العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ

متحف الشارقة يستعرض التجارة البحرينية بين الألف الثانية ق.م والقرن 3 الميلادي

الشارقة - إدارة متاحف الشارقة 

تحديث: 12 مايو 2017

في إطار علاقات التعاون المشترك بين متحف الشارقة للآثار ومتحف البحرين الوطني، وضمن فعاليّات "الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية" و "المنامة عاصمة السياحة الآسيوية" تقيم إدارة متاحف الشارقة معرض "البحرين القديمة: نفوذ التجارة" الذي يتضمن استعراض روائع مقتنيات متحف البحرين الوطني للفترة المحصورة بين "الألف الثانية  ق.م والقرن 3م"، وذلك في قاعة المعارض المؤقتة بمتحف الشارقة للآثار خلال الفترة من 29 من أكتوبر الحالي ولغاية 29 من مارس المقبل 2015.

وتأتي إقامة هذا المعرض المهم ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة البحرينية وإدارة متاحف الشارقة لتعزيز التبادل والحوار الثقافي، وتوفير فرصة لمرتادي المعرض للوقوف على روائع المقتنيات البحرينية التي تستضيفها الشارقة في دولة إلإمارات،  إضافة الى الحصول على صور عميقة وحصريّةً لآثار البحرين وثقافتها الغنيّة العريقة بشكل مقرب.

و بهذه المناسبة قالت معالي وزيرة الثقافة البحرينية، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة "إن الحاضر الذي نصنعه معًا، ليس سوى امتدادٍ لإرث تاريخي وإنساني مشترك، والإنسان الذي جعل من ساحله مرفأ للحضارات وميناءً يلوح بالحب للعابرين والأصدقاء، لايزال على امتداد ساحل الخليج العربي يستوقف الفن والثقافة والتجارة والحضارة، ويأتي معرض "البحرين القديمة ...نفوذ التجارة"، الذي تنظمه إدارة متاحف الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة في مملكة البحرين، إضاءة على المكانة الحضارية والتجارية والسياسية للبحرين تاريخيًا، وتأكيدا على أن تاريخ البحرين القديمة هو إرثٌ حضاريٌ خليجيٌ مشتركٌ يسعدنا أن نقدّمه هنا في الشارقة، التي نهنئها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014".

من جانبها قالت منال عطايا مدير إدارة متاحف الشارقة:"هناك الكثير مما يجمع الإمارات العربية المتحدة والبحرين على مدار تاريخهما الطويل، خصوصاً وأن كلا البلدين مثلا ملتقى خطوط التجارة في العالم القديم وفي عصرنا الحديث أيضاً. ويأتي هذا المعرض اليوم احتفاءً بهذا التاريخ الذي يجمع بين الشعبين والدولتين، ويمثل فرصة نادرة لسكان الإمارات للتعرف عن قرب على حضارة دلمون، خصوصاً وأنها لعبت دوراً في تشكيل المزيج الثقافي والحضاري الذي تمثله البحرين اليوم. ونحن ندعو جميع المهتمين في الإمارات إلى زيارة هذا المعرض المتميز، والتعرف على التاريخ التجاري والحضاري لمنطقة الخليج العربي".

ويقام هذا المعرض المتميز إحتفاءً بتتويج المنامة عاصمة للسياحة الآسيوية والشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام وعاصمة السياحة العربية لعام 2015، وتعبيراً عن التعاون المثمر المشترك مع وزارة الثقافة البحرينية، حيث سيسلط الضوء على دور مدينة دلمون المحوري الذي لعبته في حركة التجارة الدولية بفضل مزاياها الطبيعيّة وموقعها الاستراتيجيّ، وما كونت من ثروةً ضخمة نتيجةً لذلك، وذلك ما ساهم في إغناء الموروث الثقافي المتميز للبحرين، ونتوقع للمعرض نجاحاً في ضوء ما يمتاز به من معروضات قيمة وثمينة.

وتوزعت مقتنيات المعرض على 4 أقسام رئيسة هي دلمون وتايلوس قرونٌ من التجارة والازدهار، ودلمون مستودع الخليج في العصرَين البرونزي والحديدي "2000-500 ق. م"، وتايلوس، ملتقى طرق التجارة الدوليّة "200ق.م.-300 م"، وما وراء تأثيرات التجارة: ثقافة محلية فريدة، كما سيستعرض المعرض أهميّة دلمون وتايلوس ومكانتها كسوقٍ نابضة حيوية تقع على طرق التجارة البحريّة القديمة التي كانت تربط الشرق الأدنى بشبه القارة الهنديّة.

وتتضمن مقتنيات المعرض المذكور ما يقرب من  150 قطعةٍ أثريّةٍ  منتقاة من مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف البحرين الوطني مثل: الأختام المصنوعة من الحجر الناعم ، والقطع الفخاريّة والزجاجيّة والعاجيّة والأواني المرمريّة، بالإضافة إلى القطع الذهبيّة والشواهد الحجريّة المتميّزة التي تدل على حركة التجارة النشطة للمنطقة في الفترة المذكورة، وترسم ملامح قرونٍ طويلةٍ من ازدهار وغنى التجارة البحرية على جزر البحرين، موطن حضارة دلمون ومركزها السياسيّ منذ عام 2050 ق.م.

في الإطار ذاته يوفر المعرض فرصة للزائرين والمهتمين والباحثين لدراسة السياق الاجتماعيّ والثقافيّ للبحرين القديمة، فقد كان لحجم الأنشطة التجاريّة على الجزيرة، وسهولة الوصول إليها، والاحتكاك والتفاعل مع مختلف الأسواق والثقافات، آثار اجتماعيةٌ وثقافيةٌ. وعلى الرغم من وجود بعض الأدلّة على تأثر الثقافة المحلية بذلك، إلا أن السجلّات الأثريّة تشير إلى صلابة الثقافة المحليّة للجزيرة وصمودها في وجه تلك العوامل، بل وتكيفها معها بما يتناسب مع طبيعة الجزيرة و موروثها الثقافي العريق .. وهذا ماسيحرص المعرض على تصويره أمام الجمهور من خلال المقتنيات النادرة المعروضة طيلة فترة إقامة المعرض.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً