العدد 4396 - الجمعة 19 سبتمبر 2014م الموافق 25 ذي القعدة 1435هـ

قاسم: الحل في البحرين عبر طرح يكون محل توافق بين طرفي الخلاف الحقيقيين الشعب والحكومة

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

قال خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم، في خطبته أمس الجمعة (19 سبتمبر/ أيلول 2014)، إن الحل في البحرين يكون «عبر طرح صريح ينال قناعة واسعة في أوساط الشعب، ويستطيع حصد غالبية أصوات الناخبين، ويكون محل التوافق بين طرفي الخلاف الحقيقيين الشعب والحكومة، فهناك أطروحات ليست للحل وإنما لتوفير مادة إعلامية تقابل ما يطالب به الشعب من حل يجسد حقيقة الحل، وإن سميت تلك الحلول المدعاة حلولاً وسوقت لها دعاية إعلامية واسعة، وأحيطت بهالة من الخيال والسراب الكاذب، والوعود التي قد جرب الشعب مراراً أمثالها».

وتحت عنوان “المشكلة في البحرين بين الحل والتأزيم”، قال قاسم: “من أراد الحل فلا جبر أو إكراه، لا حل مع تحايل أو خداع، لا حل في طرح لا يملك أن يقنع أغلبية الشعب عن وعي واختيار، لا حل في بقاء الوضع الذي خلق المشكل وتفاقمه، لا حل في إهمال مواضع الخلل الكبير فيما يحكم العلاقة بين الشعب والسلطة، الحل ليس في طرح يُُجر الناس إليه جراً تحت التخدير الوقتي والترهيب المرعب والدعاية المضللة، ولا حل في انتخابات طاردة للمترشح والناخب لأن المشاركة فيها تزيد من خناقه وتشديد الطوق حول عنق الشعب”.

وذكر قاسم أن “أي شخصية مؤثرة، وأي مجموعة من الأشخاص لهم نفوذ في أوساط من أوساط المجتمع، لا يمكن أن يتلقى رأيهم وإن خالف رأيهم رأي غالبية الشعب بالتسليم الكامل على حد ما قد يحصل لدى الشعوب غير الناضجة، فالشعب قد قفز في وعيه السياسي قفزات واسعة وهائلة على مستوى مثل هذه المسائل. ولا أحد يملك ما تملكه السلطة من وسائل الإكراه على رأي معين في حين أن قوة السلطة التي فعلتها لسنوات وإعلامها الواسع، لم يستطع أن يخلق القناعة التي تريدها عند الشعب، ولا بيعة من هذا الشعب بأي مؤسسة ولا أي شخص أو مجموعة أشخاص من أبنائه على تنازله عن إرادته لإرادة هذا أو ذاك، وتقديم رأيه على رأيه، ومتابعته فيما يسير إليه من قرار، وإن كان الشعب يميز بين رأي ورأي، ويقبل هذا الرأي عن وعي، ويرد ذلك الرأي عن وعي واختيار، وكل الذين يخلصون لدينهم وشعبهم ووطنهم لا يعيشون حالة تصلب ولا عناد لما يرون فيه حلاً عادلاً لأزمة هذا الوطن المعذب، والخروج به من عنق الزجاجة، والنفق المظلم، إلى سعة الأفق والفضاء الحر، والنور والهواء، ولكنهم يأبون أن يرتكبوا وزر المشاركة في تمرير ما يكرس الظلم ويعقد الأزمة، وإن أعطي زوراً اسم الحل، ولا يبيحون لأنفسهم أن يخادعوا الشعب ويغالطوه”.

وأكد قاسم أن “الكل يتطلع إلى انتخابات عادلة منقذة، ومصححة للأوضاع، ولا يلغي قيمة نتائجها الإيجابية مجلس للشورى معين ينسف فاعلية تلك النتائج، أما ما دون هذه الانتخابات، أو مع مجلس معين يقضي على جدواها، فهي انتخابات لا دافع للشعب فيها، وإن تكثفت الدعاية الإعلامية الدافعة لها، وجمع لها الأنصار من هنا وهناك، وشاركوا في الترويج لها عن قناعة أو غير قناعة، ولا أظن أن هذا خافٍ على سلطة أو شعب أو بعيد أو قريب”.

وتحت عنوان “ديمقراطية الجميع أو البعض؟”، قال قاسم: “يتبنى الغرب الديمقراطية، وله تنظيره لها وهي من مقدساته المعلنة، ويبهر العالم بها، وإعلامه يرفع رايتها، ويعدها مفخرة من مفاخره، ويتخذ ساسة الغرب الديمقراطية طريقاً للتدخل في شئون البلاد الأخرى، وحتى غزوها والسيطرة عليها بحجة إنقاذ الشعوب من شرور الدكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان وتهديد السلم العالمي وحماية الأقليات، وذلك حيث يريدون وتسمح لهم الظروف”.

وبيّن أن “الديمقراطية فيما يطرح أولئك الساسة اليوم ليست نموذجاً واحداً ولا على حد واحد، ولابد فيها أن ينظر إلى كل قطر على حدة، وإلى كل شعب بمفرده، وما يناسبه من مستوى من مستويات الديمقراطية المتعددة، ولا يعطى أكثر من مستواه، وكثيرا ما تواجه الشعوب التي تطالب بالديمقراطية وتحكمها حكومات دكتاتورية والحكم الفردي من الحكومات الموالية للغرب، تواجه هذه الشعوب من الغربيين بأن هذه الشعوب مازالت قاصرة بدرجة كبيرة عن مستوى الديمقراطيات المتقدمة، وعليها الصبر حتى تستكمل نضجها ورشدها، أما الشعوب الغربية فقد استكملت رشدها منذ زمن بعيد. وأنت تجد أن الغرب يعادي أنظمة حكم متقدمة في ديمقراطيتها ويصر على محاربتها وينتقدها في لون ديمقراطيتها المتقدم، لأنه لم يأتِ صورة طبق الأصل للديمقراطية الغربية القائمة على إنكار حق الله سبحانه، في التدخل في الشئون الاختيارية لعباده، والقيم الأخلاقية الأصيلة العالية، مع ما عليه ذلك النموذج واللون (أي الذي تمارسه حكومات غير مرضي عنها من الغرب) من تفوق يوجه لها الغرب سهام نقده في حين أنه يدعم بقوة نظم حكم من النظم السياسية البالية، لأنها تقبل بتبعيتها له ويرى منها الإخلاص في خدمته”.

وذكر أن “أكثر من ذلك أن ساسة الغرب الذين يرفعون شعار الديمقراطية في مواجهة الأنظمة غير المنسجمة مع مصالحهم ويشنون حربا باسم الدفاع عنها، يضغطون على الشعوب المحكومة لحكومات معادية للديمقراطية من أجل التفاعل مع هذه الحكومات والانخراط في مشاريعها التي تكرس الحالة الدكتاتورية، وذلك حين تكون تلك الحكومات وجودها قائم في مصلحة الغرب، وسياساتها تصب في مصلحة الغرب. نعم قد تسمع منهم كلام مجامل للمعارضة غير جاد وفيه تشجيع تعرف الحكومات المخاطبة به عدم جديته، يدعوها لتطوير الديمقراطية، وتضغط بمثل هذا الكلام أحيانا أخرى على هذه الحكومات وتصعد من نبرته ابتزازا لها ولحملها على إعطاء تنازلات أكبر لحساب المصالح الغربية، وشراء المزيد من الأسلحة تغذية لموازنات الغرب”.

ودعا قاسم إلى “المقارنة بين ديمقراطية الغرب المتلونة تلون الحرباء، والدعوة الكاذبة لما هو ديمقراطية عندهم، وبين الإسلام الواحد لكل أهل الأرض، والذي يرى كل الناس بقيمة إنسانية واحدة، تستحق الإسلام العظيم، وصدق الدعوة الإسلامية التي لا تفرق بين شعب وآخر، وأمة وأخرى، وترى الناس أمة واحدة يجمع الإسلام شتاتها ويضعها على طريق الغاية الواحدة، ويحكمها المنهج العادل الواحد، ولا يقيم حكومته من قومية معينة، ولا من عرق خاص أو لون واحد”.

وفي عنوان آخر، “ثاني مدن الخطايا”، قال قاسم: “المنامة وتعني هنا البحرين، أصبحت من تقوى سياستها وحرص هذه السياسة على الإسلام، وشرف الشعب، وكرامة الوطن، ثاني مدن الخطايا في هذا العالم الواسع بكل ما يملؤه من مفاسد وخطايا وموبقات، نعم البحرين بلد الإيمان والعراقة الإيمانية والسمعة الحميدة والتاريخ النظيف والستر والعفة والاعتزاز بالأعراض، آل مآلها إلى هذا الحال، لأن تكون ثاني مدن الخطايا ليس في المحيط الإقليمي ولا العربي، وإنما في العالم”.

وأضاف “سياسة يضج منها الشعب ويخزى بهذا اللون من نتائجها الوطن، وتفسد به أجيال ويعيب به الآخرون، ويكتب تاريخ مخجل من التاريخ القبيح، ليس لها أن ترفع رأسها ولا تدعي الأمانة ولا تتبجح بإنجاز، ولا تستمر على مكابرة الله ولا تأمن من عقابه، ولا تفاخر أحدا في الأرض إلا واحدا من أصحاب هذه السياسة السوداء المدمرة، وحيث تصح المفاخرة بالقبيح والفساد، وهل تصح هذه المفاخرة؟”.

العدد 4396 - الجمعة 19 سبتمبر 2014م الموافق 25 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 9:18 م

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،جزاك الله خيرا شيخ قاسم وثبت خطاك ،،ف خطبك تصب في صالح الوطن والمواطن ،،نتمنے من خطباء الفاتح ان يتعلموا على يدك ،بدلا من النعيق ومدح طمعا في حفنة من الدنانير والمقاعد الجلديه ،،السلام عليكم .

    • زائر 26 | 9:44 ص

      دام ظلك يا شيخ

      قال النبي (ص) : شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم ، المشاؤون بالنميمة ، والمفرّقون بين الأحبة ، الباغون للبراء العيب ، أولئك لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ، ثمّ تلا (ص):{ هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألّف بين قلوبهم }

    • زائر 24 | 7:52 ص

      الاختلاف

      نحن نحب قيادتنا المتمثله في جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد نؤيدهم وتختلف معهم ونطالب بحقوقنا لأكن لاندعو الشعب للقيام على ولاة الامر ولا للتخريب والحرق والقتل من الطرفين الشعب ورجال الأمن لان الاثنان ثروه البلد لانقول اسحقوا بل نقول حافظو على أولادكم من القتل والضياع والسجون كان أولى تقديم نصيحه لكل الشعب بالاحتجاج بالطرق السلمية بعيد عن العنف والعنف المظاد

    • زائر 28 زائر 24 | 4:44 م

      كلام

      كلام مقنع بس من يسمع

    • زائر 21 | 6:23 ص

      لن يجبرنا كائن من يكون يجبرونكم بعبو.... لمن تصوتون

      .مجبورين وغصبا وعلى ماذا اجتماعات ومؤتمرات وندوات شارك غصبا لا لن اشارك ولازالت كرامتي شامخة مع عمق الألم خل المشاركة لكم ولم...........فاانتم استحببتم ال...........

    • زائر 20 | 4:50 ص

      زائر 17

      فتوى شيخ علي سلمان هي موجودة قبل ميج..........نك

    • زائر 16 | 3:29 ص

      زائر 5

      رغم تجنيسك وتجنيس الغرباء لازال النظام لم يستطيع تغيير التركيبة السكانية لان الاكثرية هم المواطنيين الشيعة لو اراد النظام تغيير التركيبة السكانية فأن الكارثة والطامة قادمة

    • زائر 17 زائر 16 | 3:41 ص

      كلامك صحبح

      كلامك صحيح والدليل فتوة التكاثر للشيخ علي سلمان بعد أن عجز عن مواجهة التجنيس هههه.

    • زائر 14 | 3:25 ص

      زائر 9

      العب غيرها خلك ابعيد لترجع الى بلدك

    • زائر 12 | 3:15 ص

      الأقزام

      تعليقات عابثة بعقلية هامشية .لا يجيدون الحديث سوى السباب و لا يستطيعون التفكير ألا بالأنتقام.نمط بشري اعتاد على خيار الجهل منهاج.ويكون عدوه من ينظر الى عنان السماء و يكتفي بطال عمرك وأكل الفتات.

    • زائر 11 | 3:10 ص

      من ؟؟

      الشعب والحكومة ؟؟ يعني الاخرين طراطير....... ، الشعب في هناك في الدراز ؟؟ ....

    • زائر 9 | 1:48 ص

      خطاب رائع ولكن

      خطبك رائعة يا شيخنا الجليل ولكننا قررنا المشاركة في الإنتخابات. الجمعيات السياسية قد خذلتنا وسقطت عنهم ورقة التوت وبانت سوآتهم.

    • زائر 10 زائر 9 | 3:00 ص

      الا تمهيد

      الخطبة القادمة
      الدخول في الانتخابات وانتخاب ما قمنا بتوزيع اسمائهم واجب شرعي
      قريبا
      القائمة الايمانية

    • زائر 8 | 1:39 ص

      تغير واضح في الخطاب

      خطاب منبر الدراز من ضعف لآخر. فأين التهديد والوعيد الأسبوعي! كله راح فهم بحاجة للمشاركة فى الإنتخابات البرلمانية. فعلا الحكومة قامت أظافركم كليا.

    • زائر 7 | 1:37 ص

      كلامك طيب وواضح

      كلامك واضح وطيب يا شيخ عيسى قاسم ولكن ينفع للنقاش في المستقبل وتحديدا قبل انتخابات 2018. أما الآن فنحن على بركة الله سائرون للمشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة يدا بيد مع قياداتنا المخلصه.

    • زائر 6 | 1:35 ص

      نقول ...

      ضيعتم أنفسكم وضيعتم أرواح الناس من وراء خطابات عقيمة لا تغنى ولا تسمن من جوع، فأنتم مجبرين على دخول الانتخابات ............، فعن ماذا تعلكون فوق المنبر؟ عن أرواح زهقت من رجال أمننا البواسل وأرواح شباب دفعوا للمحرقة؟ خياركم واحد لا ثان ولا ثالث له هو الدخول غصبا في العملية السياسية فأنتم في الخارج فشلتم وفي الداخل.....، فهل أنتم واعون؟

    • زائر 5 | 1:34 ص

      شيخ عيسى قاسم

      الشعب قال كلمته يوم صوت علي الميثاق بأكثر من 98%. اليوم مشاركة جمهوركم في الإنتخابات من عدمه تحصيل حاصل فأنتم جزء صغير جدا جدا من الشعب.

    • زائر 18 زائر 5 | 4:00 ص

      هههههه والدليل

      بأن دوار الؤلؤة لأكثر من 3 سنوات مغلق و محاصر تدري ليش لأن يا اخي لأن شعب البحريني الأصلي يطالب الحكومة بإصلاحات فهمت

    • زائر 25 زائر 5 | 9:08 ص

      كومار

      إلي زائر 5 الله يشافيك الشعب قال كلمته وصوت على الميثاق باكثر من 99%

    • زائر 2 | 12:28 ص

      لن يسعدهم خطابك لكنها الحقيقة المرة التي يعرفونها

      لا يرغبون بتقديم اي تنازل كلامك عين الحقيقة وهي مرة في حلوقهم تراهم كيف يراوغون ولك سيدي بفترة الميثاق وكيف تم الالتفاف على ماتم ذكره في الميثاق وأولها بان مجلس الشورى للاستشارة فقط وهاهو يشرع ويفرمل ونقول زهدنا هذا المجلس وهذا الوضع وسنستمر في السير حتى يحكم الشعب نفسه قد يكون هذا الشيء بعيد المنال حاليا نعم لكنه ليس خافي على رب العباد الظلم الذي وقع علينا وبه نستعين وهو الناصر لعباده المظلومين

    • زائر 1 | 11:19 م

      يرحم والديك

      الله يرحم والديك ...................خنا نعيش متحابين مع اخوانه السنه فالتغيير يجب ان يكون اساسه الحب والموده بين الشعب فلا نريد الاجيال القادمه تعيش في شقاق ازرع المحبه بين المواطنيين وابتعد عن السياسه

    • زائر 23 زائر 1 | 7:42 ص

      متحابين!!

      اذونا وبهدلونا وقطعوا ارزاقنا سبونا كفرونا الخ

اقرأ ايضاً