العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ

"الثقافة": الإعلان عن مشاركة البحرين في إكسبو ميلانو 2015

بعراقة التراث الثقافي لمملكة البحرين الممتد لآلاف السنين، انعقد ظهر اليوم الخميس (18 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، المؤتمر الصحفي للإعلان عن مشاركة مملكة البحرين في إكسبو ميلانو 2015 وذلك في متحف البحرين الوطني، بحضور الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة و السفير الإيطالي في البحرين البيرتو فيكي ، وعدد كبير من رجال الأعمال والبنوك والإعلاميين، حيث أعلنت الثقافة من خلال المؤتمر عن تفاصيل الجناح الوطني للبحرين في إكسبو ميلانو 2015، الذي يعكس التراث الثقافي الزراعي للمملكة، والذي تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في عمق التاريخ.

وتشارك مملكة البحرين في "إكسبو ميلانو" 2015 بجناح وطني تم بناؤه خصيصاً لهذا الحدث يحمل عنوان "آثار خضراء"، تهدف فكرته إلى الترويج للثقافة والتراث الزراعي الفريد التي تتميز بها البحرين، بالإضافة إلى التوعية بأهمية الممارسات التنموية المستدامة.

وبهذه المناسبة، أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن هذه هي أكبر مشاركة لمملكة البحرين في محفل عالمي، مضيفة: "يسرني أن تكون البحرين حاضرة بقوة في هذا المعرض المرموق المزمع إقامته العام المقبل على مدى ستة أشهر، فهو يوفر فرصة رائعة لفتح نافذة يطل منها العالم على تراث بلادنا والترويج لها سياحياً، كما يتيح الفرصة لنا لدراسة بيئتنا بتعمق أكثر، وانطلاقاً من كوننا مواطنين لهذا العالم، يتعين علينا التعرف أكثر على البيئة المحيطة بنا والعمل على حماية كوكبنا".

بدوره وجّه السفير الإيطالي شكره إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لدورها في إثراء العلاقات الثنائية بين إيطاليا والبحرين، مشيراً إلى أن جناح مملكة البحرين في إكسبو ميلانو 2015 يعتبر واحداً من أكثر الأجنحة جمالاً، وأنه من المأمول أن يعكس الجناح جوهر الإكسبو الذي يعنى بإبراز تراث البلاد المشاركة وقدراتها الاقتصادية والسّياحية.

كما وأوضحت مستشارة السياحة هبة عبد العزيز أن البحرين ركزت في جناحها على التراث الزراعي الذي لا ينفصل عن عملية صناعة السياحة، مشيرة إلى أن الجناح في الإكسبو سيكون مساحة للقاء رجال الأعمال البحرينيين بنظرائهم الإيطاليين والآخرين من حول العالم.

وركّزت على أن وجود مملكة البحرين في هذا المعرض الدولي سيسمح بتفعيل أدوات الترويج السياحية كونه يستقطب ملايين الزوار خلال فترة الستة أشهر.

وقالت عبد العزيز: "لعل مثل هذه المشاركات الدولية لهي دليل واقعي على الترابط بين قطاع الثقافة والتراث الذي يعنى بتوثيق الإرث الحضاري للبحرين وقطاع السياحية الذي يجعل هذه الإرث مورداً اقتصاديا هاماً ومحركاً لاقتصاديات أخرى كتلك المتعلقة بالزراعة والمواصلات وغيرها".

كما أكدت أن هذه المشاركة تأتي كأحد المبادرات الهامة التي توضع على طريق تنفيذ استراتيجية السياحية 2015 – 2018 والتي دشّنتها وزارة الثقافة في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وفي السياق ذاته قدّمت رئيسة المشروعات الهندسية بالثقافة نورة السايح شرحاً حول تفاصيل الجناح الخاص بمملكة البحرين، حيث أشارت إلى أن فكرة إكسبو ميلانو 2015 توفر فرصة سانحة للترويج للتراث الزراعي الغني الذي تتميز به مملكة البحرين، موضحة أن اختيار التصميم جاء بناء على الرغبة بتعزيز الوعي بأهمية حماية التراث والحفاظ على المشاهد الطبيعية الخضراء التاريخية والتقاليد والثقافات المتعلقة بها.

و يشكّل الجناح الوطني لمملكة البحرين في "إكسبو ميلانو" 2015 انعكاساً للتراث الثقافي الزراعي في المملكة، وهو تراث عريق تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في التاريخ.

ويتكون الجناح من عشر حدائق فاكهة، في كل واحدة منها شجرة فاكهة ستثمر في أوقات مختلفة بالتزامن مع فترة إقامة الإكسبو الذي سيستمر لمدة ستة أشهر.

واستخدمت في بناء الجناح ألواح خرسانية بيضاء مسبقة الصنع، وستنقل هذه الألواح إلى البحرين بعد انتهاء المعرض ليعاد تشييد الجناح ليصبح حديقة نباتية بديعة.

وتجدر الإشارة إلى أن الألواح مسبقة الصنع التي يتألف منها مبنى الجناح، والتي تظهر من خلال الوصلات التي تربطها ببعضها البعض، هي إشارة إلى الأشكال الهندسية المتأصلة والمتميزة في آثار البحرين.

وبتكليف من الثقافة، جاء تصوّر "الآثار الخضراء" ليكون مشهداً مستمراً لحدائق فاكهة يتركّز في كل واحدة منها شجرة فاكهة معينة أصلية في البحرين، وتشكل هذه الحدائق المكون المعرض الرئيسي للجناح وتبرز التراث الزراعي الغني لجزر البحرين.

كما توجد سلسلة من المساحات المغلقة التي تطل على الحدائق وتسورها، وهي تحتوي على منطقة الاستقبال، ومساحات المعرض، ومقهى يقدم المأكولات البحرينية المحلية.

وسيرافق هذه الحدائق معرض للتحف الأثرية التي تعود إلى عصري دلمون وتايلوس، وتتعلق هذه القطع الأثرية بالممارسات الزراعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة والأساطير التي كانت تتداول آنذاك حول جزر البحرين من بينها الاعتقاد الشائع بكونها موقع جنة عدن ووصفها بأرض المليون نخلة.

هذا بالإضافة إلى عرض فيلم قصير من إنتاج المخرج والمصور أرمين لينكه يتناول المشهد الزراعي المعاصر في الدولة.

وبالإضافة إلى الوجود المادي للجناح في مساحة إكسبو ميلانو 2015، تخطط وزارة الثقافة لوضع برنامج أنشطة حافل يتضمن الحفلات الموسيقية والغنائية، وتذوق المأكولات البحرينية التقليدية، وإقامة عدد من المؤتمرات والعروض التي تقدم مختلف أوجه الثقافة البحرينية إلى الجماهير الايطالية والدولية طيلة أيام المعرض الذي سيستمر لمدة ستة أشهر.

كما وأُعلن خلال المؤتمر الصحفي عن دعوة للمتطوعين للمشاركة في وفد الثقافة في إكسبو ميلانو 2015، والذين سيقومون بالاعتناء بالجناح الوطني ليكون مناسباً لاستقبال الضيوف الدوليين والعمل على دعم تجربة الإكسبو التي تهدف إلى تعزيز الوعي بتراث البحرين وخصائص هويتها الفريدة.

إضافة إلى ذلك أعلن المؤتمر الصحفي عن دعوته لجميع منتجي الأفلام في البحرين إلى إنتاج فيلم قصير مستلهم من فكرة الإكسبو وذلك لعرضه أمام ضيوف وزوار جناح البحرين طيلة فترة الإكسبو البالغة 6 أشهر، على أن تكون مدة الفيلم ما بين 30 و60 ثانية.

هذا وسيفتتح معرض اكسبو ميلانو 2015 في 1 مايو/ أيار 2015 تحت شعار " تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة" ويتمحور المعرض حول التغذية والاستدامة، ويسعى لتعزيز الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية لكوكب الأرض، بينما تسلط الأجنحة الوطنية المختلفة المشاركة الضوء على الهويات الثقافية المتنوعة لبلدان العالم، ما يتيح للزوار فرصة تذوق الأطعمة التقليدية والتعرف على الخصائص الثقافية والتراث الزراعي لمختلف الدول.

ويذكر أن اكسبو ميلانو 2015 هو معرض عالمي غير تجاري ذو ميزات مبتكرة وفريدة من نوعها.

وهو يتعدى كونه مجرد معرض، وإنما هو في الحقيقة منظومة فاعلة وقائمة بحد ذاتها يشارك فيها عدد كبير. يعتبر المعرض حدثاً مستداماً وتكنولوجياً استثائياً، وهو مبني على مواضيع ومفاهيم محددة موجهة لزواره ومرتاديه.

وسيشارك في الإكسبو الذي سيقام من 1 مايو/ أيار إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أكثر من 140 مشارك، وتغطي رقعة الأرض العملاقة التي سيقام عليها نحو مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يستقبل على مدى أيامه الـ184 أكثر من 20 مليون زائر.

وسيحظى زوار الإكسبو بتجربة رحلة فريدة من نوعها تتمحور حول موضوع معقد هو التغذية، يجوبون فيها بلدان العالم يتذوقون فيها مختلف أنواع الأطعمة ويطلعون على التقاليد المطبخية لشعوب العالم.

وسيكون "إكسبو ميلانو" 2015 أول معرض في التاريخ يتذكره الناس لأكثر من مجرد منتجاته، وإنما أيضاً لمساهمته القيمة والفاعلة في نشر الوعي والمعرفة حول الغذاء والموارد الثمينة لكوكب الأرض.

 

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:44 ص

      الرصاصي لوني المفضل

      شيء ما محيرني لأني وكأنني جايف ان الحكومة لسنة 2014 مشكلة من 17 وزارة وما كان فيها وزارة الثقافة، فهل هذا يعني انها كانت موجودة وما رأتها عيني؟

اقرأ ايضاً