العدد 4521 - الخميس 22 يناير 2015م الموافق 01 ربيع الثاني 1436هـ

يا من شرى له من حلاله علة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا المثل الشعبي الذي نتداوله في الخليج، للدلالة على الغبي الذي يشتري بمحض إرادته وسوء تدبيره، علّةً أو مرضاً... المثل قفز أمامي وأنا أقرأ الخبر الذي بثته أمس (أ ف ب) عن «عشرة عسكريين فرنسيين سابقين يتوجهون إلى الجهاد في العراق وسورية»!

باريس التي لم تصح بعد من صدمة هجوم «شارلي إيبدو»، استيقظت على تصريح مصدرٍ في وزارة الدفاع الفرنسية الأربعاء الماضي، عن انضمام العسكريين الفرنسيين السابقين العشرة إلى «شبكات جهادية»، ولم ينس أن يعبّر عن «قلقه»، خصوصاً من «مخاطر وصول التطرف داخل الجيش».

المصدر العالي المقام أكّد بذلك بعض المعلومات التي نشرتها إذاعة «أر أف إي» وصحيفة «لوبنيون». وأضاف إن «قلقنا لا يتعلق بالعسكريين السابقين (بالعامية الخليجية: قلعة تقلعهم)! بل قلقنا يقوم على الحؤول دون تفشي هذه الظاهرة المتطرفة في جيوشنا»!

طبعاً الأمر صعبٌ جداً، بل ومرعب جداً، خصوصا بالنسبة للفرنسيين الذين يعيشون في دعة، وقد هزّتهم ودمرت نفسياتهم عملية نفذها إرهابيان ضد موقع مجلة أسبوعية ساخرة كانت توزع 60 ألف نسخة فقط! فكيف يمكن أن تكون أوضاعها لو عاد هؤلاء العشرة إلى باريس سالمين، بعد أن يتلقوا فنون القتال على يد تنظيم «داعش»، لينفّذوا خمس عمليات «جهادية» ضد وزارات أو مصالح حكومية؟

الرعب الأكبر هو تخيّل ماذا سيحصل لو تسلل الفكر «الداعشي» في صفوف الجنود الفرنسيين، فباتوا يؤمنون بأن الدولة التي خدموا جيشها كافرة، ورئيسها أولاند كافر، وشعبها الفرنسي كله من الكفار! وإذا كان التنظيم قد هدم مساجد المسلمين التاريخية في سورية والعراق بحجة أنهم مشركون، فكيف سيصنع بالكنائس والكاتدرائيات والمعابد اليهودية، فضلاً عن المساجد والمراكز الإسلامية الحديثة المنتشرة على الأراضي الفرنسية؟

لاشك ان المصدر الفرنسي عالي المقام، دارت في عقله بعض الاحتمالات فيما لو تسلّلت أفكار «داعش» للجيش الفرنسي، خصوصاً أن المتحوّلين إلى «داعش» كان بعضهم من «القوات الخاصة». وأول هذه السيناريوهات تنفيذ عمليات انتحارية داخل المعسكرات والثكنات العسكرية. وثانيها اغتيال قيادات الجيش وضباطه. أما ثالثها فإعلان التمرد على الأوامر، وبالتالي فإن الطيّار الفرنسي المتحوّل إلى «داعش»، لن يقصف جماعته المقاتلة في مالي، فيما لو أرسل في مهمةٍ قتالية ضدها، أو ضد أخوانه المجاهدين في «بوكو حرام» في نيجيريا! وربما يتحوّل بطيارته إلى مقاتل في صفوف القوات الجوية لتنظيم «داعش».

فرنسا اليوم تدفع ضريبة سياستها النزقة، ليس في عهد الرئيس الحالي بل منذ أيام سلفه ساركوزي، وتدخلاتها السافرة في المنطقة. فهي من أشدّ المتشددين تجاه أي مسعى للسلام والمصالحة بين الشعوب وحقن الدماء. وقد كان واضحاً في السياسة الفرنسية، ذلك الحنين المرضي للحقبة الاستعمارية، حيث كانت تتقاسم السيطرة مع بريطانيا على الجزء الأكبر من الكرة الأرضية مطلع القرن العشرين.

فرنسا التي كانت من أكبر الدول الداعمة لـ «داعش» وأخواتها، بالسلاح والعتاد، سوف تعزّز «جهاز إدارة حماية وأمن الدفاع» داخل الجيش، حيث يبلغ طاقمه حالياً ألف شخص. وستجنّد 2680 فرداً في الشرطة والمخابرات وعمليات التجسس خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل التصدي للمارد الذي ساهمت في نفخه من الرماد، وكانت آخر من تخلّت عنه من الدول.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4521 - الخميس 22 يناير 2015م الموافق 01 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:22 ص

      زائر 1

      كلامك صحيح جداً جداً جداً... والدليل القاطع قتل داعش الكثير من أهل السنة....ويحك يا هذا...لا تحلف النف....... بالله....الشيعة والسنة شعب واحد ...................

    • زائر 7 | 1:41 ص

      سيدنا

      المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويذه هؤلاء أناس عرفوا بأن الله واحد لإشريك له في الأرض أو من المخلوقات فهم عشاف الموت في سبيله تعالي عما يشركون

    • زائر 6 | 1:37 ص

      ...

      انت تروج بهذا ان الجيش الفرنسي فيه حواضن لداعش ..............

    • زائر 5 | 1:05 ص

      للمدخنين

      هذا المثل مولانا يضرب للمدخنين ومن هم على شاكلتهم حيث يستنزفون اموالهم على الأمراض، ومع تطور الرمن صار صالح للإستخدام في ما ذكرت.

    • زائر 4 | 12:18 ص

      ويمكرون ويمكر الله

      هذه نهايتهم بأيديهم، وكذلك الدول التي سعت في خراب العراق وسوريا سوف يعود إليها ما تصدره من ارهاب يعيث الفساد في هذه الدول.

    • زائر 3 | 11:51 م

      الحمد لله الذي ارانا فيهم ما فعلوه بشعوبنا

      هم والأتراك أساس دمار سوريا وصناعة داعش هاهي ترتد على فرنسا ونتمناها على تركيا والدول الأخرى التي لاتملك تحت الحد الأدنى من الديمقراطية وتنشرها بمالها وسلاحها نتمناهم جميعا أن يشربوا الكأس المر الذي اسقوه شعوب ليبيا والعراق و سوريا

    • زائر 2 | 10:56 م

      فرنسا العجوزة الشمطاء الثانية

      فالأولى الكل يعرفها...حتى لو استخدما كل مساحيق التجميل لتلميع صورتيهما البغيضتين لن يفلحا...نرى القبح متجذرا فيهما.فمصلحتهما اهم من مصالح الشعوب التي نكسوا رؤوس حكامها...ذوقا ما أطعمتمانا.

    • زائر 1 | 9:31 م

      راي

      ياسيد هدف داعش القضاء علي الشيعه ومن والاهم من الغرب وذلك نتيجه للقمع والقتل الذي. مورس ضد اهل السنه والجماعه في العراق وسوريا لذلك الافضل ............ ان ينئوا بانفسهم وعدم التحرش بهم لان والله بيبيدونكم في قراكم هذلين مايلاعبون

    • زائر 8 زائر 1 | 2:56 ص

      صدقت

      هؤلاء قوما يحبون الموت كما يعشق المشركين الحياة

اقرأ ايضاً