العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ

الاستقطاب الحالي هو الأخطر في تاريخ الشرق الأوسط

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إِذا أَخذنا بالفكرة القائلة إِنَّ اتفاق سايكس - بيكو في 1916 كان البداية للجغرافيَّة السياسيَّة التي تأسست وفقها الدول والأَنظمة بصورتها الحاليَّة، فإِنَّ الشَّرق الأَوسط عمره حاليّاً 99 عاماً، وفي العام المقبل سيصبح عمره مئة عام. إِنَّ ما يجري حاليّاً يعتبر نتيجة طبيعيَّة لتكوين سياسيّ تشكَّل على أَساس استقطابات من خارج المنطقة. الفرق في الوقت الحالي أَنَّ الاستقطابات التي تعصف بنا تكوَّنت داخل المنطقة.

قبل نحو مئة عام، كان الاستقطاب الرئيسيُّ بين بريطانيا وفرنسا، اللتين كانتا تخطّطان لاقتسام ما ستتركه الدولة العثمانيَّة بعد الانتكاسة التي شهدتها أَثناء الحرب العالميَّة الأُولى. كلتا الدولتين ساهمتا في خلق الحدود الجغرافيَّة بصورتها المحكمة، وتشكَّلت على أَساس ذلك الهويَّات الوطنيَّة (داخل كل بلد) التي جاءت بديلاً لهويَّات سابقة. كان البريطانيون قد دعموا العرب ضدَّ الأَتراك، وبالتالي فإِنَّ الثورة العربيَّة ضد الحكم العثماني كانت بدعم بريطاني. لكن سرعان ما تضارب هذا الدَّعم مع اتفاقات أُخرى للبريطانيين مع الفرنسيين، وكانت الغلبة للاتفاق مع فرنسا على غيرها.

بعد فترة من التأسيس، تسلَّمت النخب السياسيَّة الحكم هنا وهناك، وكانت ضعيفة الارتباط بقواعد المجتمع. في الوقت ذاته، كانت الجيوش تتشكَّل، وبما أَنَّ المؤسَّسات العسكريَّة هي أقوى أَنواع المؤسَّسات الحديثة، فقد دخلت النخبة المدرَّبة عسكريًّا على خطّ المنافسة على الحكم، وقلبت بعض المعادلات في تركيبة السلطة، في عدد من البلدان المهمَّة.

بعد الحرب العالميَّة الثانية، كانت كلٌّ من بريطانيا وفرنسا في أُفول، وكان لبروز أميركا والاتحاد السوفياتي على المسرح العالمي الدور الأَكبر في استقطابات خارجيَّة جديدة. ولقد أدى دخول المنطقة ضمن استقطابات الحرب الباردة في خمسينات القرن العشرين إلى منع أَيّ تغيير حقيقي في المعادلة السياسيّة التي نشأت في مطلع القرن العشرين.

أَدَّى غزو العراق للكويت في 1990، وثُمَّ تحرير الكويت عبر تحالف قادته أَميركا، وانهيار الاتحاد السوفياتي، أَدى كلُّ ذلك إلى تفرُّد أَميركا بالمسرح العالمي، كما أَدى ذلك إلى ضمور الاستقطاب الخارجي في المنطقة. لكن في هذه الفترة برزت قوَّة الحركات الإسلاميَّة ذات الشعبيّّة في كل البلدان، وهذه الحركات أَصبحت لها أَجنداتها المختلفة، والتي انحرف بعضها نحو العنف والإرهاب، بينما انجرف بعضها الآخر نحو خطاب خلق استقطاباً طائفيّاً يستمدُّ عنفوانه من داخل المنطقة. بل إنَّ منطقتنا أَصبحت مصدراً للأَفكار والاتجاهات الطائفيَّة والمتطرّفة التي تنتشر في مختلف أَنحاء العالم. هذا الاستقطاب الطائفيُّ يعتبر الأَخطر مقارنة مع كل أَنواع الاستقطابات الأُخرى التي مرَّت بها المنطقة على مدى الأعوام الـ 99 الماضية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 7:44 ص

      رد على زائر 22

      ايران اكثر الدول الي اتحافض على المقدسات رووح اثقف وبعدين تعال اتحشى الله يهديك ويبعد عنك الاحقاد

    • زائر 22 | 2:18 ص

      حكومة ايران ايست شيعية لو كانت كذالك لنصرة الشيعة بالعالم .

      انها حكومة صورية بترية بحته تهمها مصالحها فقط , ثانيا الشيعي يتبرأ من مواقفها المخجلة منها ضرب داحس المقدسات الشيعية كمقام السيده سكينه ف سوريا ولم تحرك ساكنا وكفى .

    • زائر 21 | 2:10 ص

      الخلاصه

      الخلاصه ان كل هذه البلدان والكيانات التي تشكلت قبل مئة عام هي إنقلابات على الشرعية آنذاك (الدولة العثمانية) ولذلك نرى الدولة العثمانية الحالية تحاول ترميم نفسها تارة من خلال تحالفات طائفية وتارة من خلال المؤامرات. إذن لدينا أنظمة غير شرعية (بحسب المفردات المستعملة في عالمنا اليوم) و دولة عثمانية تحاول النهوض و دولة فارسية تزاحم هذا وذاك على قيادة العالم الإسلامي. أين الشعوب من كل ذلك؟

    • زائر 19 | 1:46 ص

      كل ذلك

      دكتور
      كلام جميل جدا
      لطن في اعتقادي كل تلك الاستقطابات هي سياسات محسوبة بدقه متناهيه وتستخدم في وقتها المخصص وفي ظرفها المناسب سواء كانت حركات متشددة او تنازع طائفي او ...الخ
      لكن السبب الرئيسي لتلك الاستقطابات والاجندات هي بنية الدول الشرق اوسطيه المؤسسة على الديكتاتوريات التي لاتقبل الاصلاح بتاتا...................
      فسياسة بريطانيا بتنصيب حاكم ظالم دكتاتور هي سياسة مقصودة لتنفيذ اجنداتها اللعينة

    • زائر 18 | 1:20 ص

      خير الكلام ما قل ودل

      ايران بإمكانها ان تكون دولة متقدمة جدا في كل المجالات. انظروا ما الذي اختارته (تصدير الثورات, التدخل في شئون الغير وغيرها الكثير من الأمور المزرية). الدول العربيه لايوجد لديها خيار. واضح جدا ان ما استثمرته ايران (وقصرت على شعبها) في تصدير الثورات هو كثير جدا لكي تتراجع فهي بحاجة الى قرار شجاع من مفتيها. سوف تتراجع عندما تخسر الكثير بالضبط مثل حربها في العراق (ثمان سنوات من الحرب) قبل اعلان هزيمتها.

    • زائر 13 | 12:56 ص

      محمد

      النكبة بدأت منذ بدء المظلوميه واستغلالها من بقايا الإمبراطورية الفارسيه المقبوره

    • زائر 12 | 12:54 ص

      أدوات الفتنة جاهزة تتحرّك وفق المال المهدر عليها

      طالما ان هناك أموال يتلاعب بها في دول الخليج فأدوات الفتنة جاهزة للقبض وجاهزة لجعل كل الخلافات السياسية خلافات مذهبية

    • زائر 11 | 12:49 ص

      لقد بلغت الأمّة العربية ذروة انتكاستها

      اصبحت حروب العرب على بعضهم البعض ويعاونهم فيها العدو الصهيوني
      آه عليكم يا عرب سيفكم لا يأكل الا في جرابكم وصواريخكم لا تطال الا اراضيكم
      يا حسرتي عليكم والكلمة مخنوقة وفي القلب غصة

    • زائر 10 | 12:45 ص

      هل فيه أخطر من بث الفتنة الطائفية في المنطقة 0745

      قالها وزير الخارجية الإماراتي أن إيران تشتغل من زمان لتصدير ثورتها المذهبية هذا في دستورها وتستغل اتباع المذهب لتحقيق ما تعتقده واجب الاهي ولا يهمها ما يحصل من دماء بين أبناء العروبة والحقد على العرب هو سيد موقفها

    • زائر 16 زائر 10 | 1:15 ص

      زائر 10

      كلامك صحيح مئة فى المئة ايران حقودة على العرب بسبب هزيمة كسرى امام العرب هم الى يومك هذا هم يحملون الضغينة و يضمرون الشر لذلك هم يستغلون ضعاف النفوس باسم المذهبية من بلدان العرب لكى ينفذو اجنداتهم الخبيثة مثل اشعال الفتن مذهبية لزعزعة اسقرار و اضعافها من الداخل بايادى موالية لها (ايران دولة قومية \\العنصرية \\ مذهبية لا تحب احد الا نفسها )و اى واحد يظن عير ذلك فهو مخطئى

    • زائر 20 زائر 10 | 1:57 ص

      زائر 10 ومن يتبنى فكره

      يا اخي اذا الدولة اهتمت بأبنائها لو اتى جميع من في الأرض لن يستطيعوا فعل شيء ( لا تقول لي ولاء الكل لديه ولاء لأرضه ووطنه ) لكن في البلاد العربية الولاء للحكام والذي يخرج عن هذا الدرب يجرد من كل شيء المعنى واضح ، نرجع للموضوع اذا الدولة تنافست مع من تقول انها تجرهم الى حضنها واعطت المواطن ما يريد من العيش الكريم لن ولن يستطيع الغريب اخذه حيثما يريد ، من اسس للمذهبية والطائفية ترد الدولة لوظيفتها بالتعامل مع الجميع سواسية ، فمال الناس لطائفتهم وجماعاتهم لأن التفرقة اجبرتهم على ذلك . الطائفتين .

    • زائر 23 زائر 10 | 7:25 ص

      زائر رقم 20 اسمح لي ولكن

      انت تقول يجب على الدولة ان تهتم با ابناءها والا فأبناء هذه الدولة سوف يستغيثون با ايران مثلا! يا اخي في لبنان الدولة لم تهتم, في سوريا الدولة لم تهتم, في العراق الدولة لم تهتم بأبنائها, في اليمن لم تهتم, في البحرين لم تهتم, في السعودية المنطقة الشرقية لم تهتم... ولجئوا الأبناء لمن؟؟ الى ايران!! ماذا يوجد عند ايران؟ ارجوك ! المسألة واضحه لمن يريد ان يراها والتغابي واستصقار الاخرين هذا من شيم الفرس وليس العرب

    • زائر 7 | 12:20 ص

      الاستقطاب الطائفي هو الأخطر في المنطقة 0715

      والأخطر هو اختطاف اتباع المذهب وجعلهم أعداء لقوميتهم العربية ولا إخوانهم في العروبة وغسل أدمغة مثقفيهم وجعلها أداة لتصدير ثورتهم المذهبية

    • زائر 9 زائر 7 | 12:44 ص

      دليل

      هل لديك دليل على ذلك!؟ اخي العزيز على مر التاريخ والشيعة يقتلون ويسجنون وينفون بسبب تشيعهم وانت الآن تقل بأن الشيعة تم اختطاف عقولهم ضد قوميتهم ؟! لماذا تجمعنا القومية ولا يجمعنا حب الله ورسوله؟! ان هذا لأمر غريب!!!

    • زائر 17 زائر 7 | 1:15 ص

      المحترم لا أحد يعرف الفتنة الطائفية قبل 79 0805

      وانت بأم عينيك ترى كوارثها في المنطقة ومن يوجهها ويدعم معتنقيها للانفصال عن دولهم عروبتهم وخلق دويلات داخل الدول العربية والإسلامية يجمع الكل بس المذاهب تفرق ولا تجمع والأخطر تصديرها للآخرين وعدم الاكتراث لخلق الفتنة من وراء هذا

    • زائر 6 | 12:12 ص

      دكتورنا

      قول الله تعالى هو الفصل أن الأرض يرثها لعباده الصالحين الموحدين الذين لايشركون به أحد أما التحركات الميدانية لاتتغير أمر الله

    • زائر 5 | 11:50 م

      كلام جميل

      ما الفائدة. الواقع الاجتماعي للاوعي البشري يبرهن بان البشر لا يتعظون. و اذا اتعظوا يكون متاخرا جدا. هذا تكرار للأخطاء. مافي فايده.

    • زائر 4 | 11:32 م

      تحكيم العقللا

      لا يختلف اثنان ان المنطقة تمر بمنعطف خطير جدا لاسيما اذا ما استمرت عملية الاستقطاب الحالية تحت مبررات طائفية مذهبية ، فلا يوجد قطب ضعيف في المنطقة واذا ما استمر هذا التجاذب بين الطرفبن فان النتائج ستكون وخيمة وقد ترجع دول المنطقة الى ماكانت عليه قبل 100 عام . تحكيم العقل هو الحل

    • زائر 3 | 11:24 م

      تحرك السفن الحربية و المدمرات و تحرك الطائرات و الدبابات ينذر بالمواجهة ... ام محمود

      هناك استنفار للجيوش والمعدات العسكرية الثقيلة في معظم الدول التي تقع على خط النار و هناك تصريحات اسرائيلية قلقه من الاتفاق النووي و ما يترتب عليه و هناك اجتماعات لامريكا مع أصدقائها و التي تنتهي عادة باتخاذ قرارات يمكن الناس لا يرونها و لكنها تكون عبارة عن أعمال و تحركات مع الاوضاع المتشنجه و الخطيرة قبل عدة أشهر روسيا حركت السفن و المدمرات لسواحل سوريا و تركيا حركت سفنها باتجاه الخليج و كذلك فعلت مصر حركت سفن من قناة السويس أمس ايران حركت المدمرات باتجاه باب المندب لحماية سفنها وهذا له دلالات

    • زائر 2 | 11:14 م

      ما تمر به المنطقة حاليا هو مقدمة للحرب العالمية الثالثة التي ستغير خارطة العالم ... ام محمود

      الأزمة السورية و بعدها الأزمة العراقية بدخول داعش و استيلائه على أجزاء كبيرة من سوريا و العراق و عمل المجازر و الابادات و آخرها كان أمس ل 10 أطباء في الموصل و 86 شرطي و ضابط في الأنبار دخل التحالف في مسرحية ضرب داعش عسكريا و لكنه لم ينتصر و الذي انتصر الحشد الشعبي مع الجيش العراقي و الآن هو يتعرض لحرب عكسية لاحباط الانتصار كما فعلوا مع الثورات ,,,, الأزمة اليمنية و ما استدعته من تحرك سيجعل من روسيا و ايران و الصين يتحركون ولن يتفرجون فقط ,,, جعجع قال ان التحالف العربي العسكري س يضرب سوريا قريبا

    • زائر 14 زائر 2 | 1:04 ص

      عبد علي البصري

      شكرا ام محمود شكرا جزيلا , وزادك الله فهما وعلما , صحيح كلامك لقد وضعتي النقاط على الحروف وأتممت مقال الجمري , وهو بالعمد ترك هذا المجال للمداخله . شكر الله سعيكي

    • زائر 15 زائر 2 | 1:08 ص

      فعلا حرب عالمية ثالثة في الافق لاحت

      وكل المعطيات والاخبار الاقليمية تشير إلى ذلك واعتقد هذه الحرب بتغير العالم برمته

اقرأ ايضاً