العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ

رئيس شعبة الشئون القانونية في الشرطة النسائية: مشاريع تربوية ناجحة في " رعاية الأحداث "

المنامة - وزارة الداخلية 

تحديث: 12 مايو 2017

الجنح والجرائم التي يرتكبها الأحداث تشكل هاجسًا مؤرقًا للمجتمع وللمختصين وللأجهزة القضائية والأمنية وجهات تنفيذ العقوبات إن لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة ومعالجة أسباب هذه الجنح والجرائم. ولا يتم النظر في قضايا الأحداث إلا في المحاكم المخصصة لهم ويتم إيداع المدانين في مركز الأحداث حسب المدة التي يحددها قاضي محكمة الأحداث.. ولكن من جهة أخرى تتداعى أسئلة حول التعامل معهم في مركز الأحداث.

وفي هذا الصدد تتطرق الرائد ركن مريم البردولي مع مجلة " الأمن" التي تصدرها إدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة لديوان وزارة الداخلية إلى هذا الموضوع فتقول: فور تسلم الحدث تتم دراسة حالته من مختلف الجوانب والظروف المحيطة به، وذلك لوضع خطة علاجية لإكسابه مهارات التكيف مع نفسه والآخرين والمجتمع والقدرة على احترام النظم والقوانين وذلك بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المختصة، مشيرة إلى انه منذ اللحظة الأولى لإيداع الحدث بمركز رعاية الأحداث يتم تسجيله بالفصول التعليمية بالمركز والتي تشمل جميع المراحل (الابتدائية، الإعدادية، الثانوية) المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم، حيث يوفر المركز المدرسين والفصول الدراسية.

ويقدم المركز برنامج الرعاية الصحية الذي يتضمن كافة الخدمات الطبية التي يحتاجها الحدث من خلال المركز الصحي التابع لوزارة الداخلية أو المستشفيات الأخرى في المملكة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية التي يشرف عليها الأخصائيون بالمركز فالإصلاح يتم عن طريق تأهيل الأسرة أولاً حيث تقوم الباحثة الاجتماعية بالمركز بزيارة ذوي الحدث ومدرسته لاكتشاف أوجه القصور ومن ثم تبدأ الخطة العلاجية كما يتم تنظيم زيارتين بشكل أسبوعي لأهل الحدث بالمركز والسماح للحدث بأن يزور منزله شهريًا وذلك لعدم عزله عن بيئته ولتوطيد وتحسين العلاقة بينه وبين أسرته.

برامج التأهيل والإصلاح

وأضافت رئيسة شعبة الشئون القانونية إن المركز ينظم محاضرات تعليمية ودينية وصحية وورش عمل تعليمية ولقاءات أسبوعية مع المختصين من الوعاظ والمحاضرين، وإجراء جولات خارجية تثقيفية ترفيهية اجتماعية وتعليم فنون الرسم والمهارات اليدوية وكذلك لقاءات مع شرطة خدمة المجتمع لتطبيق برنامج "معًا" ضد العنف والإدمان وذلك أسوة بالحصص التي يتم تطبيقها بمدارس المملكة.

وأشارت أن المركز لم يغفل عن أهمية تواصل الحدث مع المجتمع حيث يتم تنظيم الزيارات والرحلات بصورة دورية والمشاركة في البرامج التثقيفية وإقامة معارض لمنتجات الأحداث في مختلف المجالات وزيارة المؤسسات والمرافق الهامة في المملكة هذا بالإضافة إلى تنظيم البرامج الرياضية ككرة القدم والسلة والطاولة والطائرة والسباحة وذلك بالتعاون مع الاتحاد الرياضي للأمن العام.

وتابعت أن مركز رعاية الأحداث يقدم تقريرًا عن حالة الحدث لقاضي محكمة الأحداث مع طلب إنهاء إيداعه، وبعد خروجه من المركز تتم متابعة سلوكه من قبل قسم المتابعة اللاحقة وذلك بزيارته في المنزل أو المدرسة للتأكد من وضعه وسلوكه وفي حال استقرار حالة الحدث يتم تقليل الزيارات تدريجيًا.

إدماج الحدث في المجتمع

وقالت انه يجب أن يكون هناك ارتباط نفسي بين منتسبي المركز والحدث من خلال كسب ثقته، وتم إجراء تغيير جوهري في البرامج والفعاليات التي يتم تقديمها للحدث، حيث أدخلنا الأحداث في برامج رياضية وتثقيفية كرياضة "الباركور" وهي رياضة تخطي الحواجز والتحدي، كما استضفنا مجموعة من الشخصيات الناجحة في المجتمع، كبطل سباق السيارات البحريني، وأتيحت الفرصة كذلك للحدث للمشاركة في المعارض والفعاليات الاجتماعية والوطنية والخيرية كالتعاون مع جمعية أمنية طفل. وتختلف البرامج والخطط الإصلاحية لكل حدث يودع في المركز لاختلاف الجريمة أو الجنحة التي ارتكبها، فمنذ بداية إيداع الحدث في المركز يتم فتح ملف خاص به، بحيث تتم دراسة حالته من مختلف الجوانب والظروف المحيطة به، ومن ثم وضع خطة علاجية لكل حدث لإكسابه القدرة على احترام النظم والقوانين، ومهارات التكيف مع نفسه والآخرين والمجتمع، ويتم تنفيذ الخطة العلاجية الموضوعة بالتعاون مع فريق العمل المختص من خلال إشراك الحدث وذويه في تنفيذ هذه الخطة العلاجية.

وكون الجرائم الإرهابية والحرق والتخريب من الجرائم الخطرة فإنها تتطلب جهدًا أكبر لإصلاح الحدث، بتوضيح مدى خطورة مثل هذه الجرائم وتأثيرها عليه وعلى عائلته ومجتمعه، حيث يتبع الأخصائيون الاجتماعيون خططًا وبرامج علمية وإصلاحية لإبعاد ذهن الحدث عن مثل هذه الجرائم الخطرة، وإشغال وقته بما يفيده وينفعه ويوجد في مركز الأحداث العديد من البرامج والفعاليات الحديثة التي تجذب اهتمام الحدث وتنمي قدراته الذهنية.

وعن مدى تقبل الأحداث المعنيين لما يقدم لهم من برامج ونصائح وإرشادات إصلاحية ومؤشرات تأثيرها عليهم تشير إلى أن القائمين على مركز رعاية الأحداث يبذلون جهودًا مضنية لتهذيب وتقويم سلوك الأحداث، فالحدث عندما يتم إيداعه في المركز فإنه يظن منذ البداية انه متهم وقد تم جلبه للمركز لمعاقبته ويجهل في البداية أننا هنا لتقديم المساعدة له للإقلاع عن جرائم الحرق والتخريب وإيصاله إلى بر الأمان، فمعظم الأحداث يتجاوبون مع العاملين في المركز والبرامج والفعاليات، خاصة إننا هنا نوفر فعاليات وأنشطة الهدف منها كسب ثقة الحدث وتقوية العلاقة معه لتهذيب سلوكه بطريق غير مباشر، فيندمج ويتفاعل مع البرامج. وأكدت أن معظم أولياء الأمور يظهرون تعاونًا وتجاوبًا مع مركز رعاية الأحداث وذلك راجع لمدى حبهم وخوفهم على أبنائهم، ويقينهم بأننا نريد إصلاحهم وتهذيبهم. وتجدر الإشارة إلى أن إحدى المودعات في المركز حصلت على نسبة ٪91.67 في الشهادة الإعدادية، كما حصل أحد الأحداث على نسبة ٪83 في الصف أول ثانوي بعد إلحاقه بمدرسة صناعية خارج المركز وقد حصل على المركز الأول في مسابقة الرسم التي تقيمها وزارة التربية والتعليم.

تزيين الإطارات

وأشارت الرائد ركن مريم البردولي إلى أن أحد المشاريع التربوية الناجحة هي استخدام الإطارات في عمل الديكورات، فقد رأينا جميعًا كيف تستغل الإطارات في أمور خطيرة كإحراقها وإغلاق الشوارع بها، فاستحدثنا مشروعًا تمثل في إعادة تدوير الإطارات وجعلها مفيدة كاستخدامها في الديكورات والتصاميم المنزلية، وقد حقق هذا المشروع نجاحًا ملحوظًا حيث تقبل الأحداث ممن تورطوا في قضايا حرق الإطارات هذه الفكرة وقاموا بتزينها بدل سكب البنزين عليها وإحراقها وإلحاق الضرر بالآخرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً