العدد 4559 - الأحد 01 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الأولى 1436هـ

نتانياهو يتجاهل تحذير ضباط كبار: المهمة في واشنطن مصيرية وتاريخية

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

نشرت صحيفة الحياة اليوم الأثنين (2 مارس/آذار 2015) أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أدار ظهره للأصوات المرتفعة في إسرائيل ضد زيارته واشنطن لإلقاء خطاب أمام الكونغرس ضد الاتفاق المتبلور بين الدول العظمى وإيران في شأن مشروع الأخيرة النووي.

واستبق نتانياهو رسالة قوية من ضباط كبار سابقين في المؤسسة الأمنية دعوه فيها إلى عدم إلقاء كلمته، بالقول في تصريحات قبل مغادرته تل أبيب صباح أمس، إنه يسافر من «أجل مهمة مصيرية وتاريخية». وأضاف أنه يشعر بأنه «رسول جميع المواطنين في إسرائيل، بمن فيهم أولئك الذين لا يتفقون معه، وللشعب اليهودي كله»، وأنه يشعر «بقلق عميق وصادق» على مصير إسرائيل وشعبها، و «سأفعل ما أستطيع من أجل ضمان مستقبلنا».

وزار نتانياهو مساء السبت حائط المبكى قبل ساعات قليلة من مغادرته إلى واشنطن، ووضع وهو يعتمر قلنسوة سوداء، يديه على حائط المبكى في البلدة القديمة في القدس المحتلة حيث صلى لفترة وجيزة قبل أن يتوجه إلى العديد من الصحافيين في المكان.

واعتمد لهجة تصالحية، معبراً عن احترامه للرئيس باراك أوباما، وقال وفق بيان لمكتبه: «إنني احترم الرئيس الأميركي. أؤمن بقوة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة وفي قدرتهما على تجاوز خلافات الرأي بينهما، خلافاتهما الماضية والمقبلة».

ومن المتوقع أن يشارك نتانياهو اليوم في مؤتمر «اللوبي اليهودي الأميركي– الإسرائيلي» (آيباك) قبل أن يلقي خطابه مساء غد أمام الكونغرس. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يلتقي نتانياهو بعد خطابه، في اجتماع مغلق، أعضاء بارزين في مجلسي الشيوخ والنواب لحضهم على تشريع قوانين لفرض المزيد من العقوبات على إيران.

تحذير ضباط الأمن

في هذه الأثناء، حذر أعضاء «منتدى الضباط من أجل أمن إسرائيل» في مؤتمر صحافي عقدوه في تل أبيب أمس، من أن «هدم العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون التهديد الأمني الحقيقي على إسرائيل».

ودعا الضباط نتانياهو إلى التراجع عن إلقاء خطابه «الذي يمس بشكل هدام بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ولا يمكننا أن نسلّم بمثل هذا الشرخ بين البلدين». وقال رئيس المنتدى الميجر جنرال احتياط أمنون ريشف، إن الخطاب في الكونغرس سيتسبب باقتراب إيران من بلوغ قدرات نووية عسكرية، و «كان حرياً برئيس الحكومة العمل على تقوية العلاقات مع الإدارة الأميركية لمنع هذا الاحتمال الذي يشكل خطراً واضحاً وفورياً على أمن إسرائيل. واعتبر وكيل وزارة الدفاع سابقاً عاموس يارون، أنه ليس منطقياً فصل علاقات إسرائيل والولايات المتحدة بين «جمهوريين» و «ديموقراطيين».

وقال الميجر جنرال احتياط عميرام ليفين، الذي كان مرشد نتانياهو في الجيش: «علمته كيف يقود الأمور ويبلغ الهدف، ويؤسفني أن أقول له هذه المرة إنه أخطأ الهدف، فالهدف إيران وليس واشنطن». وأضاف أنه كان مفروضاً العمل مع الرئيس الأميركي «لا أن تفقأ عينيه»، معتبراً تفضيل نتانياهو حملة علاقات عامة تفيده في الانتخابات العامة الوشيكة على التصرف بحكمة كقائد والعمل بهدوء مع صناع القرار في واشنطن، «ضرباً من التسيب... وممنوع التسليم بهذا التسيب في المسائل الأمنية».

ويلتقي الضباط في تحذيرهم مع تصريحات أشد للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية (موساد) مئير داغان اتهم فيها نتانياهو بأنه «تسبب بأكبر ضرر استراتيجي لإسرائيل في تاريخها».

وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) الوزير السابق يعقوف بيري للإذاعة العامة أمس، إن الضرر الذي يسببه نتانياهو «أشد من فائدة إهانة الرئيس باراك أوباما». وأقر بما وصفه «نجاح نتانياهو في وضع الملف الإيراني في مركز الأحداث»، فيما أعربت أوساط في حزب «ليكود» عن أملها في أن يشكل الخطاب الذي سيلقيه زعيم الحزب رئيس الحكومة في واشنطن رافعة لتحسين وضع الحزب في استطلاعات الرأي بعد حصول بعض التراجع في الأسبوعين الأخيرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً