العدد 4406 - الإثنين 29 سبتمبر 2014م الموافق 05 ذي الحجة 1435هـ

أشرف غني يؤدي اليمين الدستورية رئيساً لأفغانستان ويدعو لمحادثات سلام مع «طالبان»

أدى أشرف غني الأكاديمي الذي أقام لفترة في الولايات المتحدة، أمس الإثنين (29 سبتمبر / أيلول 2014) اليمين الدستورية رئيساً جديداً لأفغانستان فيما يستعد الحلف الأطلسي لإنهاء حرب استمرت 13 عاماً في هذا البلد لكن بدون التمكن من القضاء على تمرد حركة «طالبان».

ودعا الرئيس الأفغاني الجديد إلى إجراء محادثات سلام مع متمردي «طالبان» الذين تبنوا هجوماً انتحارياً أوقع أربعة قتلى بالقرب من المطار.

وصرح غني بعيد تأديته اليمين الدستورية ليتولى الرئاسة بعد حامد قرضاي «نطلب من المعارضة وتحديداً من «طالبان» والحزب الإسلامي بدء محادثات سياسية».

وكان قرضاي دعا مرات عدة المتمردين الإسلاميين إلى محادثات سلام من أجل إحلال الاستقرار في البلاد قبل انسحاب قوات الحلف الأطلسي بحلول نهاية العام.

إلا أن المتمردين كانوا يرفضون في كل مرة إجراء محادثات مباشرة مع قرضاي الذي يتهمونه بأنه «دمية» بأيدي واشنطن بينما أشاروا في الآونة إلى غني على أنه «موظف» لدى الأميركيين.

وأعلن المتحدث باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد أن «انتحارياً فجر نفسه بالقرب من مطار كابول مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين بجروح»، معلناً مسئولية الحركة عن الهجوم الجديد.

ويلي غني (65 عاماً) حامد قرضاي الرئيس الوحيد للبلاد منذ إطاحة نظام «طالبان» في أواخر 2001، مما يشكل أول عملية نقل للسلطة من رئيس منتخب لآخر في تاريخ البلاد.

وقال قرضاي خلال حفل التنصيب «اليوم وبعد 13عاماً على رأس الحكومة، أنا فخور بنقل السلطة إلى رئيس جديد».

من جهته قال غني خلال أداء اليمين «أعاهد الله بأنني سألتزم وأؤيد الإسلام الحنيف. سأحترم الدستور والقوانين وسأطبقها». وأضاف «سأدافع عن استقلال وسيادة أفغانستان وسأحمي حقوق ومصلحة البلاد وشعب أفغانستان».

وأدى عبد الله عبد الله أيضاً اليمين الدستورية أمس رئيساً للجهاز التنفيذي وهو منصب يوازي رئيس حكومة في هيكلية جديدة تختلف تماماً عن رئاسة قرضاي الذي جمع كل السلطات.

وهذا الانتقال الديمقراطي للسلطة ينهي رسمياً ثلاثة أشهر من أزمة سياسية بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أضعفت البلاد بشكل إضافي.

وكان كل من أشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله أعلنا فوزهما في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 يونيو/ حزيران وشهدت عمليات تزوير كبرى.

وتتركز غالبية المؤيدين لغني في أوساط اتنية الباشتون في الجنوب في حين يستند عبدالله إلى تأييد اتنية الطاجيك في الشمال ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية وانقسام البلاد كأمر واقع.

لكن الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والأمم المتحدة ادت إلى اتفاق الطرفين على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعلان غني فائزاً في الانتخابات لأكثر من نسبة 55 في المئة من الأصوات في ختام عملية فرز لا سابق لها شملت ثمانية ملايين ورقة اقتراع.

وشارك جون بوديستا وهو مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في حفل التنصيب مترئساً وفداً أميركياً ضم عشرة أشخاص كما حضر أيضاً رئيس باكستان منون حسين ونائب الرئيس الهندي حامد أنصاري.

وهناك دول كثيرة تمثلت على مستوى السفراء كما هي حال بريطانيا وفرنسا، في حين أوفدت بكين وزير الموارد البشرية يين ويمين لتمثيلها.

وقد انفجرت عبوة ناسفة صغيرة مثبتة على عربة في شرق كابول في وقت مبكر من صباح أمس مما أدى إلى إصابة شرطي بجروح بينما فرضت إجراءات أمنية مشددة على العاصمة تحسبا لأي هجمات.

وعشية حفل التنصيب، انفجرت قنبلة صغيرة أخرى مخبأة داخل عربة عسكرية خارج مجمع القصر الرئاسي مما أدى إلى إصابة السائق بجروح.

وقال قرضاي مساء الأحد في خطاب وداعي مؤثر «لقد بذلنا جهوداً كثيرة للتوصل إلى سلام دائم غير أن آمالنا، وللأسف، لم تتحقق بالكامل، ولكن علي أن أقول إن السلام آتٍ حتماً». وتابع قرضاي في خطابه إلى الأمة «سأسلم مسئوليات الحكومة إلى الرئيس المنتخب وسأبدأ حياتي الجديدة كمواطن أفغاني»، مضيفاً «سأدعم بالكامل الرئيس الجديد والحكومة والدستور وسأكون في خدمتهم».

ولدواعٍ أمنية تم إبقاء برنامج احتفالات التنصيب سرياً، كما لم يرشح الكثير عن قائمة المدعوين التي لم تكتمل إلا قبل أسبوع.

العدد 4406 - الإثنين 29 سبتمبر 2014م الموافق 05 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً