العدد 4396 - الجمعة 19 سبتمبر 2014م الموافق 25 ذي القعدة 1435هـ

أحلام تتبخر!

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

يحلم المواطن البحريني بالكثير من الأمور، والحلم هو الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله غير أنه إذا ما تذكر الواقع تحولت جميع أحلامه إلى كوابيس لا يمكن التخلص منها.

وهذه الأحلام تزداد لكن نسبة المتحقق منها تتراجع كما هو الحال بالنسبة لمشروعات وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم التي تزداد الحاجة إلى المزيد منها، إلا إن موازنتها تعود دون أن تصرف نتيجة لفشل الوزارتين في تنفيذ المشروعات.

فحلم الوظيفة، تبخر مع اختراعات جديدة لا مثيل لها في العالم معنونة بعناوين براقة غير إنها خاوية من مثل الكفاءة التي لا يعرف أسسها وكيفية تقديرها، و الواضح أنها شعار ولكن وراءها «واو» أي الواسطة وبعد الـ «واو» تأتي أمور أخرى منها الانتماء وبعدها الطائفة وقائمة تطول.

وأصبح الأجنبي يأتي ليتسلم الوظيفة بحجة أنه يمتلك الكفاءة وما أن يصل يبدأ الموظف البحريني بتدريبه وفي الكثير من الحالات يرقى الأجنبي ليصبح مسئولاً على البحريني الذي دربه، وأما في حالة وزارة التربية والتعليم فاحتجاجات الأهالي على عدم فهم أبنائهم لمدرسين عرب، أو لأخبار عن نقص في المعلمين والمعلمات مع وجود مئات العاطلين البحرينيين الجامعيين المؤهلين كل ذلك يعطيك صورة عن أحلام البحرينيين التي تتبخر لتصبح كوابيس.

والحلم الآخر الذي يخطط له سنوات ويعمل من أجله، هو البعثة التي تم وضع اختراعات جديدة من أجل منع الكثير من المتفوقين الوصول إلى ما يريدونه من تخصصات، فتم وضع مقابلة تحدد ما إذا كان المتفوق الذي بذل جهوده لمدة 12 سنة وتفوق يصلح لهذا التخصص أو ذاك، والمعيار هو المزاجية وتضييع البوصلة لإبعاد من يراد إبعاده عن الرغبة التي يريدها ليتحول حلم الطفولة لكابوس جراء مقابلة مدتها دقائق.

أما الحلم الثالث، فهو البيت أو المنزل أو «الفيلا»، ففي الشق الأول منه تحولت أحلام آلاف البحرينيين إلى كوابيس جراء إلغاء مشروع البيوت الآيلة للسقوط باختراع تحويلها إلى قروض، مما أنهى أحلام تلك العوائل وأبنائها في سكن لائق بدلاً من بيوت تكاد تسقط على رؤوسهم ولا تصلح لسكن الآدميين في الكثير من الأحيان.

والشق الثاني، هو بيت الإسكان الذي ينتظره الإنسان سنوات وسنوات وسنوات، وقد يحصل عليه وقد لا يحصل عليه، وإن حصل عليه فليس أمامه سوى كتابة الوصية بشأنه لأنه لم يحصل عليه إلا وهو في سن كبير وأبناؤه أصبحوا بحاجة إلى منازل للزواج، بينما تتغاضى وزارة الإسكان عن الاتهامات لها من قبل المواطنين بأنها توزع الكثير من المشروعات أو أجزاء كبيرة منها على «البحرينيين الجدد».

وهذا الحلم الكابوس الذي شاهد الجميع كيف أن الحاج إبراهيم انتقل إلى جوار ربه وهو يحاول إنهاء إجراءات تسلم منزله الذي انتظره 20 سنة، كابوس جاثم على قلوب البحرينيين دون أن يعرف له نهاية.

وانتظر البحرينيون تحقق الأحلام، فكان الحلم في مجلس نواب يمثلهم فإذا به مجلس لا يمتلك إرادة أن يستجوب وزير فأضحى الوزراء يصفونها بأبشع الصفات دون أن يحرك ساكناً.

وحلم جديد بدأ بُعيد الأزمة في العام 2011 وهو «التوافق» ومرت الأيام وتمر وحلم التوافق لم يتوافق على أسسه ليكون الحلم المتبخر كما هي الكثير من أحلام البحرينيين.

وهناك الكثير من الأحلام المتبخرة التي لا يتسع المجال لذكرها.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4396 - الجمعة 19 سبتمبر 2014م الموافق 25 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:50 ص

      سياسة مقصوده

      كل هذه الأمور تحدث بموافقة الحكومة يعني أصل الفساد هي ....... لهذا يجب ونناشد جلالة الملك بحل الحكومة وسوف نرى الخير والبركة من مسئولين غير طائفين ............. ...فشكرا للوزيرين الشريفين الدكتور السيد محسن العلوي والوزير البحارنه .. حيث همهم استقرار بلدهم وتحقيق طموح بلدهم والعمل ع الوحدة بين الحاكم وشعبه...

اقرأ ايضاً