العدد 4587 - الأحد 29 مارس 2015م الموافق 08 جمادى الآخرة 1436هـ

بحريني وعماني وسعوديين ينثرون جمال الكلمة والشعر وسط مشهد بصري

الشاعر البحريني قاسم حداد (صورة أرشيفية)
الشاعر البحريني قاسم حداد (صورة أرشيفية)

الدمام - في جمعية الثقافة والفنون في الدمام 

تحديث: 12 مايو 2017

حضر الشعر، والكلمة، والكتاب، وحضر الجمهور للاستماع والاستمتاع، والتوقيع والقراءة، من خلال مانثره الشعراء الأربعة في أول أمسيات مهرجان بيت الشعر الأول، أمس الأحد، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وبرعاية وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية.

اكتظ المسرح بشعراء ومحبي الكلمة، للإلتقاء مع الشعر، والإستماع وسط ديكور ومشهد بصري قدمه مخرج المهرجان سعود الصفيان ومهندس الديكور وهيب ردمان، فكانت الإنطلاقة الأولى مع شاعر البحرين قاسم حداد، الحاصل على جائزة العويس الثقافية2002، والمترجمة أشعاره إلى عدة لغات أجنبية، ترأس العديد من المناصب في مملكة البحرين، شارك في تأسيس أسرة الأدباء في البحرين 1969م، فالكتابة عند الشاعر قاسم حدّاد معراجٌ لا ينتهي. وضعَ أعضاءه في الرحلة الطويلة، ولم يرجع بعد. تتشغَّفُهُ الكتابة، تنهض به إلى ليلها. يسري ترجّفُهُ حُمّى ويفدحُ به قلقٌ؛ يطفر من الحواس ومن الروح. لا يطمئن إلى حبرٍ ولا تكفكفُهُ تجربة، قرأ حداد عدة قصائد من كتاباته الحديثة منها:

من أنت يا وطني

أعني ما أنت في التفاصيل

جراحك أكثر من الموت

والنصالُ لا تُحصيك

من أنتَ. إن لم تنتخبْ مراهمك ومراميك

إن لم تعرفْ من أين أتيتَ

كيف تدرك طريقك وأقاصيك

تزعُمُ لنا أنك فرْوُ الدفءِ وانتباهة السهام وخزينة الأسرار

وحين نسألك الرأفة. تتلعثمُ وتكشفُ لنا القميصَ عن جراحك. من أنت.

ويستهل الشاعر زاهر الغافري من عمان، مسلسل الشعر، الذي أصدر اكثر من 10 دواوين شعرية، أقام في العديد من الدول العربية والأجنبية، وأقام سنوات طويلة في السويد، حصل على جائزة كيكا للشعر 2006م، يضع حياته ويسكب تجربته في جمالٍ نادر ودهشةٍ آسرة. كتابةٌ مضبوطة مقصبّة تتقصّى الهمسةَ، وتشتعل بالصور أقواسُهُ الضوئية ومنحته السخيّة مع كل نص، قرأ عدة نصوص شعرية منها:

ليست مالمُو امرأة، على الأرجح..

إنها موسيقى صامتة، فجوةٌ يَمرُّ الزمنُ

عَبْرَها بَطيئاً كسُلحفاة.

لن تطأ السَّاحَةَ الصَّغيرَةَ

كمُحارب قديم، بل كشابٍّ مَرح يتفحَّصُ

أبوابَ الفردوس ويغنِّي بصفير مكتوم.

أيها الشقيُّ لا تنظرْ إلى فوق.

ويقرأ الشاعر السعودي ابراهيم الحسين والذي صدر له 7 دواوين شعرية، والمشارك في الكثير من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية، وتأتي كتابة إبراهيم الحسين كأنها الطلقة تفتّت عظمَ الروح من منشئها، تنثر رمادَه الحيّ في بقعٍ كثيرة مموّهة بالأشراكِ والمصائد، ساخت فيها الأقدام وباتت موطنا للذكرى وللنحيب المشقوق بالمرارة، ويقرأ :

أدفنُ بهذي القهوة ما وجدُتهُ صباحاً على الطاولة،

أدفنُ أوراقاً مخضرّةً من الموت، ذاتَ رائحةٍ، كانت قد قضت بالليل

أدفنُ ما لم يكتمل وأذكرُ أنّي حاولتُ إكمالَه، لكنّهُ خرجَ منّي ناقصاً

أدفنُ فيها انعكاساتِ ما ظلَّ يعولُ فيَّ طوالَ الليل، وأهيلُ عليها دخانَ تبغي

ويختم الكلمة الشعرية في مساء الأحد الشاعر والمترجم السعودي غسان الخنيزي، والذي صدر له ديوانين شعريين، فالتلقائيّة التي تأتيه بالنص يَعدّها تمريناً أوّليّاً وممارسةً تمهيديّة يقودانهِ إلى حقل الاختبار المزروع بالقلق وبفيضٍ من الوسواس؛ ينظر إلى شجرة نصِّهِ ويقلّب في أغضانها تشذيباً وتهذيباً وتنقيحاً. وكأنما غسّان يبحثُ عن موالفةٍ هائمة أو رنّةٍ ضائعة، وقرأ :

الفجرُ هو الإبنُ المدلّلُ،

أيتها السمواتُ والأرض

وهو معنى الأبوة،

حيث الكواكبُ تتناسلُ في البعيد

واللعبةُ: أن نراقبَها، نُغالي في وصفِها ووصفِ الفضيلة

وأن نتراشقَ بأسمائها

ونسحب الأمثال كسحبِنا للكائنِ الأوليِّ فينا، لحظةَ المُحاق أو التلاشي.

تلا الأمسية الشعرية توقيع الشعراء: قاسم حداد كتابيه "أيها الفحم، و سماء عليلة، وإبراهيم الحسين كتابه " فم يتشرد" والشاعر غسان الخنيزي " اختبار الحاسة أو مجمل السرد" والشاعر عبدالوهاب العريض "بأسنان صاغها الليل" والشاعر علي عاشور "من العتمة الى الجياع"و"عين في اصبع".

فيما يواصل المعرض التشكيلي "شكل" استقبال الزوار وضيوف المهرجان من خلال الأعمال التشكيلية التي ضمت نخبة من أعمال التشكيليين في المنطقة الشرقية التي تتسم بالنضوج والإبداع وتتخذ خطا واضحا يشيء بمنهجية وتفرد الرؤية لدى كل منهم، ويفتح مجالا واسعا لمضامين اللوحة وليجد الفن التشكيلي مكانه بين ضيوف الشعر وللنظر للعمل على أنه لوحة شعرية تشكيلية و تتيح للمتلقي الوقوف هنا مع إيقاع اللون وموسيقية الكلمة فيشكل عالما زاخرا بالخيالات تمثله نصوص بصرية مفتوحة على كل اللغات .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:20 ص

      قاسم حداد احلى كلاك

      يقدح به قلق وتطفر به الروح والحواس

اقرأ ايضاً