العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ

التونسيون يستعدون لمسيرة ضد التطرف اليوم بعد الهجوم على متحف باردو

تشهد تونس اليوم الأحد (29 مارس/ آذار 2015) مسيرة "ضد الإرهاب" يتوقع أن يشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص على رأسهم الرئيس الباجي قائد السبسي وقادة أجانب بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اثر الهجوم الدامي على متحف باردو الذي أودى بحياة 22 شخصا.

وستبدأ المسيرة الشعبية حوالي الساعة 10,00 (11,00 تغ) في ساحة باب سعدون لتختتم أمام المتحف حيث وقع في 18 اذار/مارس الاعتداء الذي أودى بحياة 22 شخصا هم 21 سائحا أجنبيا وشرطي.

وسيرافق مسئولون أجانب الرئيس الباجي قائد السبسي لمئة متر في حرم المتحف قبل تدشين مسلة لذكرى ضحايا الهجوم.

وأكدت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي للتلفزيون السبت أن الهجوم على متحف باردو "لم يقتلنا وجعلنا اقوى". وأضافت ان "حسنا الوطني يجب ان يظهر الآن".

وكان السبسي وجه مساء الأربعاء نداء عبر التلفزيون دعا فيه التونسيين الى المشاركة بكثافة في المسيرة "ليعبروا عن قوة تونس وعزيمتها في مكافحة الارهاب" ولتوجيه رسالة "للخارج بان تونس ماضية في كفاح الإرهاب وستواصل تشبثها بالاصلاحات السياسية التي قامت بها".

وقتل في هذا الهجوم الذي شنه مسلحان فتحا النار في متحف باردو الوطني عشرون سائحا من ايطاليا واليابان وفرنسا واسبانيا وكولومبيا واستراليا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا وروسيا، وشرطي تونسي. وقد ارتفعت حصيلة قتلاه الى 22 السبت بوفاة فرنسية متأثرة بجروحها.

وسيستقبل الرئيس السبسي عددا من القادة الاجانب بينهم نظراؤه الفرنسي فرنسوا هولاند على الرغم من الدورة الثانية لانتخابات الاقليم في بلده، والبولندي برونيسلاف كوموروفسكي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

كما يتوقع ان يشارك في المسيرة رئيسا وزراء ايطاليا ماتيو رينزي والجزائري عبد المالك السلال وكذلك وزبرا خارجية اسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مارغايو وهولندا بيرت كوندرز.

وقال القائد السبسي صرح لصحيفة ويست فرانس الفرنسية "بات كل العالم يرد اليوم بعد كل اعتداء كما لو انه وقع على ارضه. هذا امر جديد وامر مهم".

وتذكر هذه المسيرة بتلك التي شهدتها باريس في كانون الثاني/يناير بمبادرة من هولاند بعد الهجوم الذي تعرضت له اسبوعية شارلي ايبدو ومتجر يهودي.

واعلنت حركة النهضة الاسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي الى جانب خصوم الامس، انها ستشارك في التظاهرة واصفة الارهاب بانه "عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية".

بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) "جميع اعضائه (...) ومجمل الشعب التونسي الى المشاركة بكثافة" في التحرك.

من جهتها، اعلنت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة انها لن تشارك في المسيرة "بسبب نفاق" بعض المشاركين، في اشارة واضحة الى حركة النهضة.

وقال الناطق باسم الجبهة همة الحمامي انه لا يريد ان تكون المسيرة "وسيلة للتغطية على المسؤوليات (...) حول انتشار الارهاب".

وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في اي شكل من الوحدة الوطنية "ضد الارهاب"، معتبرة ان الحركة الاسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصا حين تولت السلطة بين نهاية 2011 وبداية 2014.

وترى شخصيات اليسار ان النهضة مسؤولة، وربما متورطة، في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المناهضين للاسلاميين في 2013.

وفي مواجهة هذه الانقسامات تحدثت صحيفة لا بريس عن "معركة عبثية"، مؤكدة ان "العالم ينتظر منا ان نبرهن على اننا نستحق دعمه وموجة التضامن التي سيعبر عنها طوال النهار".

وسيستأنف المتحف نشاطه الطبيعي الاثنين.

وقد فتح الجمعة امام التلاميذ والطلاب. وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس ان آثار الرصاص ما زالت واضحة على بعض الجدران.

وقالت الشابة الالمانية لينا بوتلندر لفرانس برس فيما كانت تزور المتحف "كنت خائفة بعض الشيء، لكنني الان هنا والاحظ ان المكان آمن".

من جهتها، اكدت سمية الشابة التونسية التي جاءت مع مجموعة اطفال ان هؤلاء "صدموا بما شاهدوه على التلفزيون، ونحن هنا لنثبت ان لا شيء نخاف منه".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً