العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ

اجلاء مئات الاجانب من اليمن والرئيس هادي باق في الرياض

في اليوم الثالث للعملية العسكرية الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة المرتبطين بايران، تم اجلاء مئات الموظفين الاجانب اليوم السبت (28 مارس/ آذار 2015) جوا من العاصمة اليمنية صنعاء بسبب تدهور الوضع الامني.

وحلقت طائرات مساء السبت في اجواء صنعاء ما يؤشر الى ليلة رابعة من الغارات على العاصمة اليمنية، في الوقت الذي يضيق فيه المتمردون الحوثيون الخناق على عدن ثاني اكبر مدن اليمن.

واكد العاهل السعودي الملك سلمان في جلسة افتتاح القمة العربية السنوية في شرم الشيخ بمصر، ان الحملة الجوية التي تشارك فيها تسع دول عربية، ستستمر "حتى عودة الامن والاستقرار" الى اليمن.

من جهته دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي امام القمة الى استمرار العملية العسكرية العربية في اليمن حتى يعلن الحوثيوين "استسلامهم".

وغادر اثر ذلك الملك سلمان والرئيس هادي مصر باتجاه الرياض.

وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ان الرئيس هادي لن يعود الان الى عدن بل "عندما تستتب الامور اولا".

واضاف ياسين ان الحوثيين يحاولون السيطرة على عدن بكل الوسائل من اجل فرض واقع جديد على الارض قبل انتهاء القمة.

واصبحت عدن تحت رحمة المجموعات المسلحة بعد فرار قوات الامن منها.

واوقعت المعارك واعمال العنف فيها 70 قتيلا على الاقل واكثر من 200 جريح خلال ثلاثة ايام، بحسب مسؤول محلي.

واحتدمت المعارك خصوصا بين الميليشيات الحوثية ولجان الدفاع عن الاحياء. كما قتل تسعة اشخاص على الاقل في انفجارات قوية في مخزن اسلحة تابع للجيش هاجمه لصوص منذ الجمعة بعد ان اخلاه الجنود.

ومع تفاقم الوضع يوما بعد يوم في اليمن غادر "اكثر من 200 موظف تابعين للامم المتحدة وسفارات وشركات اجنبية بعد ظهر السبت مطار صنعاء"، بحسب مصدر انساني لم يوضح جنسيات المغادرين ولا وجهتهم.

وسجلت عمليات اخلاء قبل هذه حيث وصل عشرات الدبلوماسيين بينهم سعوديون، السبت الى المملكة السعودية بعد ان تولت البحرية السعودية اخلاءهم انطلاقا من ميناء عدن قبل بداية الحملة الجوية.

وقال مصدر آخر انه لم يبق في اليمن الا "الموظفين الضروريين للمهام الانسانية الطارئة". ومن المقرر ان يغادر المبعوث الدولي لليمن المغربي جمال بنعمر صنعاء ليتوجه الى القمة العربية، بحسب مقربين منه.

وتقود المملكة السعودية التي ترتبط بحدود طويلة مع اليمن، الحملة الجوية العربية التي شنت الخميس بهدف وقف تقدم المتمردين الحوثيين ومنعهم من الاستيلاء على السلطة.

ومنذ ايلول/سبتمبر 2014 استولى الحوثيون على مناطق واسعة من اليمن ضمنها العاصمة صنعاء وتقدموا في الايام الاخيرة باتجاه عدن حيث تحصن هادي منذ شباط/فبراير.

ولليلة الثالثة على التوالي قصفت طائرات التحالف العربي مواقع المتمردين في صنعاء ومحيطها، في اعنف غارات منذ بداية الحملة، بحسب شهود.

وقالت سيدة اجنبية تعمل لمنظمة انسانية "كانت ليلة من القصف الكثيف". واضافت ان "كثيرين يريدون الرحيل لكن ليست هناك طائرات لمغادرة اليمن".

وبحسب سكان استهدفت الغارات مواقع عسكرية خصوصا مواقع الدفاع الجوي ومخازن الذخيرة حول العاصمة.

وقالت وكالة انباء دولة الامارات الطرف في التحالف العربي، ان سلاح الجو الاماراتي نفذ غارات جديدة على مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء ومحافظة مارب المجاورة.

وكانت السعودية اطلقت عملية "عاصفة الحزم" دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي وكاد يجبر على ترك عدن بعد تقدم الحوثيين باتجاه هذه المدينة الجنوبية الكبيرة.

واكدت المملكة انها تريد بذلك التصدي "لعدوان" ايران التي تتهمها بدعم الحوثيين والسعي الى "الهيمنة" على المنطقة.

ولم تؤكد ايران يوما مساعدتها للحوثيين لكنها ندد بالحملة العسكرية على اليمن.

واعلن مسؤولون دبلوماسيون من الخليج ان الحملة العسكرية الجوية يمكن ان تستمر لفترة تصل الى ستة اشهر وقالوا انهم يتوقعون ردودا ايرانية تتخذ شكل اعمال لزعزعة الاستقرار.

وندد مسؤول خليجي طلب عدم كشف هويته ب"الدعم اللوجتسي والعسكري" الذي تقدمه طهران للحوثيين قائلا انه بحسب التقديرات "هناك خمسة الاف ايراني وعناصر من حزب الله (اللبناني) وميليشيات عراقية (موالية لطهران) على الارض في اليمن".

وقال هؤلاء الدبلوماسيون ان السعودية وحلفاءها قرروا التحرك ضد الحوثيين حين اظهرت صور الاقمار الاصطناعية في نهاية كانون الثاني/يناير تحريك صواريخ سكود نحو شمال الحدود السعودية مع قدرة يمكنها ان تبلغ الاراضي السعودية.

اما الولايات المتحدة، حليفة الرئيس اليمني في مكافحة الارهاب، وحليفة السعودية فقد اكدت دعمها للعملية العسكرية بعد ان اعلنت تقديم دعم لوجستي.

وكان المتمردون الحوثيون ، بمساعدة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي له انصار داخل الجيش، انطلقوا من معقلهم في صعدة شمال اليمن باتجاه وسط البلاد وغربها قبل ان يتقدموا باتجاه الجنوب.

وعلاوة على المجموعات الاسلامية المتطرفة الناشطة في بلدان عربية عدة، فان الدول العربية لا تخفي خشيتها من اتساع نفوذ ايران في المنطقة وهو ما جعلها تفكر في انشاء قوة عسكرية عربية مشتركة.

وتعد الحملة العسكرية العربية في اليمن "اختبارا" لاقامة هذه القوة المقترحة على القمة العربية الحالية.

ودافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن هذا الاقتراح متحدثا عن "تهديدات غير مسبوقة للهوية العربية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً