العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ

مسئولون عرب وأميركيون: التخطيط للتحالف العربي ـ الإسلامي بدأ أوائل مارس

الوسط - المحرر السياسي 

تحديث: 12 مايو 2017

كان التدخل العربي الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن لافتا للأنظار بحق من حيث حجم قوات التحالف المشاركة والسرعة التي أعدت بها خطط التدخل. أما الولايات المتحدة، التي سحبت آخر وحدات القوات الخاصة التابعة لها من اليمن بحلول الأسبوع الماضي فقد كانت أبلغت مسبقا بعملية «عاصفة الحزم». ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الإثنين (30 مارس / آذار 2015).

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسئولين عرب وأميركيين بأن شرارة انطلاق العمل العسكري كانت اجتياح الحوثيين المدعومين من إيران مدينة عدن الساحلية التي لجأ إليها الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي في وقت سابق من هذا الشهر. والخميس، دخلت السفن الحربية المصرية إلى خليج عدن، وهو الممر المائي الاستراتيجي الرابط بين البحر الأحمر وبحر العرب، بينما دكت المقاتلات الحربية السعودية المواقع الحوثية في البر الرئيسي للبلاد.

وحسب الوكالة بدأت المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا ومصر في توحيد الجهود وتكوين التحالف العسكري المشترك في بداية مارس (آذار)، وفقا لمصادر مطلعة على المفاوضات. غير أن الجانب السعودي لم يبدأ في عقد المناقشات التفصيلية رفيعة المستوى مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول الكيفية التي ستتعاون بها الولايات المتحدة مع التحالف الجديد حتى يوم الأحد الماضي، حسبما أفادت المصادر الأميركية.

وصرحت برناديت ميهان، الناطقة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، يوم الثلاثاء الماضي «ظل الجانب السعودي وشركاؤه الخليجيون على تواصل مستمر معنا، لأيام قبل بدء الهجوم، حيال أنواع الخيارات المطروحة التي كانت محل اعتبار لديهم، ومن بينها التدخل العسكري».

بدوره، أدلى عادل الجبير، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، بتصريحات لشبكة «سي إن إن» مؤيدة لأقوال ميهان وقال: «كنا نناقش تلك المسألة مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ على مدى الشهور الماضية. وانتقلنا للمناقشات التفصيلية مع اقتراب الوقت أما القرار النهائي بالتدخل فلم يتخذ حتى اللحظات الأخيرة، نظرا للظروف التي يمر بها اليمن. وكانت للولايات المتحدة رؤيتها من حيث إدراكنا للأمر، ولقد نسقنا وتشاورنا عن كثب مع البيت الأبيض حيال ذلك».

من جهته، صرح الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية الأميركية، في جلسة الاستماع أمام مجلس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء بأنه علم بالحملة الجوية قبل ساعة من بدئها. وقال مسؤول آخر في القيادة المركزية الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه كانت لدى الجنرال أوستن «مؤشرات» بحلول نهاية الأسبوع الماضي على أن شيئا ما مقدر له الحدوث غير أنه لم يتلق التأكيد النهائي حتى يوم الأربعاء.

ونقلت الوكالة عن المسئولين السعوديين الذين أطلعوا المشرعين الأميركيين الأربعاء على الحملة بأن التخطيط للتحالف العسكري العربي الإسلامي بدأ قبل نحو 3 أسابيع في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الرياض وإنه خلال تلك الاجتماعات، كان إردوغان على علم بالتدخل العسكري المحتمل في اليمن ووافق على توفير الدعم التركي للعمليات. وبالتالي لم يكن مستغربا أن يعلن إردوغان مع بداية الحملة موافقة تركيا على المشاركة وقال إن «بلاده قد توفر الدعم اللوجيستي فقط»، مضيفا أننا «نؤيد التدخل السعودي في الأزمة اليمنية. ينبغي على إيران والجماعات الإرهابية الانسحاب».

وجاء المزيد من التفاصيل حول التخطيط للعمليات في تغريدة لأنور قرقاش، وزير خارجية الإمارات، قال فيها إن «قرار عاصفة الحزم لم يأت متسرعا وسبقه جهد سياسي مكثف ومبادرات لمواجهة جماعة الحوثي. جاءت تلك العملية بعدما طرقت دولة الإمارات كل الأبواب».

وتعزز التحالف، وفقا لتصريحات الدبلوماسيين العرب والأميركيين، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في اجتماع عقد في الرياض لمسؤولين كبار من المملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين.

وتعزز التحالف العربي، وفقا لتصريحات الدبلوماسيين العرب والأميركيين، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في اجتماع عقد في العاصمة السعودية الرياض، اشتمل على مسئولين كبار من المملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين. وأفادت مصادر صحافية في ذلك الوقت بأن المؤتمر كان لمناقشة الأزمة اليمنية، غير أنه لم تخرج أي إشارات حول اعتبار استخدام القوة العسكرية.

وفي حين تبقى بعض تفاصيل التخطيط غير واضحة، إلا أن هناك أمرا وحيدا واضحا وهو أن المبادرة السعودية تعد خطوة رئيسية في حرب الشرق الأوسط الباردة، من حيث وضع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين على خط المواجهة مع إيران. وإنه لوضع معقد بكل تأكيد، وأسفر عن إرباك واضح في السياسة الأميركية حيال المنطقة؛ فمن ناحية، يحاول الرئيس باراك أوباما وبشكل عاجل الوصول إلى اتفاق إطاري حول البرنامج النووي الإيراني خلال عطلة نهاية الأسبوع في سويسرا، وفي اليمن، يساعد أوباما حاليا الجهود العسكرية في محاربة ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران. وقال مسؤولون أميركيون إن القوات العسكرية الأميركية تعاون حاليا في الحملة التي تقودها السعودية من خلال تزويد المقاتلات السعودية بالوقود وبالصور الملتقطة بواسطة الطائرات دون طيار والأقمار الصناعية، وفي ذات الوقت، في دولة العراق المجاورة، بدأت الطائرات المقاتلة الأميركية في توجيه الضربات الجوية لإسناد القوات العراقية وثيقة الصلة بإيران والتي تقاتل تنظيم داعش حاليا في تكريت. ويبدو أن التناقض الواضح يسبب حيرة لإيران وحلفائها كذلك، حيث أعلنت بعض الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق توقفهم عن القتال في تكريت بسبب الغارات الجوية الأميركية الداعمة لها.

كما تسبب الأوضاع الراهنة بعض الحيرة لكبار المشرعين في الولايات المتحدة، حيث صرح جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، للصحافيين يوم الخميس بأنه لا يعتقد بوجود أي مساعدات أميركية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، «تلك الدول، بزعامة السعودية، لم يخطرونا ولم ينسقوا معنا أو طلب مساعدتنا في ذلك الأمر. وذلك لأنهم يعتقدون أننا نقف في صف إيران».

وصرح سيمون هندرسون، وهو خبير في شئون الخليج العربي لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بأنه لا ينبغي رؤية التحالف الجديد إزاء اليمن على أنه فشل للقيادة الأميركية ولكن من واقع أنه شاهد على قوة التحالفات التقليدية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وتابع أنه «مثال حاسم على الطريقة التي يريد حلفاء أميركا من العرب اتباعها للتنسيق فيما بينهم ومع واشنطن. وعلى الرغم من قلق الحلفاء العرب من التوجهات الدبلوماسية حيال القضية النووية الإيرانية، فإن العواصم العربية تدرك أنهم يريدون جلب واشنطن إلى خضم الأحداث».

والسؤال المطروح حاليا هو ما إذا كان دعم أوباما لحلفاء أميركا العرب في اليمن سوف يعوق احتمال اكتساب إيران كحليف جديد من خلال المفاوضات النووية في سويسرا من عدمه.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً