العدد 4556 - الخميس 26 فبراير 2015م الموافق 07 جمادى الأولى 1436هـ

مقبرة في المحيط... نهاية الشعب المرجانية كما نعرفها

باتت الشعب المرجانية تختفي بسرعة أكبر من الغابات المطرية، والسؤال لماذا؟ ففي كل يوم على مدى العقد الماضي، كانت محيطاتنا تمتص نحو 22 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. هذا الغاز المسبب للاحتباس الحراري، الذي يولّده البشر بفعل نشاطات مثل استخدام الكهرباء وتطوير الأراضي، وقيادة السيارات، يذوب في الماء. إلا أنه لا يختفي. بل يتحوّل إلى حمض الكربونيك، الذي يغيّر التركيبة الكيميائية القديمة لمحيطاتنا، كما أنه يسبب تآكل هياكل الشعب المرجانية.

وذكر موقع «شير آميركا» أن «شعب المرجان، تلك الحيوانات، وليس النباتات التي كثيراً ما يُساء فهمها، تصهر هياكلها في حيود الشعب التي تشكل نسبة واحد في المئة من المشهد المتغير الألوان لقاع المحيط».

وتُعدّ حيود الشعب هذه أكبر التشكيلات البنيوية الناشئة عن الحيوانات على كوكبنا هذا، وهي تدعم ربع مجمل أشكال الحياة البحرية من خلال توفيرها المناطق اللازمة لها لوضع بيوضها وتغذيتها، كما تعزز الشعب المرجانية أيضاً السياحة - التي تبلغ قيمتها 364 مليون دولار تقريباً سنوياً في هاواي لوحدها - وتشكل حواجز ساحلية طبيعية أثناء هبوب العواصف. ويتوقع العلماء أن يختفي ما يقرب من ثلث الشعب المرجانية خلال السنوات الثلاثين المقبلة.

وعلى رغم أن ارتفاع حموضة مياه المحيطات ليس بالشيء الجديد، إلا أن العلماء يعتقدون أن ذلك يحدث الآن بوتيرة أسرع 10 مرات مما كان عليه قبل 50 مليون سنة. ولم تبدأ ملاحظة تأثيرات ثاني أكسيد الكربون سوى منذ فترة وجيزة.

من جهته، قال جورج والدبوسر من جامعة ولاية أوريغون، الذي يعمل على تحديد المناطق الساخنة بالنسبة للشعب المرجانية: «كلما تغيّرت مستويات ثاني أكسيد الكربون بسرعة خلال التاريخ الجيولوجي لكوكبنا، كلما كانت هناك أحداث انقراض كبرى. وقد بتنا حالياً في خضم حدث انقراض رئيسي». ومن الممكن أن يكون المثلث المرجاني، الذي يشمل مياه إندونيسيا وماليزيا والفلبين، معرضاً بصورة خاصة لارتفاع حموضة المياه.

وفي هذا السياق، قالت العالمة الرئيسية في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية ليزا سواتوني: «بمجرد أن تتغير كيمياء محيطاتنا، يغدو من المستحيل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء». وهي تعتقد مع غيرها من العلماء أن الضغوط المتراكمة الناتجة عن ارتفاع حموضة مياه المحيطات وتغيّر المناخ قد تتسبب في انقراض الشعب المرجانية بحلول نهاية هذا القرن. فطالما استمر امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون، ستبقى صحة كوكبنا على المدى الطويل غير مضمونة. وإذا تدنت، مع مرور الزمن، قدرة المحيطات في العمل كمستودع لتخزين غازات الاحتباس الحراري تاركة بذلك المزيد من كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فلن تكون الشعب المرجانية والحياة البحرية الأخرى هي وحدها التي ستثير قلق الناس.

العدد 4556 - الخميس 26 فبراير 2015م الموافق 07 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً