العدد 4555 - الأربعاء 25 فبراير 2015م الموافق 06 جمادى الأولى 1436هـ

خطاب نتانياهو امام الكونغرس الاميركي يهدد العلاقات بين البلدين

يلقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء المقبل خطابا امام الكونغرس الاميركي من شانه ان ينسف العلاقات الهشة اساسا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وان يشكل تحديا للروابط بين البلدين.

ومنذ وصول اوباما ونتانياهو الى السلطة في 2009 والعلاقات بينهما متوترة بسبب الخلافات حول بناء المستوطنات وعملية السلام المتوقفة في الشرق الاوسط.

لكن نتانياهو سيلقي بدعوة من الجمهوريين خطابا امام الكونغرس الاميركي الثلاثاء يطالب فيه بمعارضة سياسة يعتبرها البيت الابيض اساسية للامن الوطني الاميركية.

وهدف نتانياهو بسيط: نسف اي اتفاق بين الولايات المتحدة وايران حول الملف النووي حتى لو ادى ذلك الى تدمير العلاقات مع اوباما.

ويرى نتانياهو ان الاتفاق الذي بات في المراحل الاخيرة من المفاوضات سيجيز لايران ضمنيا ان تطور سلاحا نوويا بعد انتهائه بحلول عقد من الزمن.

وفيما يمكن ان تشكل ايران تهديدا لامن اسرائيل في حال حصولها على السلاح النووي او ان يؤدي ذلك الى انتشار الاسلحة النووية في الشرق الاوسط، الا ان نسف الاتفاق قد يشكل نكسة لرئيس اميركي سيصبح رئيسا سابقا بعد عامين فقط.

وصرح نتانياهو قبل ان يغادر متوجها الى واشنطن "احترم البيت الابيض والرئيس الاميركي لكن عندما يتعلق الامر بمسائل جدية، من واجبي ان اقوم بكل ما يلزم لضمان امن اسرائيل".

ويرى دبلوماسيون ان اوباما يمكن ان يتوصل الى اتفاق وتطبيق القسم الاكبر منه من دون الكونغرس، الا ان النواب الذين يريدون ابراز علاقاتهم مع اسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية في 2016 يمكن ان يطرحوا عراقيل عدة.

اذ يمكن ان يؤدي رفضهم لرفع بعض العقوبات او حتى فرض عقوبات جديدة، ان يحمل ايران على العدول عن توقيع اتفاق.

وازاء ما يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية الاميركية من قبل نتانياهو، رد البيت الابيض بقوة الى حد زعزعة دعمه لنتانياهو المرشح في انتخابات 17 مارس/ اذار المقبل.

واعتبرت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس ان القاء نتانياهو خطابه امام الكونغرس بدون الحصول على موافقة مسبقة من البيت الابيض سيترك "اثرا مدمرا" على العلاقات الاميركية-الاسرائيلية.

ورفض اوباما لقاء نتانياهو عندما يزور واشنطن كما تعهد ديموقراطيون معتدلون بعدم حضور كلمته امام الكونغرس.

ولن يكون نائب الرئيس الاميركي جو بايدن او وزير الخارجية جون كيري في البلاد خلال زيارة نتانياهو.

واعتبر ارون ديفيد ميلر المستشار السابق لوزراء خارجية جمهوريين وديموقراطيين سابقين انهم "يحاولون توجيه رسالة لا لبس فيها قبل الانتخابات بانه ليس مرشحهم".

واضاف "لا يمكنهم ان يقولوا ذلك وسينفون الامر لكن من الواضح انهم يريدون ان يرحل".

ولم يتبين بعد ما اذا كان ذلك سيجعل نتانياهو يبدو في موقع معزول او حازم في نظر الناخبين الاسرائيليين، الا انه يحافظ على مكانة قوية في استطلاعات الراي.

وبما ان اعادة انتخاب نتانياهو تبدو مرجحة، فان المجموعات المؤيدة لاسرائيل في واشنطن تريد ان تتفادي ان يتحول الخلاف بين اوباما ونتانياهو الى شقاق استراتيجي بين البلدين.

وقال جيريمي بن عامي رئيس ومؤسس مجموعة جاي ستريت للضغط (يسار) "بالنظر من بعد، يتبين ان هناك تحالفا استراتيجيا حول الاهداف، بينما الخلاف هو بين الحزبين الحاكمين".

لكن وفي حال فوز نتانياهو في الانتخابات فان بن عامي يتوقع ان يفكر في عمل عسكري احادي الجانب ضد ايران حتى لو تم التوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي مما يمكن ان يشكل تحديا كبيرا للعلاقات بين الولايات المتحدة اسرائيل.

وصرح بن عامي لوكالة فرانس برس ان "نتانياهو يلعب بالنار من خلال تاجيجه الخلاف الى هذا الحد".

وتابع ان "ذلك يمكن ان يضر على المدى الطويل بالاجماع بين الجمهوريين والديموقراطيين حول الدعم الاميركي الاساسي وهذه مجازفة لا يريد القادة في اسرائيل ان يقوموا بها".

واعلن عدد من اعضاء الكونغرس من الديموقراطيين انهم لن يحضروا كلمة نتانياهو. وقال السناتور تيم كاين "القضية مجرد خطاب سياسي".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً