العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ

الجبير: سعداء بالدعم الأميركي.. والبيت الأبيض: إنه جزء من الحرب ضد الإرهاب

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

بينما أكد مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جيف راثكي، أن واشنطن تدعم «عاصفة الحزم»، وذلك بسبب «العلاقة الوثيقة بين البلدين»، قال إن واشنطن لا تريد «حربا مفتوحة» في اليمن. وقال «نحن لا نريد لهذه (الحرب) أن تكون حملة عسكرية مفتوحة»، لكنه رفض الحديث عن تفاصيل العملية، وقال إن السعودية هي التي تقودها، وهي المسؤولة عنها، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأحد (29 مارس/ آذار 2015).

وقال راثكي، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس «تم الدعم الأميركي لحملة دول المنطقة العسكرية ضد الحوثيين بناء على طلب من الحكومة السعودية نفسها بسبب عرى العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية».

وقال بيان من البنتاغون إن «وحدات عسكرية أميركية من سنتكوم (القيادة العسكرية الأميركية الوسطى) وأفريكوم (القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا) أنقذت طيارين سعوديين من المياه الدولية في خليج عدن»، وإن الإنقاذ كان بناء على طلب السعودية، وإن الطيارين سالمان، وإن الإنقاذ تم باشتراك المدمرة «يو إس إس ستريت»، وسفينة النقل البرمائي «يو إس إس نيويورك»، ووحدات أميركية من جيبوتي، منها طائرات هيلكوبتر.

وبعد اجتماع مع آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية، أشاد عادل الجبير، سفير السعودية في واشنطن، بالدعم الأميركي في «عاصفة الحزم». وقال إن الولايات المتحدة «تساعد كثيرا»، وإن السعودية «مسرورة جدا» بمستوى التنسيق بين البلدين، وإن التنسيق يشمل عمليات عسكرية واستخباراتية ولوجيستية.

وأكد الجبير أن الهدف من «عاصفة الحزم» هو «دعم الحكومة الشرعية في اليمن، وحماية المدنيين، ومنع المتمردين من السيطرة على اليمن وتخريبه، وإيذاء مواطنيه».

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن اتصالا أخرا جرى بين الرئيس باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن أوباما أكد دعم الولايات المتحدة في «عاصفة الحزم». وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، برناديت ميهان، إن أوباما «جدد التأكيد على متانة الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية». وقالت إن الهدف هو «تحقيق استقرار مستدام في اليمن، ترعاه الأمم المتحدة، وتشارك فيه كل الأطراف كما تنص مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي». وأضافت أن «الرئيس أكد التزام الولايات المتحدة بأمن السعودية».

وقال خبراء عسكريون أميركيون إن الدعم الأميركي يمكن أن يتطور، من دعم لوجيستي واستخباراتي، إلى طائرات «إير تانكر» (للتزود بالوقود في الجو)، وطائرات «أواكس» (حديثة مزودة بآخر تكنولوجيا الإنذار المبكر)، وطائرات «درون» (من دون طيار).

وقال سيث جونز، مستشار سابق في البنتاغون، والآن خبير في مركز «راند» في كاليفورنيا، إن اليمن فيه «مجموعة إرهابية لديها قدرات ومصلحة في مهاجمة الأراضي الأميركية»، وإن دعم الولايات المتحدة «للتحالف الإقليمي بقيادة السعودية ضروري لإعادة الاستقرار إلى اليمن، وذلك لأن الفوضى السائدة حاليا تشكل أرضية خصبة لـ(القاعدة) وغيرها من المجموعات الإرهابية».

وقال جون الترمان، مدير قسم الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن، إن الولايات المتحدة لا ترفض عدم مشاركة الحوثيين في تسوية سلمية، رغم دعمها للعملية العسكرية بقيادة السعودية. وأضاف «لا تهدف العملية إلى هزيمة كاملة للحوثيين، بل إلى منعهم من تحقيق انتصار كامل». وحذر من حرب أهلية حقيقية في كل اليمن. وقال «سيطول النزاع إلى سنوات تقريبا إذا استمرت الحرب بالوكالة في اليمن».

وفي الكونغرس، أيد الدعم الأميركي قادة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وركزوا على ضرورة وقف توسع الحوثيين لإفساح المجال أمام تسوية سياسية محتملة، وللقضاء على تنظيم القاعدة.

وقال النائب آدم شيف (ديمقراطي - ولاية كاليفورنيا) عضو لجنة الاستخبارات في الكونغرس، إن الحوثيين «يتسببون بشكل خطير في حرب أهلية في اليمن.. لهذا، وبسبب الفظائع في سوريا، لا بد من تفادي مثل هذا الاحتمال».

وفي الخارجية الأميركية، نفى راثكي وجود تناقض في السياسة الأميركية بين دور إيران في اليمن، والمحادثات مع إيران في لوزان، في سويسرا، حول أسلحتها النووية. وقال إن الولايات المتحدة كررت قلقها من تدخل إيران في دول المنطقة. وأضاف أن المحادثات لم تتأثر بالوضع في اليمن، قائلا «نستمر نحن في الاتصال مع فريقنا في سويسرا، ولا يبدو أن هناك تأثيرا.. ليس هناك تناقض. يظل موقفنا واضحا، خلال المفاوضات حول الملف النووي مع إيران، بأن سلوك إيران في العديد من المسائل يثير قلقنا».

وفي إجابة عن سؤال إذا كانت واشنطن تؤيد «غزو أرضيا عربيا»، قال راثكي إنه سمع «احتمالات» ذلك. وأضاف «لن أتحدث عن احتمالات ما سيفعل هذا التحالف الذي تقوده السعودية». وعندما كرر الصحافي سؤاله قائلا «لم أسأل عن احتمالات.. سالت: هل تؤيد الولايات المتحدة غزوا عربيا أرضيا؟»، كرر راثكي إجابته «لن أتحدث عما سيفعلون. نعم، نحن نواصل معهم اتصالات مكثفة، لكني لن أعلق على هذا الموضوع». واشترك في السؤال عن «تأييد» الولايات المتحدة صحافيون آخرون. وكرر راثكي عدم رغبته في إجابة مباشرة.

ثم سأل صحافي «هل تؤيدون الغزو الأرضي بصرف النظر عن خططهم؟»، أجاب «أيدنا الخطوات التي اتخذوها حتى الآن. ونحن نرى أن ما يحدث فرصة. أساس تأييدنا هو تأييد العملية السياسية في اليمن: عودة المبادرة الخليجية، وعودة هادي رئيسا شرعيا. لكن، أيضا، مشاركة الحوثيين..».

وكرر راثكي ما كان قاله الأسبوع الماضي عن عدم وجود «اتصالات مباشرة» مع الحوثيين. وعندما كرر صحافيون أسئلتهم عن «اتصالات غير مباشرة»، قال راثكي «ليست لدينا أي اتصالات مباشرة مع الحوثيين أو صالح. ونحن كررنا طلبنا منهم أن يعودوا إلى المفاوضات السلمية».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً