العدد 4563 - الخميس 05 مارس 2015م الموافق 14 جمادى الأولى 1436هـ

شاهد الصور...سرايا القدس تعزز بنيتها العسكرية وتتأهب لمواجهة جديدة مع اسرائيل

بعد ستة أشهر على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، يسابق مقاتلو حركة الجهاد الإسلامي الزمن لإعادة بناء قدراتهم العسكرية مستخدمين شبكة أنفاق قتالية، استعدادا لمواجهة يقول احد قادتهم إنها باتت قريبة.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال ابو البراء، وهو قيادي كبير في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، "نحن على أعلى درجة من الجهوزية لأي مواجهة لأننا تعودنا ان المحتل يغدر ولا يحترم أي هدنة ولا أي اتفاقات".

وأجريت المقابلة مع ابو البراء في نفق تحت الأرض، إذ تمكن طاقم من "فرانس برس" من دخوله بعدما عصبت أعين أعضائه وتم اصطحابهم في سيارة مغلقة سارت مسافة اقل من نصف ساعة.

وأكد أبو البراء ان "الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة، نحاول ان نعيد توازننا من جديد والحرب مستمرة"، مشيرا إلى ان "الأنفاق من أهم ركائز العمل العسكري خاصة في الحروب. نمتلك أنفاقا أمامية تستخدم لضرب المحتل بقذائف الهاون و(أخرى) للوصول إلى مرابض الصواريخ وتصب في مصلحة تعزيز وثبات المقاومة".

ووفق القيادي فانه "لدى سرايا القدس ما يمكن ان يؤلم العدو ويدفعه ثمنا غاليا ويرد على جرائمه بالصواريخ وغيرها" مؤكدا ان تسلح حركة الجهاد هو اليوم "أكثر كفاءة وقدرة مما كان عليه في الحرب الأخيرة".

وفي داخل النفق، كان مقاتلون آخرون منشغلين بنقل قذائف من نوع أر بي جي، قال قيادي إنها "في إطار الإعداد لمواجهة العدو".

وفي موقع "حطين" في خان يونس جنوب القطاع، قدم نحو مئتي مقاتل انضموا "حديثا" لسرايا القدس، وفقا للقيادي ابوسيف، عروضا عسكرية متنوعة كالقفز على حواجز نيران، وهم يرددون هتافات "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا".

وتترواح أعمار هؤلاء الشبان بين 19 و22 عاما، بحسب ابو سيف، وكانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية.

ويقول احد مدربيهم ابواحمد إنهم يتلقون علوما عسكرية "متطورة جدا"، حيث "كل دورة تدريب تستمر ما بين 36 يوما إلى ستة أشهر قبل ان يتم فرز المجاهدين في وحدات متخصصة مثل وحدات المدفعية والصواريخ والرماية واقتحام المدن".

ونفذ عدد من مقاتلي السرايا مناورة عسكرية بالذخيرة الحية لنموذج اقتحام موقع عسكري. وكان ملفتا تحليق طائرات قتالية إسرائيلية في سماء قطاع غزة.

وشرح ابوسيف، وهو المشرف على التدريب، ان هذه المناورة "تهدف لإظهار قدرات عناصر نخبة الاقتحامات في تنفيذ اختراق ومهاجمة مواقع عسكرية حصينة للعدو". وشدد على ان جناحه العسكري "يعد المجاهدين لما يتحتم علينا مواجهته في الأيام المقبلة".

ويؤكد ابوالبراء ان حركته "تمتلك الكثير من الخيارات ولا تعتمد على الأنفاق وحدها"، مضيفا "نستثمر في الإنسان بفكره وعقيدته القتالية وهو سيحرر هذه الأرض".

وقتل 123 عنصرا من سرايا القدس خلال الحرب الأخيرة، التي استمرت نحو خمسين يوما، بحسب حصيلة أعلنتها السرايا.

وتقول السرايا إنها أطلقت "3249 صاروخا وقذيفة" من بينها صواريخ "فجر 5" إيرانية الصنع، والتي استهدفت مدنا في شمال إسرائيل.

وعادة لا تفصح حركتا حماس والجهاد الإسلامي عن عدد مقاتليهما أو حجم ونوع القدرات العسكرية لديهما. لكن بعض التقديرات المحلية تشير إلى ان سرايا القدس تضم ما بين عشرة إلى خمسة عشر ألف مقاتل، وضعفهم ينتمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لـ"فرانس برس" "نحن نحتاج ان نكون مستعدين لان حماس والجهاد أعلنتا إنهما أعادتا بناء الأنفاق واختبرتا صواريخ وأشياء أخرى"، مضيفا "نحن قمنا باتخاذ الخطوات اللازمة لنكون مستعدين".

وتستفيد سرايا القدس والمنظمات المسلحة الأخرى في إعادة بناء منظومتها العسكرية من الهدنة الهشة التي تسود حدود جبهة قطاع غزة. ولكن وفقا لمراقبين، فإنها تعاني من عدم إمكانية تهريب أسلحة ثقيلة وصواريخ من الخارج بسبب إغلاق مصر لمئات الأنفاق التي كانت تنتشر على طول حدودها مع غزة.

وفي هذا الصدد، يؤكد ابو البراء ان منظمته "تعتمد على إمكانياتها الذاتية في تصنيع وتطوير أسلحتها والصواريخ"، ويرفض إعطاء المزيد من التفاصيل.

وخلال الحرب الأخيرة على القطاع، استهدفت إسرائيل مئات المنشآت الصناعية والورش التي قالت ان فصائل مسلحة تستخدم بعضها لتصنيع او تخزين الأسلحة. وسقط خلال هذه الحرب حوالي 2200 فلسطيني، ودمرت إسرائيل كليا او جزئيا أكثر من مئة ألف منزل.

وتبدو معظم مساحات جدران النفق مكسوة بالواح خرسانية مركبة أما سقفه الأسمنتي فمقوس. وهو بعمق أكثر من عشرة أمتار، بحسب مسئول في سرايا القدس.

اما ليرنر فقال انه "لا يستطيع تأكيد ان حماس ومجموعات مسلحة أخرى كانت تستخدم مواد البناء التي تدخل من إسرائيل إلى غزة"، والمخصصة للاعمار. ولكنه أضاف انه من "الأنسب ان نفترض ان هذا ما ستفعله".

ويرفض مسؤولون في السرايا إعطاء التفاصيل عن عدد الأنفاق آو حتى بوابة النفق وكيفية إنشائه والتكلفة المالية. ولكن عناصر قالوا ان السرايا "تمتلك شبكة أنفاق بأطوال مختلفة، ولكل نفق عدة مداخل تفاديا لتعرضه لقصف إسرائيلي".

وبعدما أكد وجود تنسيق "وثيق وقوي مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة وخاصة كتائب القسام"، قال أبو البراء ان "الاحتلال سيجد منا ما لم يره من قبل، جرائم المحتل لن تسقط بالتقادم وسندع الميدان يتكلم عن إمكانيات سرايا القدس".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:21 ص

      رسالة ذكية.

      العدو الصهيوني الغادر لا يعرف الا منطق القوة ، أكيد خوف الصهاينة الآن أصبح واقعي من جراء التسلح النوعي الموجود عند المقاومة في غزة الصمود.
      وأعتقد أن سرايا القدس هي اليد اليمنى لحزب الله في فلسطين.

    • زائر 1 | 9:21 ص

      منصورين

      الله ينصركم

اقرأ ايضاً