عقد في مدينة دبي ورشة العمل الأفريقية لشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول "الوقاية المستدامة من نقص اليود والوصول إلى حالة تغذية مثلى لليود" وذلك بحضور ومشاركة رئيس قسم التغذية بإدارة الصحة العامة نادية غريب و صلاح المير من شركة مطاحن الدقيق من مملكة البحرين إلى جانب مشاركة 14 دولة من منظمة شرق المتوسط وذلك بهدف مناقشة الحالة التغذوية لليود في دول المنطقة.
ويأتي انعقاد هذه الورشة بتنظيم من وزارة الصحة الإماراتية وبإشراف فني من شبكة اليود الدولية IGN والمنظمة الدولية لرعاية الطفولة (يونيسيف).وقد افتتح ورشة العمل وكيل وزارة الصحة الإماراتي حسين الرند وبحضور المنظمين والمسئولين بالمنظمات المعنية واليونيسيف.
وقام وكيل الوزارة والمنظمة بتكريم دول مجلس التعاون الخليجي لإعلانها دول خالية من نقص اليود وذلك بناء على ما أجرته كل دولة من دراسات لتقييم مستوى اليود، وقد تم عرض ومناقشة هذه النتائج كما ناقش المشاركين الإجراءات الفنية والعلمية التالية ومنها مراقبة نسبة اليود بالملح المستهلك وتبادل الخبرات في البرامج المطبقة لتقييم تأثير الاستهلاك على الصحة وكذلك تحديد الإجراءات اللازمة لاستكمال البرنامج واستدامة تطبيقه.
وخلال الورشة أكد الخبراء المشاركون على ضرورة استمرار التواصل بين دول مجلس التعاون الخليجي ووضع مواصفة خليجية ملزمة لتدعيم ملح الطعام المستخدم بدول مجلس التعاون بالنسب التي أوصت بها المنظمات الدولية من اليود.
هذا وتجدر الإشارة إلى إن المسح الميداني الذي أقيم في مملكة البحرين في عام 2002 توصل إلى أن مملكة البحرين تصنف من البلدان التي لا يمثل فيها عوز اليود مشكلة صحية عامة حيث أن تضخم الغدة الدرقية حوالي 1.7% وان معدل نسبة اليود في البول 213 ميكروجرام في اللتر إلا أن وزارة الصحة في مملكة البحرين ومن منطلق حرصها على حماية المجتمع فقد قامت بعمل مسح ثاني للتأكيد على خلو البحرين من اضطرابات نقص اليود وذلك إلتزما بما جاء في توصيات منظمة الصحة العالمية والتي تنص على ضرورة الاستمرار في مراقبة وتقييم الوضع خصوصاً عند صغار السن والمتمثلين بطلبة المدارس الفئة العمرية من 6-12 سنة.
كما وتجدر الإشارة إلى أن قسم التغذية بإدارة الصحة قد قام خلال عام 2012 وبالتعاون مع المجلس الدولي لاضطرابات عوز اليود وبشكل متوافق مع بروتوكول منظمة الصحة العالمية تم دراسة أهم المؤشرات المعتمدة لتقييم نقص اليود وذلك بقياس معدل نسبة اليود في البول ونسبة تضخم الغدة الدرقية والكشف عن معدل استهلاك الملح المدعم باليود ومدى تماشي نسبة اليود بالملح المتوفر في الأسواق ومقارنتها بالمعايير الدولية.
وقد شمل المسح 1051 طالب وطالبة (6-12 سنة) تبين إن نسبة انتشار تضخم الغدة الدرقية لا يتجاوز 2% وهذا اقل بكثير من المستوى المعتمد من منظمة الصحة العالمية لتشخيص اضطرابات عوز اليود (اقل من 5%) بينما معدل اليود في البول حوالي 249 ميكرومولفي اللتر والذي يتجاوز ما تعتبره المنظمة المستوى الكافي وهوان يكون بين 100-199 ميكروجرام في اللتر.وهذه المؤشرات تشير بدلالة قطعية بان اضطرابات عوز اليود لا تعد مشكلة صحية عامة في مملكة البحرين.ولكن معدل نسبة اليود في البول يشير إلى ارتفاع في استهلاك اليود ومن المحتمل إن استمرارية ذلك قد يؤدي إلى المشاكل الأخرى المرتبطة بزيادة الاستهلاك وليس النقص.
وكان قسم التغذية قد أوضح بأن نقص اليود وهو عامل غذائي هام ويؤدي إلى الضعف العقلي ( التخلف العقلي) ، ويمكن الوقاية منه و القضاء على هذه المشكلة بشكل دائم من خلال إضافة اليود بالمعدلات العالمية المعتمدة لجميع ملح الطعام، وتبني ذلك كإستراتيجية وقانون على مستوى الدولة بدوره يسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويساعد على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. على مدى السنوات ال 25 الماضية فقد أصبح معترف بها على نطاق واسع ، نظرا لان العديد من الآثار المترتبة على نقص اليود، بما في ذلك تطوير ضعف الدماغ وانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال.
وأشار قسم التغذية بإدارة الصحة العامة إلى أنه كان هناك تقدما ملحوظا في الجهود العالمية للقضاء على مرض نقص اليود. في عام 1993، منظمة الصحة العالمية تقدر تضخم الغدة الدرقية بسبب نقص اليود المتضررين 110 دولة. على مدى العقد الماضي، انخفض عدد من البلدان تعاني من نقص اليود 54-27 وعدد من البلدان مع تناول اليود الكافي ارتفعت من 67 إلى 116. وفي الوقت الحالي 70٪ من سكان العالم لديه حق الوصول إلى الملح المؤيدين. ونظرا لأن العديد من الدول قد قضت IDD أو تقترب هذا الهدف، تأكيدهم يتحول الآن إلى دعم هذه الإنجازات.
