العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ

الأنظمة البيئية تحتاج آلاف الأعوام للتعافي من أثار الاحترار

اظهرت دراسة أجريت على متحجرات لأصداف في قاع البحار أن الأنظمة البيئية البحرية المتأثرة بالتغير المناخي السريع تحتاج لآلاف السنوات كي تتعافى من آثار الاحترار.

وأجرى هذه الدراسة فريق من العلماء الأميركيين بإشراف عالمة الأنظمة البيئية البحرية سارة موفيت من جامعة كاليفورنيا، وأظهرت ان ارتفاع درجات الحرارة والانخفاض في الأكسجين في مياه المحيطات الناجم عنه، يمكن أن يؤديا إلى تغير سريع في عناصر النظام البيئي، أما التعافي من هذه الآثار فيتطلب ألاف الأعوام، وليس المئات فقط كما كان يعتقد من ذي قبل.

ونشرت هذه الدراسة في مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم.

وحلل العلماء اكثر من خمسة الاف و400 متحجرة لكائنات لافقرية، من قنافذ البحر الى المحار، استخرجت من المحيط قبالة سواحل سانتا باربرا في كاليفورنيا.

وتغطي الطبقات الرسوبية التي استخرجت منها المتحجرات حقبة تمتد من ثلاثة الاف و400 عام مضت الى 16 الفا ومئة عام، وهي تحمل شواهد على ما تعرضت له الانظمة البحرية اثناء العصر الجليدي الاخير وما تلاه، علما ان العصر الجليدي الاخير بدأ قبل 110 الاف سنة وانتهى قبل عشرة الاف.

ومع انتهاء هذا العصر الجليدي، شهدت الارض حقبة من الاحترار السريع، تخلله ذوبان للجليد القطبي وتشكل مساحات واسعة من المحيطات كانت نسبة الاكسجين في مياهها تتدنى.

وكانت الدراسة السابقة المماثلة تركز بشكل اساسي على الكائنات المجهرية احادية الخلية وفي بعض الاحيان على كائنات متعددة الخلايا، بحسب الباحثين في الدراسة الجديدة.

وبين تحليل الطبقات الرسوبية المتعددة ان الانظمة البحرية في قاع المحيطات قبل انتهاء العصر الجليدي وارتفاع درجات الحرارة، كانت غنية ومتنوعة، اذ كانت المياه غنية بالاكسجين.

بعد ذلك، شهد قاع المحيطات في مرحلة ارتفاع درجات الحرارة، تدنيا في الاوكسجين تلاه انحسار سريع في التنوع البيئي.

وفي الطبقات الرسوبية العائدة لما بعد العصر الجليدي، لاحظ الباحثون ان المتحجرات تكاد تكون معدومة، مما يؤشر الى ضعف نسبة الاكسجين في المياه في ذلك الوقت.

وتوصل العلماء الى ان نسبة الاكسجين في المحيطات تدنت بين 0,5 ميليلتر و1,5 ميليليتر في اقل من مئة عام، الامر الذي يشير الى ان تغيرات صغيرة قد تكون لها انعكاسات كبيرة على الانظمة البيئية في قاع البحار.

وتشير الدراسة ايضا الى ان التغير المناخي للارض يمكن ان تكون له اثار مشابهة على الانظمة البيئية، وقد يتطلب الامر الاف السنين لتتعافى هذه الانظمة.

وقالت ساره موفيت "ان مراقبة هذه الظاهرة التي جرت في الماضي، اظهرت لنا ان الانظمة البيئية تتأثر كثيرا بالتغيرات المناخية، وتمتد هذه التأثيرات على الاف الاعوام".

واضافت "انه واقع يتعين علينا ان نتعامل معه كعلماء، وايضا كمواطنين يهتمون لامر البيئة".

وكانت دراسة نشرت في العام 2014 اظهرت ان الاحترار المناخي يؤدي الى تشكل مناطق ميتة في المحيطات والبحيرات والانهار. واحصى معدو تلك الدراسة 476 مساحة مائية قدروا ان ترتفع الحرارة في محيطها اكثر من درجتين خلال العقود المقبلة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً