العدد 4404 - السبت 27 سبتمبر 2014م الموافق 03 ذي الحجة 1435هـ

لماذا لم تتواصل شعوبنا في الاختراعات مع العالم؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ان عالمنا الواسع والكبير يقدم الاختراعات العظيمة في دروب البشرية كل يوم ودون مقابل، فالمخترعون العظام حينما يسعون لعملٍ ما، لا يفكرون بالقيمة المادية الحقيقية من وراء اختراعهم، فهم يُبدعون من اجل انقاذ الانسانية، وللحد من البؤس، ولاضافة الرفاهية والمُتعة لتطوير الحياة.
ويبدأ العمل الدؤوب للفكرة والتواصل معها لأَشُهرٍ وربما لسنواتٍ، فمكتشف الكهرباء توماس اديسون، كان وراء كل الاختراعات العملاقة رغم انه قام باختراعٍ واحد، ولم يتصور انه ستؤدي لكل الاختراعات اللاحقة، بدأ من الانارة والطاقة البديلة للفحم، من الراديو والمسجل والتلفزيون والتليفون والغسالة والهوڤر وحتى الكمبيوتر والانترنت، والمصانع العملاقة والآلات الحربية الكاسحة، الخ. ما كانت هذه كلها لتُكتشف دون وجود الكهرباء.
اما اختراع الدولاب البسيط فقد ادى لاختراع السيارات والطائرات العملاقة، الخ. وان اكتشاف الاعشاب البسيطة العلاجية واللقاح للحماية من الامراض، كان وراء اختراع الادوية العملاقة لعلاج الامراض الخطيرة.
ان هذه المجتمعات الغربية بدأت بداياتٍ بسيطة للاختراعات! والتي كان العرب قد بدأوا أساسياتها من علمائنا العِظام، ولكن الفرق بيننا وبينهم هو الفترات الزمنية والتي توقف نشاطنا ووعينا عنها ولاسباب يطول شرحها وقد يكون الاهمال احدها، واعطاها الغربيون كل الاهتمام والرعاية والتعليم، فتوالت الاختراعات والابداعات وتطورت مجتمعاتهم وازدادت ثرواتها علماً ورفاهية، في الوقت الذي تراجعت فيه مجتمعاتنا الى اسفل الحضيض وبتنا مُتسلقين نرجوهم لأخذ المعلومة، والعلوم!
وان أسفي الشديد لاجيالنا اللاحقة في مجتمعاتنا لعدم تمسكها بقيمة الوقت والجهد للعمل الدؤوب وللاختراعات، وان تكون جزءا لا يتجزأ من مسئولياتنا الانسانية في العطاء والعمل.
واما اختراعاتنا فاقتصرت على النوع الاستهلاكي في البذخ اليومي لحرق الاموال وصرفها في التوافه من شئون الحياة! من الشراهة في كميات الاكل واختراع آخر صيحات الاعراس واعياد الميلاد الفارهة، وآخر “ديزاين” للحلويات والمأكولات، وممارسة الكبار الالعاب الالكترونية بجنون! واقتناء آخر صيحات السيارات والاسفار والمكياجات والموضة ولقص الشعر والتزاماته، ومتابعة مباريات الكرة الغربية، والتي تأسر عقولهم، وكأنهم هم مخترعوها، رغم فشلهم في المساهمة في اصغر بطولاتها أو تقليد اسوأ ما عند الغرب وليس في جهوده الجبارة والمنتجة! هكذا نُفكر وهذه حالنا، التبذير والاستهلاك!
واتساءل احياناً هل تفكر هذه الاجيال للعطاء للبشرية ومستقبلها ام انها لا تُبالي ومنغمسة في المُتعة والخمول؟! قد نرمي اللوم على المدارس والجامعات التي لم توفر لابنائنا وسائل للابداع والعناية وحثهم على البحث من المجتهدين والموهوبين وتوفير ما يحتاجونه من مواد اولية للتنفيذ، ما اصابهم بالاحباط واللامبالاة، والهجرة للميسورين الى بلادٍ اكثر تقديراً وتقدماً.
ام ان حكوماتنا ودولنا مشغولة عن كل هذا وذاك؟ رغم الثورات النفطية والربيعية والاموال الهائلة التي حظينا بها ولكننا اضعناها للاسف، بالاهمال والاستهلاك والتبذير، والضياع، للغباء السياسي! والغدر الغربي وجواسيسه ودسائسه بعمل المؤامرات لنا، والتفرقة والسماح بتفتيت ديارنا عسكرياً واستغلال اموالنا لشراء الاسلحة والذخائر، لتشغيل مصانعه ونهب ثرواتنا المؤقتة وللابد، اضافة لاهدار الثروة المتبقية للأغراب الجدد واخذ اماكن المواطنين! ما يُقلل الفُرص لمزاحمتهم في اكل العيش والسكن، وقتل التحصيل العلمي والابداع لشعوبنا! فهل هذه الاسباب كافية لنُطلق عليها أممٌ مؤقتة! هذا النوع من الاستهلاك، قاتلٌ للشعوب! وكان الله لنا في العون.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4404 - السبت 27 سبتمبر 2014م الموافق 03 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:45 ص

      يجب الاحتراس

      يجب الاحتراس من هذه الظواهر المؤلمه لانه تُدمر الذات وتؤذي النفوس والفشل والتخلف حليفٌ لكل هذه الشعوب المسكينه والواقعه مابين المطرقة والسندان

    • زائر 4 | 8:01 ص

      يجب الاحتراس

      يجب الاحتراس من هذه الظواهر المؤلمه لانه تُدمر الذات وتؤذي النفوس والفشل والتخلف حليفٌ لكل هذه الشعوب المسكينه والواقعه مابين المطرقة والسندان

    • زائر 3 | 7:33 ص

      حالهم التبذير والاستهلاك

      خلي عقلك براسك تعرف خلاصك

    • زائر 2 | 12:49 ص

      في الصميم

      مقال في الصميم ورائع ولكت ماهو الحل ام اننا فعلاً اممٌ مؤته كما تقولين او نحتاج لجهودٍ جبارة للقيام والنهوض او رئيسٍ حالم لاعادة وضعناروترتيب اولوياتنا لاعادتنا على خريطة العالم

اقرأ ايضاً