العدد 4558 - السبت 28 فبراير 2015م الموافق 09 جمادى الأولى 1436هـ

مؤتمر بالقاهرة يوصي بتشكيل هيئة عليا لتوحيد الخطاب الديني في مواجهة التطرف

أوصى مؤتمر إسلامي عقد بالقاهرة أمس السبت (28 فبراير/ شباط 2015)، بتشكيل هيئة عليا ومركزية لتوحيد الخطاب الديني العربي الإسلامي لمواجهة التطرف والإرهاب. وشارك في المؤتمر أكثر من 60 عالما ووزيرا ومفتيا من 33 دولة، بحسب ما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأحد.

وقال رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب إن «ما تشهده المنطقة من تطرف وغلو وسفك للدماء وأعمال إجرامية، هي أعمال دخيلة على بلادنا وتقاليدنا وإفساد في الأرض، والإسلام منها بريء»، بينما شدد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، على أن الإرهاب لا يستهدف الدول العربية فقط بل أصبح يستهدف جميع دول العالم.. وأصبح واجبا علينا أن نجتمع سويا وننبذ الخلافات»، فيما قال أمين المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أحمد عجيبة لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر لم يوجه الدعوة إلى كل من قطر وتركيا وإيران بسبب مواقفها تجاه القاهرة.

وبدأت فعاليات المؤتمر الدولي الرابع والعشرين الذي يعقده المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، في القاهرة أمس، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويحضر فعاليات المؤتمر على مدى يومين، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ووزراء الأوقاف والتنمية المحلية والتعليم العالي. وقال محلب خلال مشاركته في المؤتمر إن «ما تشهده المنطقة من تطرف وغلو وسفك للدماء وأعمال إجرامية، هي أعمال دخيلة على بلادنا وتقاليدنا وإفساد في الأرض والإسلام منها بريء»، مضيفا أن «الإسلام أمرنا بحسن معاملة الجميع وبحقوق الإنسان والحيوان أيضا».

وأشار محلب إلى أنه من العجيب أن يكون هناك أناس على علم كبير بالقرآن والسنة، ولم يفهموها واستغلوها لأغراض التخريب والتأثير على غيرهم، فديننا يأمرنا بعمارة الكون لا الفساد.. ويدعو إلى التمسك بمقومات الحضارة التي من شأنها النهوض بأمتنا، ونظرا لما تمر به أمتنا العربية من هجمة شرسة فإننا في حاجة إلى التكاتف مع بعضنا لكي نعيد لأمتنا مجدها، مؤكدا أن الإسلام دين رحمة لا قتل ولا إرهاب. ويعقد المؤتمر بشكل سنوي تحت رعاية الرئيس المصري. ومن أبرز الوفود المشاركة المملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، وعمان، وروسيا، ونيجيريا». وقال مصدر في وزارة الأوقاف إن «عدد أفراد الوفود الأجنبية قارب 400 شخصية ممثلين لـ30 منظمة وهيئة».

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أحمد عجيبة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لم يتم توجيه أي دعوات لدول إيران وقطر وتركيا لحضور المؤتمر». مضيفا في تصريحات على هامش مؤتمر القاهرة، أن استبعاد الدول الثلاث لا سيما قطر وتركيا بسبب مواقفها وسياستها المعادية لمصر وتبنيها لأعمال معادية للقاهرة سواء بالتحريض أو الدعم لضرب استقرار وأمن البلاد، فضلا عن إيوائها للعناصر التي تحرض وتفتي لصالح التنظيمات الإرهابية، باستهداف مؤسسات الدولة وعناصر الجيش والشرطة. وتشهد مصر، منذ عزل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات «تنظيما إرهابيا»، تفجيرات وأعمال عنف مسلح، قتل خلالها المئات. واستهدفت العمليات الإرهابية قوات الجيش والشرطة والبنية التحتية في البلاد.

وقال شيخ الأزهر في كلمته التي ألقاها وكيل الأزهر عباس شومان بدلا منه – نظرا لأسباب صحية - إن «هذا المؤتمر قد جاء في لحظة مهمة ظهرت فيها جماعات إرهابية أشد إرهابا من جماعات كانت موجودة على الساحة بالفعل لتتصدر المشهد، وأصبح الإرهاب يجتاح دولا كثيرة في المنطقة، وأنه بات واضحا وظاهرا للعيان بأن المستهدف ليس دولة بعينها، ولكن دول العالم الإسلامي بأسرها، وبالأساس مصر قلب العروبة النابض»، مضيفا: «لقد عقدنا الكثير من المؤتمرات لكشف خطر هذه الجماعات وتحذير العامة والخاصة من خطرها، ولقد حان الوقت أن ننطلق من الحديث النظري إلى العملي؛ لنحول حديث المؤتمرات إلى خطط عمل على أرض الواقع».

وأوضح شومان، وهو الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر، أن هذه الجماعات المتطرفة تمتلك دعما لا تمتلكه معظم المؤسسات، لهذا فالأزهر يطالب جميع المؤسسات بدعمه في الحرب الإلكترونية التي يشنها المتطرفون، وينشرون من خلالها آلاف الأفكار الخاطئة بين الشباب، مؤكدا أن دولا عربية وإسلامية تدعم هذه الجماعات المتطرفة سرا وعلنا وتمدهم بما يحتاجون إليه، ويجب على هذه الدول أن تقطع الدعم عنهم وأن توقف قنوات الفتنة التي تحرض على قواتنا المسلحة وتحرض على قتل الأبرياء، وإلا وجب علينا اعتبارها دولا معادية، موضحا أنه يجب النظر إلى التنظيمات الإرهابية؛ مثل «داعش» وغيرها، على أنها أذرع عسكرية لدول عالمية، وليست تنظيمات محلية، مطالبا بتشكيل قوة ردع عربية لتتعامل مع هذه الجماعات المتطرفة.

ومن جانبه، أعلن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، دعم الأوقاف بأئمتها ودعاتها للرئيس السيسي بتشكيل قوة عربية سريعة وعاجلة لمواجهة الإرهاب الذي يستهدف تفكيك المنطقة إلى دويلات وعصابات. وقال جمعة لـ«الشرق الأوسط»، على هامش المؤتمر أمس، إن «العلماء سيؤكدون في نهاية المؤتمر اليوم (الأحد) نبذهم للإرهاب والغلو ورفض ربط الإرهاب بالأديان، وإيجاد آليات لتحصين الشباب من الوقوع في أخطاء الجماعات المتطرفة.. كما سيوصون بتشكيل هيئة عليا لتوحيد الخطاب الديني في مواجهة التطرف».

في ذات السياق، قال البابا تواضروس الثاني، إن هناك 3 أساسيات تحكم علاقتنا في الزمان الذي نعيش فيه، الأولى «القيم الإنسانية» وهي التي تؤكد وجود التنوع واحترام الآخر وقبوله والتي تؤكد فضيلة التسامح والرحمة واتساع القلب، والثاني «ثوابت الدين» التي لا يمكن أن تتغير، والثالث تصحيح «المفاهيم المغلوطة» لأبنائنا.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:42 ص

      إذا أراد العالم العربي والإسلامي

      إنقاذ إسلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه ضرب الكفر والتكفيرين في عقر دارهم وإتلاف كل تراثهم المتخلف العقيم الذي ليس من الإسلام في شي وتطهير مدينه النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من رجز هائولاء الحثاله

اقرأ ايضاً