العدد 4563 - الخميس 05 مارس 2015م الموافق 14 جمادى الأولى 1436هـ

مدينة نمرود الأثرية... درة الحضارة الآشورية

تعد مدينة نمرود الاثرية التي اعلنت الحكومة العراقية انها تعرضت لـ "تجريف" على يد تنظيم داعش، درة الحضارة الآشورية وموطنا لكنز يعد من اهم الاكتشافات الاثرية في القرن العشرين.

وقالت وزارة السياحة والآثار العراقية أمس الخميس (5 مارس/ أذار 2015) ان "عصابات" التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد، قامت "بالاعتداء على مدينة نمرود الاثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الاثرية التي تعود الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".

وتقع المدينة التاريخية عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم الى الجنوب من الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الكاسح للتنظيم في حزيران/يونيو.

وجاء الاعلان عن جرف مدينة نمرود بعد ايام من نشر التنظيم شريطا يظهر قيامه بتدمير آثار في الموصل.

وتعد نمرود التي يعود تاريخ تأسيسها الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، احد اشهر المواقع الاثرية في بلد عرف بكونه مهدا للحضارات.

ويقول عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الاميركية حيدر حمداني لوكالة فرانس برس "نمرود كانت عاصمة آشور خلال العصر الآشوري الحديث".

ونمرود من المواقع الاثرية المرشحة للادراج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). واسمها المعتمد هو الاسم العربي للمدينة التي كانت تعرف اساسا باسم "كلحو".

بدأ ذكر المدينة من قبل علماء الآثار في العام 1820، وجرت عمليات استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، من قبل علماء أجانب. وتعرضت المدينة للنهب ابان الاجتياح الاميركي للعراق في العام 2003.

ولم يتضح مدى الضرر الذي الحقه الجهاديون بالمدينة الاثرية، اذ ان حراس الموقع ومسؤولي الآثار العراقيين غير قادرين على تقييمه بسهولة. وتقع غالبية المواقع الاثرية في محافظة نينوى، ومركزها الموصل، في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش بالكامل.

ونقل العديد من آثار نمرود من الموقع الاثري الى متاحف عدة بينها متحفا الموصل وبغداد، اضافة الى متاحف في باريس ولندن وغيرها. الا ان ابرز القطع لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشرية، والقطع الحجرية المنقوشة، بقيت في الموقع.

وفي شريط تدمير الآثار داخل متحف الموصل، بدا ان العديد من التماثيل والقطع الاثرية هي من موقع مدينة نمرود.

يقول حمداني ان هذا الموقع "كان فعلا موقعا مهما جدا في تاريخ بلاد ما بين النهرين (...) العديد من كنوز آشور الاثرية مصدره هذا الموقع".

ومن أبرز الآثار في الموقع "كنز نمرود" الذي اكتشف في 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الاحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب. ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف، بانه الاهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في العام 1923.

وعرض الكنز الذي يعود تاريخه الى نحو 2800 عام، لمدة وجيزة في المتحف الوطني العراقي في بغداد، قبل اجتياح العراق للكويت في صيف العام 1990. واخفت السلطات العراقية الكنز بعد ذلك.

وعثر على الكنز محفوظا في المصرف الوطني العراقي، بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين اثر دخول القوات الأميركية بغداد في نيسان/ابريل 2003.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:18 ص

      الله يكفينا شرهم

      لحد الآن لانعرف ماذا يريدون داعش من هذه الأفعال قتل وتدمير هل هذه الدولة الإسلامية التي يريدونها الله يهديهم

    • زائر 1 | 4:40 ص

      والان هل يحق للاعراب

      ان يطالبوا الغرب باعادة الاثار الى موطنها الاصلي بعدما راينا ما فعلته هذه العصابات البدوية الاسلاموية بهذه الكنوز الاثرية ؟ لا اظن ان هناك عاقلا يطالب بمثل هذا الا ان يكون معتوها . ان الاعراب المسلمين لا يفهمون قيمة هذه الاثار لانهم امة تعيش على الغزو والسلب والنهب كما وصفهم ابن خلدون في مقدمته فلذلك يجب نقل كل هذه الاثار الموجودة في بلاد المسلمين الى اوربا من اجل الحفاظ عليها و لا تقولوا لي ان هؤلاء مجرمون لان هناك حكومات ومشايخ قد سبقوا هؤلاء في تدمير الاثار

اقرأ ايضاً