العدد 4559 - الأحد 01 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الأولى 1436هـ

قرية الدير تحارب مرض السمنة ببرنامجها الصحي «غيّر نمط حياتك»

حسن الديري
حسن الديري

مع تفشي مرض السمنة بين أبناء قريته، قرر أستاذ التربية الرياضية الشاب حسن عباس الديري محاربة هذا المرض ببرنامج صحي رياضي متكامل يحمل عنوان: «غيّر نمط حياتك - Change your life system».

البرنامج الذي يستهدف الفئة العمرية من (20 فما فوق)، واستقطب (80 إلى 90) مشتركاً في وقتٍ قياسي من مختلف الأعمار استطاع أن يخترق البرادات والمخابز التي رأت نفسها مجبرة على بيع الخبز الأسمر إلى جانب الخبز الأبيض تماشياً مع موجة الوعي التي دفع بها البرنامج مع مطلع العام الجديد بين أهالي الدير.

جاءت فكرة البرنامج بعد رصد وملاحظة الديري (مدرب شخصي بناء جسم وتخسيس ولياقة بدنية معتمد من الأكاديمية الأميركية) لزيادة شكوى الأفراد من داخل قرية الدير وخارجها من صعوبة مزاولة حياتهم اليومية بسبب السمنة، ما أدى إلى إهمال الجانب الرياضي، وانتشار إصابتهم بمرضي داء السكر والضغط المزمنين.

التحدي بدأ في (5 يناير/ كانون الثاني 2015) ليحقق نجاحاً باهراً على مستوى القرية والقرى المجاورة كقرية سماهيج وتجاوبهم بالانضمام إليه.

وفي ذلك يقول الديري إن «الفكرة جاءت كتحدٍّ لمحاربة مرض السمنة وأخطارها المحدقة بأهالي القرية ولتنمية اللياقة البدنية لديهم».

وعن الأسباب التي دفعته إلى تطبيق البرنامج الصحي في قرية الدير تحديداً، قال الديري: «تم تطبيق البرنامج في قرية الدير لحاجتهم الماسة إلى مثل هذه البرامج، حيث إن مرض السمنة في تفشٍّ كبير، والوعي بخطورة هذا المرض ضئيل جدّاً، ولجذب الأهالي انطلق البرنامج من ملاعب نادي الدير، وذلك تجنباً لخلق الأعذار كبعد المسافة، أو ضيق الوقت، حيث تم تحديد الوقت المناسب للجميع، وبتأييد من مجلس إدارة نادي الدير وتشجيع من رئيسه حسن الديري».

وعن الخطة المتبعة لتطبيق البرنامج داخل القرية، قال مشرف البرنامج: «ينقسم البرنامج إلى قسمين (غذائي، رياضي) تم توزيع المشاركين فيه على مجموعات مختلفة في الأيام والأوقات، كل بحسب وزنه، مع مراعاة الفئة العمرية لكل مشترك. إضافة إلى تخصيص ملف خاص لكل مشترك يشتمل على كل بياناته ليتسنى لأخصائي التغذية متابعته، وذلك لتسهيل رصد التطور والتقدم والوصول إلى الهدف المنشود من خلال متابعة البرنامج الغذائي الصحي المعتمد والانتظام فيه، كما يحتوي الملف على ورقة فحص شاملة تحتوي على كل المعلومات الخاصة بجسم المشترك مثل: حجم الكتلة العضلية، وحجم كتلة الشحوم، ومكان تمركزها، والوزن والطول وغيرها، والذي قدمه لنا مركز (في ال سي سي) وسيعاد تكراره في نهاية البرنامج».

وأردف مكملاً عن تفاصيل البرنامج الرياضي، إن «البرنامج الرياضي يتكون من تمارين هوائية وتحمل دوريّاً تنفسيّاً وتمارين تقوية. وتم التركيز من البداية على اكساب المشارك اللياقة البدنية من خلال الإعداد البدني المركز. ويتميز بتنوعه حيث يحتوي على التدريب الشهير (insanity) لتقوية عضلات الجسم المختلفة، وكذلك على (boxing) وليس الغرض منه الصفة القتالية بل الغاية منه تحريك الجسم والذراعين باتجاهات مختلفة، كون الجهد المبذول وتكنيك الأداء به يعمل على حرق كميات كبيرة من السعرات الحرارية».

وبخصوص النتائج الملموسة للبرنامج ذكر أن «هناك نتائج أسعدتني حقيقةً حيث أصبح المشتركون حريصين كل الحرص على التواجد في التدريب قبل ميعاده، كما أن تفاعلهم ونقاشاتهم عكست بشكل لافت مدى التطور الفكري والثقافي في التغذية والرياضة، كما سعد الكثير من الناس بالاندماج مع المجتمع بعدما كانوا بعيدين كل البعد عنهم، وأذكر لكم هنا موقفاً يدلل على ذلك، حيث إن أحد المشتركين، ويبلغ من العمر (44 سنة)، قال لي: «كابتن صرنا نتنفس رياضة» إشارة إلى مدى تعلقه وارتباطه بالرياضة بعدما كان بعيداً عن مزاولتها.

وعن المدة المحددة لتفعيل البرنامج والجهات الراعية له، قال الديري: «مدة تفعيل البرنامج والخطة الموضوعة له هي سنة ميلادية واحدة قابلة للزيادة بحسب حاجة وتفاعل المجتمع معها، والجهات الراعية للبرنامج».

المشاركون: البرنامج غيّر نمط حياتنا

من جانبه، قال المشترك يوسف أحمد (فني هندسة بوزارة الصحة) عن أسباب التحاقه بالبرنامج: «الأسباب التى دفعتني إلى الالتحاق بالبرنامج هي الوزن الزائد، إضافة إلى حاجتي للرياضة بغرض تجنب الأمراض وخصوصاً مرضي العصر السكر والضغط».

وعن الاختلاف الذي يشعر به قبل الالتحاق بالبرنامج وبعده، يقول يوسف: «هناك فرق كبير قبل الالتحاق بالبرنامج وبعده، إذ قمت بتعديل نظامي الغذائي وتخفيف كمية الطعام وتجنب العديد من أصنافه مثل: الرز واللحوم والأكلات الدسمة والمشروبات الغازية بعد استشارة الأخصائي».

وأضاف «أما عن مستوى تحسن صحتي، فهناك تحسن في التنفس ولياقة في الحركة إذ أصبحت سريعة مقارنة بالسابق. إضافة إلى فقد 7 كيلوغرامات تقريباً في غضون شهر وأسبوع. وللأمانة عندما اشتركت في البرنامج لم أتوقع أن يكون على هذا المستوى العالي من الترتيب والتنظيم، ومع أول أسبوع من انضمامي شعرت بقوة البرنامج ولاحظت مدى استفادتي منه».

أما عن الأسباب والنتائج التي دفعت هاني علي (سائق في خدمات مطار البحرين) إلى الاشتراك في البرنامج، فيقول: «أنا مصاب بمرض السكر، وهذا المرض يحتاج إلى ممارسة الرياضة بشكل مستمر والبوابة، كانت هي الاشتراك في هذا البرنامج الذي ساهم بشكل كبير في خفض معدل السكر لدي، إذ كانت نسبة مخزون السكر 46 قبل التحاقي بالبرنامج وانخفضت نسبته إلى 41. حتى ان الطبيبة المشرفة على علاجي تفاجأت بذلك وسألتني عن الأسباب التي أدت إلى انخفاضه بهذه السرعة، وهذا ما جعلني أشعر بالراحة وبرغبتي في المواصلة فيه».

وعن مدى نجاح هذا البرنامج في تقليل نسبة السمنة والقضاء عليها، علق المدرب المشرف على برنامج «غير نمط حياتك» محمود صالح الشواي (مدرب صحي معتمد وباحث في العلوم الصحية) بقوله: «مثل هذا البرنامج يساعد على انقاص الوزن، حيث أنه تم إعداده بالتعاون مع أخصائي الإعداد البدني حسن عباس ووضع البرنامج بشكل محترف نظراً إلى خبرته الطويلة في هذا المجال. إضافة إلى دراسة كل حالة على حدة ووضع البرنامج المناسب إليها تبعاً إلى الظروف الصحية والنفسية. وما يميز هذا البرنامج أنه يركز على جميع الجوانب دون استثناء أهمها الجانب النفسي والاجتماعي والذي من خلالهما يستطيع الفرد أن يحقق هدفه المرجو منه وهو انقاص وزنه والمحافظة عليه».

وعن محاربة الأمراض المزمنة خلال البرنامج قال الشواي: «تمت مراعاة الجانب الصحي في هذا المجال حيث إن المرضى المصابين بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وضع لهم برنامج خاص مختلف عن بقية المشتركين، بالإضافة إلى برنامج رياضي يتناسب مع ظروفهم الصحية».

وعن تشخيصه لنتائج البرنامج على أهالي قرية الدير قال الشواي: إن «البرنامج لاقى نجاحاً واقبالاً كبيرين من قبل الأهالي ومن ناحية الالتزام من قبل المشاركين فيه».

وختم بقوله: «برزت نتائجه بوضوح، حيث إن هناك نسبة كبيرة ممن فقدوا على الأقل 25 في المئة من أوزانهم، بالإضافة إلى تحسن الأوضاع الصحية للمصابين بالأمراض المزمنة، والذين كانوا يعانون من عدم انتظام المرض لديهم».

صورة جماعية للمشاركين في البرنامج
صورة جماعية للمشاركين في البرنامج

العدد 4559 - الأحد 01 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:12 م

      اول الغيث

      ما شاء الله تبارك الرحمن هذه بداية جميلة ممكن ان ننطلق منها جمعيا
      انا مستعدة للمشاركة في مثل هذه البرامج و مستعدة لجلب اكبر عدد
      من المحتاجين لمثل هذا النوع من البرامج ممكن ان تشعل العقول الغافلة
      و الافواه الشره و هذه الثقافة نحتاجها بكثرة في مجتمعنا
      الف شكر لكل القائمين على هذا البرنامج
      الهمتموني لافيد مجتمعي و من الان استعد لتطبيقه على نفسي قبل غيري

    • زائر 19 | 5:17 ص

      المدرب المحترف

      بكل امانة المدرب محترف بمعني الكلمة والكل يشهد لة
      بارك الله فيك
      وانا من ضمن المتدربين في الفريق
      يجب ان نواصل للنهاية

    • زائر 18 | 10:43 ص

      ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره

      شكراًللأستاذ والمدرب والمشرف والى جميع المشاركين في هذا البرنامج الرائع ..وفقكم الله الى كل خير..

    • زائر 17 | 7:50 ص

      شي جمييل ..

      عقباااال ما يوصل لديرتنا ويفتحون قسم نساء .. حتا ملعب ما عدنا نبغي نراكض شوي

    • زائر 16 | 5:20 ص

      ابن عمي العزيز

      بالتوفيق إن شاء الله وللأمام دوما أستاذ حسن عباس
      كل الخير والتوفيق لك ..ولك مني تهنئه خاصه لنجاحك وتقدمك والذي باذن الله سيستمر وسيثمر فأنتم خيرة شباب الوطن وأنتم شجره المثمر
      فتح الله لك أبواب الخير والنجاح..

    • زائر 13 | 3:23 ص

      فكرة رائعه نتمنى تعميمها للصغار والنساء ايضا

      جهوود جباركه تشكرون عليها،، نتمنى تعميم الفكره للصغار والفتيات والنساء وايجاد نوادي واماكن مخصصه للنساء والفتيات للممارسه الرياضه واللياقه

    • زائر 15 زائر 13 | 5:12 ص

      ياريت تسوون برنامج خاص للنساء

      النساء هم اكثر يعانون من السمنه والامراض المزمنه ياريت تسوون ليهم برنامج خاص بهم ويعطيكم ربي العافية

    • زائر 12 | 3:15 ص

      اهل الدير

      من المعروف بأن اهالي الدير شراهتهم عند الاكل حتى صار يضرب بهم المثل بكثرة الاكل.

    • زائر 14 زائر 12 | 3:37 ص

      زائر 12

      الشراهه في الاكل مو بس عند اهل الدير وشنو اللي يثبت انك مو شره للاكل بعدين احنا شعب عندنا حلول والبرهان هذا الشاب اللي حمل على عاتقه وضع الحل وليس وضع المشكله وكل مشكله ولها حل ويكون في علمك اهل الدير في القديم صح ياكلون بس كانوا رجال ...ه وعمل مو رجال تياسه وخيابه

    • زائر 11 | 2:39 ص

      رقم الاتصال

      لو سمحتون أحد عنده رقمه ؟

    • زائر 10 | 1:59 ص

      بنت عليوي

      ما شاء الله عليك أخوي، بالتوفيق انشاء الله وأتمنى يطبق هالبرنامج في جميع مناطق البحرين

    • زائر 9 | 1:20 ص

      مثال رائع على الشباب البحريني المثابر والمبدع

      كل التوفيق والنجاح. وهذا مثال رائع على الشباب البحريني المثابر والمبدع والذي اذا ما فسح له المجال أعطى وأفاد الوطن والمجتمع نحو التقدم والازدهار في شتى المجالات. فإلى المزيد يا كابتن حسن الديري وأناشد الجهات المعنية وعلى رأسهم وزارة الصحة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة تقديم المزيد من الدعم واحتضان هكذا مواهب وطاقات فدرهم وقاية خير من قنطار علاج!

    • زائر 8 | 1:16 ص

      مثال رائع على الشباب البحريني المثابر والمبدع

      كل التوفيق والنجاح. وهذا مثال رائع على الشباب البحريني المثابر والمبدع والذي اذا ما فسح له المجال أعطى وأفاد الوطن والمجتمع نحو التقدم والازدهار في شتى المجالات. فإلى المزيد يا كابتن حسن الديري وأناشد الجهات المعنية وعلى رأسهم وزارة الصحة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة تقديم المزيد من الدعم واحتضان هكذا مواهب وطاقات فدرهم وقاية خير من قنطار علاج!

    • زائر 7 | 12:48 ص

      الابداع الديري

      الديريه هم اهل الابداع وبارك الله فيك اخ حسن لانك تساهم في انقاذ ارواح من خلال تنظيم برنامجها الصحي والبدني بارك الله فيك وحبذا عمل كوبي في المناطق الاخرى وتدريب كوادر حتى تعم الفائده كل مناطق البحرين

    • زائر 6 | 12:39 ص

      ليش ما تسوون للنساء

      السمنة متفشية اكثر عندهم

    • زائر 5 | 12:13 ص

      أم محمد

      عفية عليك والله عفية تعال عندنا سترة إحنا محتاجينك صوبنا

    • زائر 4 | 11:51 م

      العلم النافع

      بالتوفيق الى الجميع وان شاء الله عند الجميع الله يوةافق ليك استاد حسن الديري صدقه جاريه من العلم النافع ان شاء الله كل شخص فى مجال تخصص يفيد الجميع

    • زائر 3 | 11:35 م

      زين

      البرنامج الزين بس محد يلتزم وياريت بعد يسوون للصغار والمراهقين

    • زائر 2 | 10:56 م

      تعميم الفكرةفي باقي المناطق

      في البداية لك كل الشكر على هذه المبادرة الرائعة وأتمنى لو تؤخذ كمثال يحتذى به في جميع مناطق البحرين ويعمل على تطويره لخلق حالة صحيه ونفسية تزيل عنا الكثير من المشاكل النفسية والصحيةز

    • زائر 1 | 10:37 م

      درهم وقاية خير من قنطار علاج

      أفكار بارعة وخدمة إجتماعية ووطنية غاية في الأهمية يجب على وزارة الصحة تبنيها وتعميمها على كل المناطق، ونحن في جمعية دمستان ومركز شباب دمستان مستعدون لتنسيق وتقديم الجهد الإداري لنسخ البرنامج في منطقتنا… كل الشكر لكابتن حسن وللكوادر التي تعمل معه

اقرأ ايضاً