العدد 4525 - الإثنين 26 يناير 2015م الموافق 05 ربيع الثاني 1436هـ

قمة أميركية سعودية في الرياض مع بدء عهد الملك سلمان

أجرى الرئيس الأميركي باراك اوباما برفقة وفد رفيع اليوم الثلثاء (27 يناير/ كانون الثاني 2015) زيارة قصيرة إلى الرياض حيث قدم التعزية بالملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وأجرى محادثات مع الملك الجديد سلمان تناولت الأزمات الشائكة في المنطقة.

واستقبل الملك سلمان شخصيا الرئيس الأميركي لدى نزوله من الطائرة برفقة زوجته ميشيل، ليكون بذلك ارفع استقبال يحظى به أي من عشرات رؤساء الدول الذين زاروا المملكة في الأيام الأخيرة لتقديم العزاء.

وحضر عدد كبير من الأمراء والوزراء إلى ارض المطار لاستقبال اوباما الذي تعود أخر زيارة له إلى المملكة إلى مارس/ آذار 2014.

ومن ابرز الذين شاركوا في الاستقبال ولي العهد الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي يشغل أيضا منصب وزير الداخلية.

وبعد الاستقبال في المطار، توجه الزعيمان الى قصر الملك سلمان في عرقه على مشارف العاصمة السعودية، وبالتحديد في منطقة وادي حنيفة الغني بالمناظر الطبيعية، وعقدا جلسة محادثات.

وغادر اوباما الرياض باتجاه الولايات المتحدة في ختام زيارة استغرقت اربع ساعات تقريبا.

وشددت السلطات في العاصمة السعودية التدابير الامنية بشكل كبير.

وانتشرت مئات المركبات الامنية بما في ذلك المركبات المصفحة وسيارات الشرطة واجهزة الاستشعار على طول الطريق بين مطار الرياض ووسط المدينة.

وكان اوباما اختصر برنامجه المقرر في الهند والغى زيارته لتاج محل ليزور الحليف السعودي البالغ الاهمية بالنسبة لواشنطن منذ 70 سنة.

ورافق اوباما وفد رفيع من الحكومة والحزبين الجمهوري والديمقراطي إضافة إلى زوجته ميشيل.

وضم الوفد وزير الخارجية جون كيري وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينن وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد اوستن.

وتألف الوفد الاميركي من 29 شخصا بينهم مسئولون من عهد الرئيسين السابقين جورج بوش وجورج دبليو بوش مثل وزيري الخارجية السابقين جيمس بايكر وكوندوليزا رايس.

وقال بايكر الذي شغل منصب وزير خارجية بلاده خلال حرب الخليج الاولى ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين "اعتقد انه من المهم أن نظهر للسعوديين الأهمية التي نوليها لهم".

وأضاف "انها مرحلة حساسة بشكل استثنائي في الشرق الاوسط ويبدو كأن كل شيء ينهار، وفي نفس الوقت تصبح المملكة واحة استقرار".

من جانبه، قال جون ماكين أن المملكة تبدو "كحصن أمان منيع" أمام مساعي إيران لبسط نفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين

واعتبر انه كان من الضروري أن يشارك في الوفد الزائر إلى الرياض "نظرا إلى أهمية السعودية والعلاقات معها".

وتوقع محللون أن يحاول اوباما والملك سلمان إعادة تنشيط العلاقات الثنائية التي تضررت خلال السنوات الأخيرة بالرغم من استمرار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين مع وجود مصالح مشتركة ضخمة.

وقد تقاربت واشنطن نسبيا خلال الفترة الأخيرة مع خصم السعودية التقليدي إيران في وقت تزداد فيه احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.

وذكر خبراء لوكالة فرانس برس ان الملك سلمان يتطلع إلى مزيد من الالتزام الأميركي في أزمات المنطقة.

وقال انور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية في جدة لوكالة فرانس برس "هناك ملفات لا بد ان يكون هناك تفاهم حولها بين الملك سلمان واوباما، لان المملكة تتفق مع واشنطن على كثير من الأهداف، لكن الاختلاف واضح حول عدد كبير من المسائل".

وبحسب عشقي، فان السعودية تختلف مع واشنطن في الاستراتيجيات حول ملفات متنوعة وتتطلع إلى مزيد من الالتزام من جانبها في الملفات السوري واليمني والليبي والعراقي إضافة إلى ضرورة الا تكون مقاربة الملف النووي مرتكزة فقط على الملف النووي بل أيضا على ما تعتبره الرياض تدخلا إيرانيا في المنطقة.

وصرح نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس للصحافيين ان زيارة اوباما "تشكل فرصة للتشاور في بعض المسائل التي نعمل عليها مع السعوديين" مشيرا بشكل خاص إلى الحرب على تنظيم "داعش" واليمن والمفاوضات النووية مع إيران والعلاقات السعودية الأميركية عموما.

وأضاف "اعتقد انه من الواضح جدا بالنسبة لنا بان الملك سلمان قد أعطى إشارات واضحة عن الاستمرارية" مشيرا بالتحديد إلى "الاستمرارية في المصالح السعودية وفي العلاقات السعودية الأميركية".

وخلص إلى القول "نحن نعتقد ان السياسة السعودية ستظل مطابقة لما كانت عليه في عهد الملك عبدالله".

إلا إن التغيير على رأس الهرم في السعودية قد يشكل فرصة لتقدم العلاقات بعد ان تزعزت ثقة الرياض بواشنطن بحسب عدة محللين.

وقد افاد عدة مراقبين ان العاهل السعودي الراحل لم يبن مع الرئيس اوباما علاقة شخصية قوية كتلك التي كانت تجمعه مع رؤساء آخرين مثل الرئيس السابق جورج دبليو بوش.

وقال المحلل المتخصص في شؤون سياسات الشرق الأوسط فريديريك ويري لوكالة فرانس برس ان "الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة يمكن أن تبقى تحت السيطرة لكن السعوديين يريدون المزيد من التعاون والتنسيق معهم".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً