العدد 4563 - الخميس 05 مارس 2015م الموافق 14 جمادى الأولى 1436هـ

زيادة القلق الأمني في الكويت بعد كشف هوية "الجهادي جون"

أثارت تقارير بأن أشهر جلادي تنظيم "داعش" مولود في الكويت قلقا بالغا بين الكويتيين من تأثر بلادهم بالحرب في العراق وسوريا والتي أصبحت تخوضها دول عربية حليفة.

وسارع أشخاص من داخل الحكومة وخارجها إلى القول إن محمد الموازي المعروف إعلاميا باسم "الجهادي جون" أصبح متشددا فيما يبدو في بريطانيا حيث ترعرع كمواطن بريطاني.

لكن الموازي ليس أول متشدد كبير مناهض للغرب يولد في الكويت فسليمان أبو غيث المتحدث باسم تنظيم القاعدة كويتي كما يعتقد كثيرون أن خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول ولد في الكويت أيضا كما أن محسن الفاضلي أكبر قياديي القاعدة في سوريا كويتي.

وقال الشيخ محمد المبارك الصباح وهو وزير كويتي لرويترز إنه لأمر صادم أن تكتشف أمور كهذه ومن المؤسف أنه لا يمكن لأي دولة التحكم فيها بشكل كامل.

وأضاف أن الأمر يضر بسمعة الدول التي يولد فيها هؤلاء.

لكنه قال إن شخصا كالموازي لا يمثل القيم الحقيقية لبريطانيا كلها.

وأقر مسئولون أمنيون بأن شبانا من دول خليجية عربية تدفقوا بالمئات لخوض القتال في سوريا والعراق مع "داعش" وهي إشارة على تأثير اعلان التنظيم المتشدد قيام دولة الخلافة.

والكشف عن الموازي بأنه هو الشخص الملثم الذي يمسك بسكين ويتوعد الرهائن الأجانب يعطي المجندين المحتملين شخصية بارزة يمكنهم التطلع إليها. كما أن دور الكويت في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد يزيد من اقبال من يشعرون بالغربة في وطنهم.

وفي العام الماضي وصفت وزارة الخزانة الأمريكية الكويت بأنها "مركز جمع التبرعات للجماعات الإرهابية في سوريا."

ويجاهر الممولون الكويتيون خاصة الذين يتبعون المذهب الوهابي بإرسال أموال لفصائل متشددة منذ سنوات ويقول البعض إن عددهم آخذ في الازدياد بالكويت.

ويقول مسئولون وهيئة مراقبة دولية إن الدولة الكويتية شددت القيود على هذا النوع من التمويل لكن المخاوف الغربية لا تزال قائمة.

* البقاء

بعد الغزو العراقي في أوائل التسعينيات والحرب بين العراق وإيران بين عامي 1980 و 1988 يركز البلد الذي يسكنه 3.5 مليون نسمة يبلغ عدد الكويتيين منهم نحو 1.2 مليون فقط على الاستقرار والبقاء مدركا اعتماده على قوى خارجية.

وتقع الكويت وهي قوة نفطية واستثمارية بين السعودية وإيران والعراق وهي ثلاث دول مجاورة كبيرة تلعب دورا محوريا في أمن المنطقة الغنية بالطاقة.

وعادة ما تسعى الكويت لتبني نهج تصالحي في الشؤون الخارجية لكنها شريك طوعي في مساع تدعمها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإٍسلامية وهو موقف من المرجح أن يعززه الكشف عن أصول الموازي.

ويقول مسئولون حكوميون إن الكويت قدمت معلومات مخابرات وتمويل وأتاحت لبعض أعضاء تحالف غربي - عربي يقاتل "داعش" باستخدام مطاراتها لشن هجمات. وذهبت السعودية والإمارات حليفتا الكويت إلى أبعد من ذلك بالمشاركة في ضربات جوية باستخدام مطاراتهما.

ويشعر مسئولون أمنيون بالقلق من أن الخطر على استقرار الكويت قد يأتي من الداخل بقدر ما قد يأتي من الخارج مشيرين إلى قدرة تنظيم "داعش" على استغلال الخلافات الطائفية والقبلية في المجتمعات بالإضافة لطموحه للإطاحة بالأسر الملكية الحاكمة في الخليج.

وسعى مسؤولون هذا الأسبوع لأن يباعدوا بين الكويت - وهي أكثر دولة منفتحة سياسيا في الخليج - والتنظيم المتشدد.

وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله إن هذه الأسرة لا تتعاطف مع تنظيم "داعش" وإنها مثل أي أسرة تعيش في الكويت وإن تنظيم "داعش" لا علاقة له بالكويت.

ويتجلى الصراع على الأفكار والسلطة في الحرب ضد "داعش" على مرأى ومسمع الجميع هناك حيث تشمل التقاليد التعددية وجود برلمان نشط وصحافة جريئة وحياة ثقافية ثرية.

ومن بين الانتقادات الأساسية هي وجهة النظر بأن الحرب تتجاهل بل وتساعد على صعود الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا الأمر الذي يزيد من إقبال السنة في الخليج على الانضمام لتنظيمات متشددة مثل "داعش".

وتقول شخصيات كويتية بارزة إن تجربة الغزو العراقي في 1990-1991 وتحرير البلاد الذي قادته الولايات المتحدة يعني أن هناك قيودا على مدى معاداة الكويتيين للغرب.

وعبر سامي الفراج وهو مستشار لمجلس التعاون الخليجي عن اعتقاده بأن هناك توافقا شعبيا في الرأي بشأن دور القوى الخارجية في الدفاع عن هذا البلد لأن أحدا لا يريد تكرار الغزو إذا وجدت الكويت نفسها وحيدة.

لكن لا يتفق الكل على أن قتال "داعش" على أراض أجنبية هو الخيار الأصوب.

وأخذ أسامة المناور وهو عضو سابق في البرلمان يتبني النهج السلفي يقلب في صور عنيفة على هاتفه لأطفال يقول إن ميليشيات مدعومة من إيران قتلتهم في معارك خارج العاصمة السورية.

وقال إن مشاركة الكويت في الحرب ضد "داعش" خطأ وأضاف أنه يتعين مساعدة المعارضة المعتدلة مع عدم تجاهل الخطر الأكبر المحدق بالكويت وهو العدوان الإيراني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً