العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ

تونس تشهد اليوم انتخابات رئاسية تاريخية وسط مخاوف من عودة «الحرس القديم»

جنود الحرس التونسي يراقبون عمالاً ينقلون صناديق الاقتراع من شاحنة عسكرية - AFP
جنود الحرس التونسي يراقبون عمالاً ينقلون صناديق الاقتراع من شاحنة عسكرية - AFP

تشهد تونس اليوم الأحد (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) أول انتخابات رئاسية تعددية منذ ثورة 2011، في اقتراع يرجح فوز الباجي قائد السبسي (87 عاماً) فيها بعد فوز حزبه نداء تونس في الانتخابات التشريعية في مواجهة الإسلاميين.

ويسمح هذا الاقتراع باستكمال عملية إقامة مؤسسات راسخة في تونس بعد نحو أربعة أعوام من الثورة وعامين من التأخير. وتعتبر تونس استثناء في المنطقة حيث تغرق بلدان شهدت احتجاجات في الفوضى والعنف.

ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحاً بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ووزراء من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واليساري البارز حمة همامي ورجل الأعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو، المرأة الوحيدة المترشحة إلى الانتخابات.

وقد تخلى خمسة منهم عن السباق خلال الحملة لكن أسماءهم لاتزال مدرجة على بطاقات الاقتراع.

ولم يقدم حزب «النهضة الذي حكم من نهاية 2011 إلى بداية 2014 وحل ثانياً في الانتخابات التشريعية بحصوله على 86 مقعدا من أصل 217 في البرلمان أي مرشح مؤكداً أنه يترك حرية الخيار لاتباعه لانتخاب رئيس «يشكل ضمانة للديمقراطية».

وللمرة الأولى، سيكون باستطاعة التونسيين التصويت بحرية لاختيار رئيس الدولة.

ومنذ استقلالها عن فرنسا العام 1956 وحتى الثورة، عرفت تونس رئيسين فقط هما الحبيب بورقيبة «أبو الاستقلال» الذي خلعه رئيس وزرائه زين العابدين بن علي في نوفمبر 1987. وبن علي حكم البلاد حتى 14 يناير 2011 تاريخ هروبه إلى السعودية في أعقاب ثورة عارمة طالبت برحيله.

وبينت استطلاعات للرأي أجريت في وقت سابق أن الباجي قائد السبسي هو الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية، على الرغم من تقدمه في السن. وقد ركز حملته الانتخابية على «إعادة هيبة الدولة».

ولقي هذا الخطاب صدى لدى تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011.

ويقول أنصار قائد السبسي إنه الوحيد الذي تمكن من الوقوف بوجه الإسلاميين لكن خصومه يتهمونه بالسعي إلى إعادة إنتاج النظام السابق سيما وأن حزبه يضم منتمين سابقين لحزب «التجمع» الحاكم في عهد بن علي.

وسيسهل فوز قائد السبسي مهمة حزبه في تشكيل حكومة ائتلاف إذ إن فوز «نداء تونس» في الاقتراع لا يكفيه لتشكيل غالبية.

من جهته، لم يتوقف المرزوقي خلال حملته عن طرح نفسه كسد منيع ضد عودة «السابقين»، مناشداً التونسيين منحه أصواتهم لمواجهة «التهديدات» المحدقة، حسب رأيه، بالحريات التي حصلوا عليها بعد الثورة.

وكان السبسي تقلد مسئوليات في نظامي بورقيبة وبن علي. لكن المحللين يرون أن هذه النظرة لمرشح الثورة ضد النظام السابق تعود الى الخطاب السياسي أكثر من الواقع.

وقال المحلل المستقل سليم خراط إن «حزب نداء تونس ورئيسه الباجي قائد السبسي يشكلان في وقت واحد شكلاً من أشكال الاستمرارية بما أنهما يقولان إنهما من المدرسة الدستورية (عهد بورقيبة) وشكلا من أشكال القطيعة بما أنهما تبنيا مبادئ الثورة».

وأضاف «نحن في مرحلة حساسة جداً من البناء الديمقراطي ولدينا شكل من التعددية اليوم على الساحة السياسية التونسية لن يسمح لهذا الحزب باحتلال أو احتكار كل الساحة السياسية».

وأخيراً تتحسب السلطات لأي هجمات لجهاديين خلال الاقتراع. لذلك لن يفتح خمسون من مراكز الاقتراع سوى خمس ساعات بدلاً من عشر ساعات الأحد في مناطق قريبة من الجزائر حيث تنشط الجماعات المسلحة.

العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً