العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ

مفاوضات البرنامج النووي الإيراني تنتظر حلحلة في ساعاتها الأخيرة

تستمر المفاوضات الصعبة حول الملف النووي الايراني بين القوى الكبرى وايران اليوم الثلثاء (31 مارس/ أذار 2015) في لوزان قبل ساعات من انقضاء مهلة محددة للتوصل الى تسوية تاريخية.

وعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الى لوزان التي كان غادرها الاثنين للانضمام الى نظرائه في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا)، وسط معلومات شحيحة عن تقدم المباحثات في اجواء محمومة تزداد سخونتها مع اقتراب مهلة منتصف الليل.

في هذه الاثناء اعلن مسؤول اميركي كبير الثلاثاء ان المفاوضات في لوزان حول البرنامج النووي الايراني قد تتواصل غداً الاربعاء اذا تم احراز تقدم في الساعات المقبلة.

وقال المسؤول في الخارجية الاميركية ان "خبراءنا ودبلوماسيينا يعملون من دون كلل لنرى اذا كنا قادرين على التوصل الى اتفاق. سنواصل بالتأكيد العمل اذا واصلنا احراز تقدم وصولا الى الغد اذا كان ذلك مفيدا".

وتنتهي نظريا مهلة التوصل الى اتفاق منتصف ليل الثلاثاء.

من جانبه صرح المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي للصحافيين ان المفاوضات الماراتونية حول الملف النووي الايراني تتقدم لكن "ببطء".

وقال المسؤول الايراني "نتقدم لكن ببطء. فنظرا الى الطابع المعقد للمسائل وواقع ان الامر يتعلق بالدراسة النهائية للمواضيع، فان ذلك يجري ببطء".

وكان مصدر دبلوماسي قال في وقت سابق "لم تحل الامور" مضيفا ان المحادثات ستتواصل طوال النهار وانه لا يزال من الممكن التوصل الى اتفاق.

وصرح مصدر اخر قريب من المفاوضات "آمل في ان نتوصل الى شيء ما اليوم" واصفا اجواء المحادثات بانها صعبة على الدوام.

ومن المفترض ان تتوصل الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) مع ايران اليوم الى تسوية اولية اساسية في ملف بالغ التعقيد يلقي بثقله على العلاقات الدولية منذ 12 عاما.

والهدف هو التثبت من عدم سعي ايران لحيازة القنبلة الذرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

واذا كان استحقاق 31 اذار/مارس لا يمثل الفرصة الاخيرة، الا انه محطة اساسية من اجل مواصلة المحادثات سعيا للتوصل الى اتفاق تاريخي كامل يحسم كل التفاصيل التقنية بحلول 30 حزيران/يونيو.

واشار المفاوضون من الجانبين الى ان الفشل في التوصل الى اتفاق بحلول منتصف ليل الثلاثاء لا يعني تلقائيا القطيعة ونهاية كل المفاوضات.

غير ان الجميع متفقون على ان الوضع سيكون اكثر تعقيدا وصعوبة بكثير، ولا سيما بسب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وايران، حيث سيعزز فشل مفاوضات لوزان موقف المعارضين لاي اتفاق في واشنطن وطهران مرورا بالرياض والقدس.

ولليوم الثالث على التوالي تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم محذرا من ان التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني في لوزان "سيمهد الطريق" امام طهران للحصول على السلاح النووي.

وقال نتانياهو في خطاب امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) "اكبر تهديد لامننا ومستقبلنا كان وسيبقى محاولة ايران حيازة اسلحة نووية. الاتفاق الذي تجري صياغته في لوزان يمهد الطريق نحو هذا الهدف". وتعهد نتانياهو ان "تقوم (اسرائيل) بكل ما بوسعها لضمان امننا ومستقبلنا"

كما حذرت المملكة السعودية اليوم من ان ايران لن يكون بامكانها الحصول على فوائد من اتفاق نووي محتمل مع القوى الكبرى من دون التعاون مع جيرانها العرب في الخليج.

ووجه هذا التحذير وزير الخارجية الامير سعود الفيصل في الوقت الذي تحاول فيه ايران والقوى العظمى الست في لوزان التوصل الى اتفاق بشان البرنامج النووي الايراني قبل منتصف ليل الثلاثاء.

وطالب الفيصل في اجتماع مجلس الوزراء بحسب ما اوردت وكالة الانباء السعودية الرسمية "دول (5+1) بأن تسعى أولا لتحقيق التوافق بين إيران والدول العربية، بدلا من الالتفاف على مصالح دول المنطقة لاغراء إيران بمكاسب لا يمكن أن تجنيها إلا إذا تعاونت مع دول المنطقة".

وقبل ان يغادر موسكو ابدى لافروف تفاؤله معتبرا ان احتمالات التوصل الى اتفاق "جيدة".

وقال "لا شيء مؤكدا مئة بالمئة لكن الفرص كبيرة اذا لم يرفع اي من الاطراف المشاركين سقف مطالبه في آخر لحظة".

والمفاوضات مستمرة في لوزان منذ ستة ايام ليل نهار. وبعد ماراتون دبلوماسي غير مسبوق مستمر منذ 18 شهرا، تصطدم المباحثات دائما بنقاط مهمة.

والمطلوب في المقام الاول تحديد مدة الاتفاق، اذ تطالب الدول الكبرى بتحديد اطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الايرانية وخصوصا في مجال البحث والتطوير لمدة لا تقل عن 15 عاما، غير ان ايران ترفض الالتزام باكثر من عشر سنوات.

كما ان مسالة رفع عقوبات الامم المتحدة لا تزال تشكل نقطة خلاف كبيرة. فايران تريد ان يتم الغاؤها فور توقيع الاتفاق الا ان القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الامن الدولي منذ 2006.

وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فان بعض دول مجموعة 5+1 تريد الية تسمح باعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت ايران التزاماتها، كما افاد دبلوماسي غربي.

وحضت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الاميركية مساء الاثنين المفاوضين على اتخاذ قرارهم وقالت "حان الان وقت القرارات (...) حان وقت ان نقول نعم او لا".

واضافت "قلنا ان 31 اذار/مارس حد اقصى. ينبغي ان يعني ذلك شيئا. القرارات لن تكون اسهل بعد 31 من الشهر. اذا لم نتوصل الى توافق سيتعين علينا ان ننظر الى الطريق امامنا ونرى اين نحن. وبعدها نتخذ القرارات".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً