولى.

«النواب الأميركي» يوافق على خطة أوباما لتسليح المعارضة السورية

«داعش» يستولي على قرى في سورية وطائرة استطلاع تجوب أجواء حلب

بيروت، واشنطن - رويترز، أ ف ب

استولى مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على قرى وحاصروا مدينة كردية في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا أمس الخميس (18 سبتمبر/ أيلول 2014) في هجوم كبير ما دفع قائد كردي إلى الاستغاثة للحصول على مساعدة عسكرية من الجماعات الكردية الأخرى في المنطقة.

وفي الوقت الذي تخطط الولايات المتحدة لتوسيع العمل العسكري ضد «داعش» من العراق إلى سورية قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب في سورية أمس إن طائرة واحدة على الأقل من دون طيار شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظة حلب السورية للمرة الأولى. ولم يتضح على الفور من كان وراء تحليق طائرة الاستطلاع.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي إنه لن يتردد في ضرب التنظيم الذي استخدم سورية كقاعدة لتعزيز خططه لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

وفي تقدم مهم قرب الحدود مع تركيا استولى مقاتلو «داعش» مدعومين بأسلحة ثقيلة بما في ذلك الدبابات على مجموعة من القرى الكردية غرب مدينة عين العرب المعروفة أيضاً باسم كوباني. وقال المرصد السوري إن 21 قرية سقطت في أيدي مقاتلي «داعش» المتقدمين نحو المدينة.

وقال نائب قائد القوات الكردية في كوباني، أوجلان إيسو لوكالة «رويترز» عبر برنامج «سكايب» على الإنترنت «هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطرت عليها داعش». وأضاف أن التنظيم يرتكب مجازر ويخطف النساء في المناطق التي استولوا عليها حديثاً. ولم يتسن التحقق من روايته على الفور.

وقال إن الأكراد طلبوا «الغوث من حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني» للحصول على مساعدات عسكرية. وساهم المقاتلون الأكراد الذين عبروا من تركيا في صد هجوم سابق لـ «داعش» في كوباني في يوليو/ تموز الماضي.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن «هناك مخاوف من حصول مجازر وعمليات خطف في المناطق التي سيطروا عليها». وأضاف «هذا يشكل تقدماً مهماً جداً ويضيق الخناق على مدينة كوباني وإذا استمر التقدم تسقط كوباني بأي لحظة».

وقال متحدث باسم جماعة «حماية الشعب» وهي الجماعة الكردية المسلحة الرئيسية في سورية إن التنظيم طوق كوباني. وأضاف أن التنظيم يستخدم الدبابات والصواريخ والمدفعية في الهجوم.

ودعا «حزب العمال الكردستاني» - الذي أمضى ثلاثة عقود يقاتل من أجل حكم ذاتي لأكراد تركيا- أمس الشبان في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية للانضمام إلى القتال ضد «داعش». وقال الحزب في بيان على موقعه الإلكتروني «يتعين على شبان شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) التوجه إلى كوباني (عين العرب) والمشاركة في المقاومة التاريخية والمشرفة».

وكان «داعش» تقدم غرباً إلى محافظة حلب الشمالية في شهر أغسطس/ آب الماضي واستولى على أراضٍ من جماعات أقل تسليحاً تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

ومنذ أجاز أوباما طلعات الاستطلاع في أجواء سورية قال نشطاء إن طائرات استطلاع من دون طيار رصدت فوق الرقة معقل «داعش» في سورية. وتبعد الرقة 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق. وقال رامي عبد الرحمن إن مصادر متعددة في شمال شرق حلب رصدت طائرة واحدة على الأقل من دون طيار فوق مدينتي الباب ومنبج. وأضاف «لم يروها من قبل».

وقال عبدالرحمن إن «داعش» أخلت عدداً من المباني التي تستخدمها كمكاتب في الرقة وأجزاء أخرى من سورية واقعة تحت سيطرتها فيما يبدو أنه تحسب لهجمات أميركية. وقال سكان إن التنظيم ينقل قواته وأسلحته من مكان إلى مكان.

إلى ذلك، وافق مجلس النواب الأميركي أمس الأول على خطة مساعدة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة والتي لاتزال تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ في إطار إستراتيجية الرئيس للتصدي لـ «داعش».

وأيد 273 نائباً هذا الإجراء الذي اتخذ على شكل تعديل لقانون المالية مقابل رفض 156. وصوت العديد من النواب المنتمين إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري ضد الخطة، ما يؤشر إلى أن الكونغرس ليس موحداً خلف الرئيس الأميركي في حربه على «داعش».

من جهة أخرى، اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس نظام الرئيس السوري بشار الأسد بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية باستخدام قواته غاز الكلور كسلاح هذا العام.

وقال كيري خلال جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب «نعتقد أن هناك أدلة على أن الأسد استخدم غاز الكلور» المحظور استخدامه كسلاح، مضيفاً أن الأسد «انتهك بالتالي» معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية.