العدد 4430 - الخميس 23 أكتوبر 2014م الموافق 29 ذي الحجة 1435هـ

الضربات الجوية الاميركية توقف تقدم الجهاديين نحو عين العرب السورية

اعلن مسئولون اميركيون انه تم وقف تقدم جهاديي "داعش" للسيطرة على مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) مرجحين ان يتمكن المقاتلون الاكراد من الصمود لفترة غير محددة بدعم من الضربات الجوية الاميركية.

واعلن الجيش الاميركي الخميس ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا حوالي 6600 طلعة جوية ضد تنظيم "داعش" والقوا اكثر من 1700 قنبلة.

وياتي ذلك فيما قتل اكثر من 500 جهادي خلال شهر منذ توسيع نطاق الحملات الجوية بقيادة الولايات المتحدة من العراق لتشمل سوريا في محاولة لوقف تقدم جهاديي تنظيم "داعش".

واثار الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي تبقى موضع نقاش في واشنطن حيث يؤكد البيت الابيض انها الحقت خسائر بالجهاديين فيما يشير منتقدو الضربات إلى ان تنظيم "داعش" حقق مكاسب على الارض رغم الغارات.

وفي واشنطن اقر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بنتائج "متفاوتة" للضربات قائلا "نعتقد ان استراتيجيتنا تحقق نجاحا".

وتنظيم "داعش" الذي اعلن "الخلافة" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، يعتبر اثرى "مجموعة ارهابية" في العالم حيث يكسب حوالي مليون دولار يوميا من مبيعات النفط في السوق السوداء.

ويبدو ان الاكراد في كوباني تمكنوا من صد هجمات الاسلاميين وصمدوا لاكثر من شهر فيما تلقوا وعودا بتعزيزات من اكراد العراق والقاء الولايات المتحدة اسلحة من الجو.

وقال مسئول في وزارة الدفاع الاميركية رفض كشف هويته ان خطوط القتال بين "داعش" والقوات الكردية لم تتغير منذ اسبوع، مضيفا "اعتقد ان الاكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود".

واورد مسئول آخر في القيادة الاميركية الوسطى المكلفة المنطقة "اذا شاهدتهم ماذا حصل منذ اسبوع ونصف، فان خط الجبهة في كوباني لم يتحرك تقريبا"، متحدثا عن "حرب شوارع" على الارض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت الى اخر.

ولمدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا اهمية رمزية لمقاتلي "داعش" وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسئولين الاميركيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم الجهاديين.

وقتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي التي بدات قبل شهر في هذا البلد والتي تشمل منذ ايام مواقع في مدينة كوباني حيث احرز الجهاديون الخميس تقدما.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم "داعش" احرز الخميس تقدما بعد اشتباكات طويلة بدات الاربعاء في شمال المدينة وفي وسطها، وذلك للمرة الاولى منذ ايام.

كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقا للمرصد ايضا.

ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.

وقال رئيس البرلمان في الاقليم يوسف محمد صادق الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل ان البرلمان "قرر إرسال قوات إلى كوباني للدفاع عنها".

وتأتي هذه الموافقة اثر قرار تركيا بقبول انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها إلى مدينة كوباني، رغم رفضها انتقال اكراد اتراك من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الى مدينة عين العرب للقتال فيها.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "553 شخصا هم 464 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية و57 عنصرا من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و32 مدنيا قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سوريا منذ شهر".

واضاف ان "الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين".

لكن المسؤولين الاميركيين عرضوا صورة اكثر تشاؤما بخصوص العراق قائلين ان الجيش العراقي لا يزال غير قادر على شن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الجهاديون وهو يعيد رص صفوفه بعد سلسلة نكسات سجلها هذه السنة.

وقال مسؤول عسكري اميركي للصحافيين ان القوات العراقية قادرة حاليا على شن هجمات محدودة على تنظيم "داعش" لكنها بحاجة الى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية اوسع نطاقا حتى بدعم جوي من التحالف الدولي.

واضاف المسئول "لا يزالوا غير قادرين على القيام بذلك (شن هجوم مضاد) قبل اشهر".

واضاف "هذا الامر ليس وشيكا".

من جانب اخر، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الكويت ستستضيف الاسبوع المقبل مؤتمرا يبحث سبل الحد من الحملات الهادفة الى تجنيد الجهاديين في العراق وسوريا وخصوصا عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت المتحدثة بإسم الخارجية جنيفر بساكي ان "هذا المؤتمر سيكون فرصة لتبادل الافكار في شكل معمق بهدف تعزيز التعاون بين الشركاء في التحالف" الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف.

وسيجمع المؤتمر مندوبين من البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والاردن ولبنان وعمان وقطر والسعودية والامارات العربية المتحدة. وسيمثل الولايات المتحدة مساعد وزير الخارجية للشؤون العامة ريك ستنغل ومنسق التحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن.

واضافت بساكي ان "جميع الدول التي ستحضر ستطالب بتحرك اكبر. البعض سبق ان اتخذ تدابير. ان مفتين تحدثوا في العديد من هذه الدول وهناك حكومات تحركت".

ويزداد قلق الحكومات الغربية من عدد الشبان في اوروبا واميركا الشمالية الذين جندوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوجهوا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف مقاتلي "داعش".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:29 ص

      كاذبة

      أمريكا كاذبة وهي تدعم داعش ولا تزال .

    • زائر 1 | 6:47 ص

      الرصاصي لوني الفضل

      والله اذا كانوا جهاديين حقا فكل المسلمين معهم ولكنهم للاسف ليسوا كذلك وهم مستفيدون جدا من الاعلام المضلل الذي يسميهم بالجهاديين

اقرأ ايضاً