العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ

مهرجان الصواري المسرحي للشباب "بين السعداوي وتشيخوف.. الدنيا دوارة"

جمهور الصواري يقف حداداً لروح عبدالله خليفة

المنامة - مسرح الصواري 

تحديث: 12 مايو 2017

وقف جمهور مهرجان الصواري العاشر للشباب وقفة حداد تأبيناً لروح الفقيد المفكر والأديب والكاتب الصحفي عبدالله خليفة الذي وافته المنية صباح أمس الثلثاء (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) بعد صراع مع المرض.

وتواصلت عروض مهرجان الصواري المسرحي العاشر الذي تقام يومياً في الصالة الثقافية حتى 29 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014 وسط حضور جماهيري منقطع النظير، وحملت الأعمال التي قدمها المهرجان جرأة كبيرة في التحيز لحقوق الإنسان والدفاع عن العدالة الاجتماعية والمساواة ومقت سياسة التنميط التي ينتهجها النظام العالمي الجديد.

هذا الطرح تقاطع إلى حد كبير في عملين مسرحيين  الأول هو (هبوط الملاك) للمؤلف عبدالله السعداوي والمخرج ياسر القرمزي ، والثاني هو (الرجل الذي تحول إلى تشيخوف) للمؤلف طلال نصر الدين والمخرج عيسى الصنديد.

جاء عرض(هبوط الملاك) ليشكل  تسلسلاً مترابطاً لفلسفة السعداوي النقدية للإنسانية، وكيف تحول السياسية البشر إلى بيادق في حربها الأنانية للسيطرة.

وظف المخرج ياسر القرمزي في مسرحية (هبوط الملاك) شخصية حكواتية تروي الحكاية، والشخصية تتمثل في  غانية مشهورة في البلدة اختبرت الكثير من التجارب وعرفت الكثير من الرجال، لتروي عن نزول الملاكين من السماء إلى الأرض، والصراع الذي دار بينهما حول قبول ورفض نمط الحياة الإنسانية كشخصيتين مختلفتين. وتستعرض المسرحية كيف يسقط الملاك في النهاية في شرك الإنسانية لينساق إلى نزعات الأنانية وحب التملك، للحد الذي يجرده من طهرانيته.

وقال المخرج ياسر القرمزي الذي فازت مسرحيته (النافذة) في النسخة التاسعة من المهرجان بجائزتي أفضل عرض، وأفضل إخراج، أجد أن نصوص السعداوي محملة بقضايا الإنسان وتأثيرات السياسات المختلفة على مسيرته،  في إطار فلسفي ذو دلالات عميقة يبتعد عن المباشرة والسطحية وهو  ما يستهويني في نصوص السعداوي لإيماني أن الفن لا ينفصل عن السياسة، كما ان هذا النص يحتوي على قدر من الفنتازيا التي جذبتني.

الرجل الذي تحول الى تشيخوف

يعود المخرج عيسى الصنديد إلى الإخراج في تجربته الثانية بعد أن لفت الأنظار إليه في مهرجان الصواري التاسع، هذه المرة يختار الصنديد نص ( الرجل الذي تحول إلى تشيخوف) للمؤلف طلال نصر الدين.

تتناول المسرحية قصة رجل وصل حد الهوس بأعمال تشيخوف حتى بدا مقتنعاً بأنه تشيخوف نفسه.

قدم العرض الذي شهد تفاعلاً جماهيرياً رائعاً، باقة من الجماليات السينوغرافيه إذ تدلى من سقف المسرح قصاصات ورقية عكس عليها جهاز  البروجيكتر صوراً لتشيخوف ومقالات، و قصاصات من أعماله المسرحية والأدبية.

الرجل الذي تحول الى تشيخوف استغل حالة الهستيرية التي يعاني منها بطل المسرحية لتقدم نقداً لاذعاً لحال المواطن العربي الذي يعاني من تصاعد الطابع البوليسي في المجتمعات العربية، وسعي الأنظمة إلى تنميط الشعوب، وسحق الفقراء.

واقتبست المسرحية نصوصاً من أعمال  تشيخوف لتعزيز رؤيتها، حيث عرف عن تشيخوف  ان جميع أعماله تشكل احتجاجا على أوضاع المجتمع وسياسة السلطة. كما انها تكشف تألمه من الوضع البائس للطبقات الفقيرة وإذلال الإنسان وسلبه ابسط حقوقه. وقد دفع تشيخوف  تعاطفه مع أبناء جلدته إلى السفر في رحلة طويلة عبر سيبيريا ليروي ما شاهده من أحوال المنفيين والسجناء، اي الناس المنسيين في جزيرة ساخالين لجذب اهتمام المجتمع والسلطات بهم.

الدنيا دوارة

كما شهدت ليالي مهرجان الصواري المسرحي للشباب مشاركة فرقة مركز شباب الشاخورة التي قدمت كعادتها عملاً كوميدياً اجتماعياً تحدث بلغة بسيطة قريبة إلى عامة الجماهير عن الأوضاع الاجتماعية  بما تحمله من أبعاد اقتصادية وسياسية يعاني منها الإنسان البحريني عبر عرض (الدنيا دوارة)

المسرحية كوميدية هادفة من تأليف الأستاذ إبراهيم بحر ومن إخراج المجموعة. مرت المسرحية بعدة محطات فنية ناقشت المشاكل الإجتماعية التي يواجها المواطنون، وذلك عبر طرح موضوع مشاكل الزوج والزوجة وكيفية التصرف لحلها، والعيوب في المؤسسات الطبية من حيث تقديم العلاج والمعاملة. بالإضافة إلى هم العائلة المتواصل لزيادة مدخولها وتقوم بمعالجة الموضوع عبر توكيل المهمة للإبن لعمل مشروع تجاري ولكن يقوم الابن باستغلال الأموال لمصالحه الشخصية. كما تطرقت المسرحية أيضا لكيفية تعاطي الإعلام مع بعض الأحداث الحساسة في المجتمع و نقلها بصورة سطحية بعيدا ً عن الموضوعية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً